٭ اثار الخلاف بين الاستاذ هاشم صديق والاستاذين ابو عركي البخيت ومحمد الامين اثر الاحداث التي صاحبت قضية ما يسمى بثورة الشعراء اثار جدلا واسعا في الساحة الفنية، واستمرت المبادرات لما يقارب العشر سنوات وكانت آخر المبادرات هي المبادرة التي قادها مدير التلفزيون محمد حاتم سليمان وكان المكتب الصحفي بالتلفزيون قد نشر تصريحات ألمح فيها لقبول هاشم صديق لمبادرة مدير التلفزيون. ولكن الاستاذ هاشم صديق في حديثه الخاص لجريدة «الصحافة» ينفي ذلك جملة وتفصيلا، وقفل صديق الباب امام اي مبادرات جديدة وقال «ليس لدي وقت اضيعه في الاستماع الى اي مبادرات اخرى، وارجو ان يتركني الناس في حالي» وفيما يلي نقدم افادات الاستاذ هاشم صديق. دار بيني والاخ محمد حاتم سليمان مدير عام الفضائية السودانية حديث جانبي بعد توقيعي على عقودات انتاج دراما 2000 ومسلسل حزن الحقائب والرصيف، وكان ذلك بمنزلي ببانت، ويتلخص الحديث حول مبادرة يقودها التلفزيون لاعادة العلاقة الابداعية والانسانية بين هاشم صديق وابو عركي البخيت ومحمد الامين، ونسبة لكثرة المبادرات التي استمرت لفترة طويلة «قرابة العشر سنوات» ولان كل المبادرات الانسانية والاخوية من مختلف قبائل الابداع والاصدقاء المقربين لم تستطع رأب الصدع الذي ألم بهذه العلاقة بعد الاحداث المؤسفة التي رافقت ما يسمى «بثورة الشعراء» فقد ابديت للاخ محمد حاتم تحفظاتي واوضحت وجهة نظري. وكعادتي في كل المبادرات وعندما اواجه بالحاح الناس تركت الباب مواربا ثم فوجئت بأن المكتب الصحفي للتلفزيون تحدث عن هذه المبادرة في التصريح الصحفي للتلفزيون حول توقيع العقودات بالنسبة للمسلسل والبرنامج. فقلت للاخ محمد حاتم من خلال رسالة من موبايلي ان هذا التصريح متسرع ومظهري وغير دقيق. وفي بالي انه اذا كانت العلاقة الانسانية والابداعية ورفقة الخندق الواحد والعلاقات الاسرية المتجذرة في الدواخل وكل سنوات العطاء والتعاون والمودة لم تفلح في اعادة هذه العلاقة الى سيرتها الاولى ورأب صدعها، فماذا يمكن ان يفعل التلفزيون كجهة رسمية بهذا الشأن.؟ اللهم الا الترويج لمبادرات وانتصارات تدخل في الكسب الاعلامي او الانتصارات التي تجير لصالح جهاز السلطة الرسمي وهذا بالطبع مما يتنافى مع قيمة العلاقة وسيرتها وتفاصيلها اذ ان اواصر المودة التي كانت تمتد بيني وبين الاخوين الكريمين هي اكبر من الانتصارات الاعلامية الضيقة التي تنزع للاثارة والكسب الاعلامي وهذا لعمري ضد قرائن مبادئي. بصريح العبارة اصبحت اضيق كثيرا لكثرة المبادرات وعدم تفعيلها واضاعة وقتي فيما لا طائل منه ويقيني ايضا ان كثرة المبادرات وصلت درجة من الاسفاف والابتذال حتى اصبحت تتجه الى الكسب الاعلامي والسياسي وتفاصيل كثيرة لا اود ان اخوض فيها الآن وقد بدأت لي كثرة المبادرات ان أزمة العلاقة بين هاشم صديق وابو عركي البخيت ومحمد الامين كأنها أزمة الحكم في السودان او الخلافات والمماحكات بين الشريكين. بالنسبة لي ان المسألة ببساطة هي ان علاقة هاشم صديق وابو عركي البخيت ومحمد الامين وضعت في محك الاختبار من خلال أزمة ما يسمى بثورة الشعراء وقد اضاءت تلك الأزمة كثيرا من الجوانب التي تجعلني الان واكثر من اي وقت مضى، انظر للامام بأمل ملتفتا لادواتي الاساسية الدراما والمسرح والنقد، واكمال مشروعي الابداعي الذي ينتظر الشعب السوداني منه الكثير وفي نفس الوقت ان لا انظر للخلف فذلك تاريخ قد تجاوزته ووثقت من خلاله اجمل الاغنيات واهديتها للشعب السوداني ولوطني بالمجان «اللهم لا من ولا اذى». ختاما ارجو ان اذكر الناس بما قلته في سهرة النيل الازرق «العودة للنهر» عند يدي الممدودة لفترة عشر سنوات دون ان يتلقفها احد من الاخوين وعن تفاصيل ما اوردته عن كل القصة في برنامج الزمن والرحلة الذي اسرفت من خلاله كل تفاصيل قصة الخلاف بين اخي ابو عركي واخي محمد الامين يبقى ذلك للتاريخ، الآن سحبت يدي ونهائيا فارجو ان يتركني الناس وشأني ليس لدي وقت ولا عمر اضيعه في الاستماع لاي مبادرات اخرى. اهم من ذلك المسرح والدراما الاذاعية والتلفزيونية وبرامج النقد وتوثيق ما تبقى من مشروعي الشعري من خلال مجموعاتي الشعرية القادمة. وفي رد على سؤال «الصحافة» عن تأخر تسجيل برنامجه لتلفزيون السودان قال الاستاذ هاشم صديق: التلفزيون اضاع الوقت في الاجتماعات والتسويف ومنذ ثلاثة اشهر لم ينجز اي شيء. ويضيف انا ما عدت للاحتفالات ولا لتصريحات المكتب الصحفي ولا للانتظارات انا عدت لانجاز ما تبقى من مشروعي الابداعي وبدلا من ان يضيع التلفزيون الكثير من الوقت في مبادرات اصلاح البين فلينفذ مشروعات البرنامج والمسلسل. ويؤكد هاشم صديق انه سوف ينتظر حتى الاسبوع القادم واذا لم يشرع التلفزيون في التنفيذ فسيقدم اعتزاله عن العمل مع التلفزيون.. والتلفزيون لم يعطه شيئا والعقودات لم تفى بمستحقاته وهو لم يعط التلفزيون شيئا.