٭ على السطح (الساخن) هذه الأيام يتصاعد (دخان) الكلمات المغلفة والمبطنة بتكرار كلمة (الحرب) من أفواه كثيرة تنثرها غير آبهة لوقع الكلمة على مجتمع فارق الحرب منذ سنوات، وصار يتمنى ويتوق لوطن تلتقي خواتيمه عند (الوحدة الكاملة) بيد أن (دبابيس مشتركة) يتم تبادلها الآن مع قرب الاستفتاء وبداية التسجيل بدأت تشيع طقساً من (الخوف) داخل المجتمع السوداني الذي يتم فيه الآن (تناوب) عبارات الرحيل والارتحال والترحال والسفر خوفاً من عدم وجود مرسى (آمن) لمركب الشريكين، خاصة أن الحرب في المنطقة قد ظهرت (تكلفتها) وفق تصريح ل(خبراء اقتصاديين) مما زاد (الجو) ب (شحنة قاسية). ٭ تبادل الاتهامات ليس جديداً على الشريكين، وها هما الآن يواصلان ويتواصلان عبر نفس (الطريق) الذي لم يشهد نمو (وردة) أبداً منذ خمس سنوات خلت، بل كان كله (أشواكاً) تصيب الجميع ب(طعنات) ينتبه بعدها كلاهما أو أحدهما لغرس أخرى.. وما لم يعرفه الشريكان أن المواطن (ملَّ) المسرحية (سيئة الإخراج) وأصبح يستعد لإخراج (مسرحياته) التي يشارك فيها كل الشعب السوداني ويتم (العرض) قريباً. ٭ انتفت العلاقة السياسية بين الشريكين منذ زمن ليس بالقريب، فقد تم تبادل الاتهامات و(الوخز بالإبر) من شاكلة وصف المؤتمر الوطني للحركة ب (اللعب بالنار) لاستضافتها لحركات دارفور، تلك الولاية التي وصف المؤتمر دور الحركة في حل أزمتها ب(السالب)، في وقت (تجنح) فيه الحركة نحو (الجنوب) ويتعثر التسجيل حول (القرار الأخير) ويحتاج ( الوطن) لأكثر من يد تبني هدفاً واحداً في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ بلدي الذي يترنح ذات اليمين وذات الشمال، وتتلقى فيه منطقة (كير اديم) قصفاً جوياً من القوات المسلحة، ربما يزيد الطين بلة ويمعن في قلب الموازين، فيصبح الأمل في جمع الشمل حول الوطن من جديد أمراً عصياً يضيف (رصيداً) آخر للاتهامات المتبادلة بسريان (فعلي). ٭ غابت طوال الأعوام السابقة (الشراكة) الهادئة والآمنة والمستقرة والسلسة، وثبتت نيَّة الحركة (المبيتة) في الاتجاه جنوباً رغم محاولات (الوطني) لنيل فوز في (الوقت الضائع)، وذلك بدفع ورقة (مشروعات) عربون (وحدة) إلى الجنوب الذي لم يحرك ساكناً تجاهها، بل وأدار ظهره للشمال. ٭ اهتمام الوطني بالوحدة جاء متأخراً جداً، بعد أن رتبت الحركة (بيتها).. فنهوض الوطني فجأة جعل حبل الثقة يزداد وهناً على وهنه، لتغادر الحركة جنوباً. همسة: يطول الانتظار.. ويطول ليلي.. رغم أمل اللقاء.. في دارنا.. خلف الشجرة العتيقة.. وفي قلبي.. أمام البوابة اليمنى..