السودان من الدول الرائدة والتي لها مكانتها الدولية والاقليمية ويتمتع بعضوية كافة المنظمات الاقليمية والدولية ومن المؤسسين لمنظمة الوحدة الافريقية الاتحاد الافريقي حاليا والجامعة العربية ومنظمة الايقاد بالاضافة لمنظمات كثيرة لا يتسع المجال لذكرها مثل الكومسا..! ولم يتدخل السودان في شؤون الدول الاخرى وهو عبارة عن افريقيا مصغرة تجد فيه الصومالي والكيني والارتري والكميروني وهو يستقبل النازحين وما زال من الدول الافريقية المجاورة ومنح حق تقرير المصير لسكان جنوب البلاد منذ التوقيع على اتفاقية اديس ابابا في السبعينيات من القرن الماضي، وقد حضرها الامبراطور هيلا سلاسي امبراطور اثيوبيا وابل ألير والذي شغل منصب النائب ا لاول لرئيس الجمهورية بالاضافة لادارته لشؤون الجنوب وهو ينتمي لقبيلة دينكا والفريق جوزيف لاقو الذي كان يشغل منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية بالاضافة لادارته لجنوب البلاد و الدكتور منصور خالد والراحل المقيم جعفر محمد علي بخيت وممثل الكنائس العالمية ومنذ التوقيع على اتفاقية ابوجا تحصل اهلنا في جنوب البلاد على مزايا عديدة لا يمكن حصرها وهم يحكمون جنوب البلاد بالاضافة لمشاركتهم في الحكومة المركزية في الخرطوم وما حققه السودان لأهلنا في جنوب البلاد لم يحصل مثله في التاريخ، وكافة الدول الاوربية تعاني من حركات انفصالية فاسبانيا بها حركات انفصالية الباسك والجمهورية الاسبانية لم تسمح للباسك بحق تقرير المصير المملكة المتحدة بها حركات انفصالية في ويلز واسكتلندا وايرلندا الشمالية وايطاليا وقد لا يصدق البعض ان هنالك صراعات بين السكان في جنوب وشمال ايطاليا وبلجيكا بها حركات انفصالية بين الذين يتحدثون باللغة الفرنسية والذين يتحدثون بلغة فلماك وهناك صراعات بين الهند وباكستان كمشير والصين بها حركات انفصالية (حركة تبت) والاتحاد السوفيتي به حركات انفصالية (الشيشان) وسيرلانكا والقارة الافريقية كلها تعاني من حركات انفصالية ولكنها لا تمنح سكانها حق تقرير مصيرها كما حصل في السودان..! وهناك دول كثيرة بها حركات انفصالية والاتحاد الاوربي الذي يتكون من سبع وعشرين دولة وتستخدم اليورو ويمضي قدما لتحقيق الوحدة الاوربية الشاملة ومواطنوه يتحركون بين دولة واخرى بدون حمل جوازات ولهم حق العمل في دول الاتحاد وهذا الاتحاد بالرغم من انه كانت بين الدول المنضمة لهذا الاتحاد حروب وليست هنالك لغة مشتركة بين دول الاتحاد ولكن بكل اسف الدول الاوربية تدعم الحركات الانفصالية في جنوب البلاد بينما هي تحافظ على وحدتها وتضغط على السودان لكي يتم اجراء الاستفتاء في العام القادم في تسعة يناير 2011م، واعلنت الحكومة السودانية مرارا وتكرارا انها ملتزمة باجراء الاستفتاء في موعده بينما الدول الاوربية لم تعمل على الاطلاق في ادانة اسرائيل بالرغم من انها تحتل اراضٍ عربية منذ الاربعينيات من القرن الماضي وترفض كافة القرارات التي صدرت من الجمعية العامة للامم المتحدة ومجلس الامن وذلك بفضل استخدام الولاياتالمتحدةالامريكية حق الفيتو وتقوم بحرب ابداة حقيقية (تهدم بيوت الفلسطينيين وتمنع وصول المساعدات الانسانية لسكان غزة وغزت غزة و استخدمت قنابل ممنوعة دوليا ورفضت تحقيق توصيات ريتشارد قلدستون وضربت مباني الاممالمتحدة في غزة بدباباتها وطائراتها وبنت جدارا عنصرياً ورفضت في عنجهية القرار الذي صدر من محكمة لاهاي الدولية والتي مقرها هولندا ، أليس من حق رئيس اي دولة حين يتعرض اقليم من اقاليم بلاده لحركات عصيان او تمرد بأن يقوم بالقضاء على حركات هذا العصيان وازالة العصيان واذا لم يقم بالقضاء على مثل هذه الحركات فانه يعتبر متقاعسا وقد يحكم عليه شعبه بالخيانة العظمى ولكن بكل اسف الدول الاوربية والولاياتالمتحدةالامريكية يعملون من أجل مثول المشير / عمر البشير امام محكمة الجنايات الاستعمارية وهي مسيسة من ألفها الى يائها بالرغم من ان السودان لم يوقع على اتفاقية انشائها فالولاياتالمتحدةالامريكية قامت بغزو العراق بحجة وجود اسلحة الدمار الشامل متخطيا كافة المنظمات الدولية.. وقد لا يعرف الكثيرون في اوربا الغربية ان المملكة المتحدة كانت تستعمر السودان لمدة خمسين عاما تقريبا ومنعت التواصل بين سكان جنوب البلاد وشماله وطبقت سياسة المناطق المغلقة