هاتفني عدد كبير من القيادات الشعبية بولايات شرق السودان مثمنين التناول المهم لتحديات ما بعد مؤتمر المانحين والمستقبل الزاهر الذي ينتظر سكان شرق السودان في حال توظيف اموال المانحين الكويتيين التوظيف الأمثل عبر آلية متفق عليها بين القوى السياسية الموقعة على اتفاقية اسمرا ومنظمات المجتمع المدني الناشطة بالولاياتالشرقية وليست أية منظمات اخرى ، نعم يجب على المنظمات شبه الحكومية عدم تعريض مستقبل العلاقة مع المانحين للخطر حينما تصر على العمل من اجل التكويش على مسألة تنفيذ بعض المشروعات بالشرق في الوقت الذي يعلم فيه الجميع انها واجهات لأشخاص بعينهم وان ملفات أدائها مليئة بالتناقضات ولذلك من الحكمة التفات ادارات هذه المنظمات لما يليها في المركز وعدم منازعة الامر أهله وذات الرسالة نوجهها للمنظمات التي انشئت حديثاً وتتبع لبعض ابناء الشرق بالمركز ان الاولوية يجب ان تمنح لمنظمات المجتمع المدني العاملة بشرق السودان منذ عشرات السنين مثل شبكة التنمية القاعدية بكسلا وغيرها وليس من العسير معرفة تاريخ وأداء المنظمات . ان المانحين يجب ان يجدوا ارضية صلبة للعمل على توظيف الاموال فيما ينفع الناس ومن المهم تكوين شراكات متينة بين لجان القوى السياسية المكونة لجبهة الشرق ومنظمات المجتمع المدني والاجسام التنفيذية التي تكونها حكومات الولايات برقابة المجالس التشريعية للعمل جميعاً بالتنسيق مع الواجهة الممثلة للمانحين لتنفيذ كافة المشروعات التي يتفق عليها باعتبار ان كثيراً من المشروعات التي اعدتها بعض الجهات وذهبت لعرضها على المانحين لم تكن دقيقة او متفق عليها ولم يتسنَ للمانحين الاطلاع عليها نسبة لضيق البرنامج ولذلك يجب ان تعرض كافة المشروعات على الآلية بعد تكوينها لغربلتها ومعرفة مدى حاجة السكان اليها وكلفتها الحقيقية ، لقد حان الوقت لإحداث تنمية حقيقية في كافة المناطق المهمشة بشرق السودان تستند على ارضية ثابتة من الافكار والمشروعات النافعة والناهضة بالانسان والبيئة على حدٍ سواء . ومع إقتراب موعد وصول وفد المقدمة للمانحين يتوجب على ابناء الشرق المسارعة بتكوين الآلية المناسبة للمشاركة مع ممثلي الحكومة المركزية في الاستقبال وتنظيم زيارات الوفد للمناطق المختلفة في شرق السودان وادارة نقاشات جادة وتجهيز اوراق عمل ومقترحات واضحة لمعرفة رؤية المانحين لمسألة كيفية انسياب الاموال لتغذية المشروعات المراد تنفيذها ، انها مسألة حساسة لا يفيد معها الخم والتستر وإنما الشفافية المطلقة التي تحفظ لجميع الاطراف الاجواء المناسبة للعمل ، ويتوجب ايضاً على كافة المنظمات العاملة بالشرق ان تعد اوراقها ومشروعاتها المبنية على معلوماتها اللصيقة بالمناطق المهمشة وعرضها على آلية شرق السودان ومن المهم الاشارة الى ضرورة تكوين جسم طوعي للاشراف على تنفيذ المشروعات بالصورة المطلوبة من واقع دوره الرقابي لأن انعدام الرقابة على المشروعات التي قيل انها نفذت بالشرق ساهم في ضبابية الموقف الحقيقي تجاه ما كان يجري . ان تكوين جسم رقابي هو الحل الأمثل لإيقاف الشكوك حول النشاط الغامض الذي يدور خلف الكواليس لإبتكار وسائل جديدة للعمل بها في شرق السودان في الفترة القادمة ، ان المعلومات حول هذه التحركات ترد الينا تباعاً ، وسيكون من الأوفق للصحافة الحرة الشريفة غير الذيلية ان تنشط بإتجاه عمل تحقيقات صحافية حول دور المنظمات شبه الحكومية في شرق السودان وأدائها عن الفترة الماضية ومخططات هذه المنظمات للفترة القادمة ، ان الصحافة الحرة موعودة بقصص إخبارية مثيرة سيكون مسرحها ولايات الشرق الثلاث وقرى محلياتها المتناثرة بين سهول الجبال والوديان وفوق السفوح وفي المدن ، قصص تدور عن النشاط الخيري الذي سيقوده المانحون بالتنسيق مع قوى الخير لإنتشال انسان الشرق من براثن الفقر والمرض والجهل وتكريم إنسانيته .