وتركت اهلنا في جنوب البلاد عراة ولم تعمل على انشاء فروع لجامعاتها وضغطت الدول الاوربية على الحكومة الليبية لكي تمنع حضور المشير البشير القمة الاوربية الافريقية وهذا يتنافى مع التقاليد الديبلوماسية وانا كمتخصص في الميادين الدبلوماسية ولي كتاب بعنوان الدبلوماسية في العالم الثالث ونلت دبلوماً في الدبلوماسية في العلاقات ا لدولية من المعهد العالي في فرنسا (المعهد العالمي لما وراء البحار في سان مشيل بحي اللتيني الذي توجد فيه جامعة سوربون الشهير).. فأي سفير حين يصل للدولة المستقبلة فإنه يقدم اوراق اعتماده لرئيس الدولة لأنه يمثل رأس الدولة بينما يقدم القائم بالاعمال اوراق اعتماده لوزير الخارجية وتقوم امريكا حاليا بشن حرب ظالمة في افغانستان وورطت دول الاتحاد الاوربي لكي يحاربوا بجانبها بالرغم من ان ميثاق الحلف الاطلنطي لا يسمح لأعضاء الحلف بشن حروب خارج دول الاتحاد ، فالسفارات هي عين الحكومات وآذانها فهي التي تقدم معلومات عن الدول ا التي تمثل فيها بلدها وترسل هذه المعلومات لحكومتها عن طريق الحقيبة الدبلوماسية التي تتمتع بالحصانة الدبلوماسية وكذلك حاملها ورؤساء الدول يعرفون ما يجري في الدول التي بها سفاراتها لذا كان من المنطقي ان يبلغوا رؤساء دولهم ان تجاهل السودان غير مقبول منطقيا ولا دبلوماسيا ان كانوا صادقين في تحقيق التعاون بين اوربا وافريقيا وانا هنا لا اتحدث باسم الحكومة ولا الصحيفة التي اتشرف بالكتابة فيها لذا نود ان تقدم دول الاتحاد الاوربي الاعتذار لشعب وحكومة السودان ونقول للرئيس الاممي معمر القذافي والسودانيين يحترمونك كان من المنطقي ان ترفض عقد المؤتمر الاوربي الافريقي في ليبيا اذا لم يحضر اخوك البشير كما فعل الرئيس حسني مبارك حيث رفض انعقاد مؤتمر للدول الناطقة باللغة الفرنسية في شرم الشيخ... والله من وراء القصد.. خارج النص: أيها السادة في السودان كما ذكرت في مرات عديدة ان البعض منا في سبيل تحقيق مصالحه الذاتية يعمل من اجل تمزيق السودان وتنفيذ اجندة خارجية ورئيس مجلس ادارة الانتباهة بكل اسف يدعو لانفصال جنوب البلاد عن شماله ويقول ان الجنوبيين لا يشبهوننا ونحن لا نشبههم وهذه العبارة تتنافى مع القيم الاخلاقية والدينية والله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه: «يا أيها الذين آمنوا إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم» - صدق الله العظيم والله سبحانه وتعالى يقول : «لقد كرمنا بني آدم).. ونحن في السودان وطبقا لما جاء في القرآن الكريم نتسامح مع الكل حتى الذين لا يؤمنون بالدين الإسلامي الحنيف الذي جاء للبشر في كل مكان وعلينا ان نقدم الاسلام قبل ان نقدم انفسنا ، فالدستور السوداني يبيح ان يتولى المسيحي الجنوبي منصب رئيس الدولة واقول لرئيس مجلس ادارة الانتباهة في انتخابات ابريل هل إذافاز الدكتور جون قرنق كنا سنمنعه بحجة انه مسيحي..؟!! ارجو من بعض العاملين في وسائل الاتصال ان لا يتحدثوا باسم الشعب السوداني ، لأنه يؤمن بوحدة السودان ويعتبر الانفصال كارثة، وشر البلية ما يضحك ، أيها السادة وحدة السودان خط احمر لا يمكن تجاوزه ولا قدسية لأي إنسان في السودان.. ونقول للسادة سفراء الاتحاد الاوربي المعتمدين لدى السودان انه لم يحصل منذ اتفاقية ڤينّا عام 1885م، المنظمة للعلاقات الدبلوماسية في عام 1961م، واتفاقية فينا عام 1963م، المنظمة لعلاقات القنصلية ان يرفض رؤساء ا لدول التي لها سفارات وقنصليات في الدولة التي ترفض ان يقابل ممثلوها الدبلوماسيين رأس الدولة لا سيما وان السفراء يقدمون اوراق اعتمادهم لرأس الدول في الدولة المستقبلة انما قام به رؤساء دول الاتحاد الاوربي من مقاطعة استقبالهم وكذلك موفديهم يعتبر في اعتقادي فضيحة ويتنافى مع الاعراف والتقاليد الدبلوماسية الدولية ويعني ان هذا الموقف في تحليلي النهائي ان تطلب الدولة الموفدة وجود الدبلوماسيين الذين يرفضون مقابلة رأس الدول في الدولة المستقبلة ونقول اخيرا للسادة سفراء الاتحاد الاوربي ان يوضحوا لرؤساء دولهم ان انفصال الجنوب عن الشمال سوف لا يحقق السلام في السودان وسيؤثر في الدول الافريقية المجاورة وكما تعلمون ان في جنوب البلاد قبائل عديدة ليس بينها لغة مشتركة ...! * دكتوراة في فلسفة التربية من جامعة كيندي الأمريكية