*في اعتقادي أن هناك سببين يجعلان مباريات المريخ والهلال تتحول إلى قنبلة موقوتة ومصدرا للإزعاج والمشاكل، فالسبب الأول هو قيامها فى نهاية الموسم وإصرار الإتحاد العام عبر لجانه المختصة بالبرمجة على معاملتها بطريقة تجعل المتابع يتعامل معها وكأنها حرب خصوصا وأن وضعها في نهاية الموسم يجعلها مصيرية بمعنى أنها تحدد بطل الموسم والذي عادة مايكون إما المريخ أو الهلال، وهذه الوضعية تفرز الأزمات ( كما تابعنا ماحدث في المباراة الأخيرة ). أما السبب الثاني فهو الإعلام الرياضي والذي يتعامل مع مباريات القمة من منطلق أنها ( سوق لبيع تجارته وتحقيق الأرباح الطائلة ) حيث تحرص الصحف الرياضية على تناول أحداث هذه المباريات قبل فترة طويلة وكل منها تنشر ما يخدم خطها وسياستها وإنتماءها وعصبية أقلامها لا سيما وأن كل الصحف هنا مصنفة ( إما حمراء أو زرقاء) حيث تتحول صفحات الصحف إلى حلبة لاستعراض العضلات ونشر التحديات وتحاول كل منها تكبير ( الكوم ) الذي تنتمي إليه وتنشر الإحصائيات وتتحدث عن ( الصواريخ الهجومية والترسانات الدفاعية) ومهارات اللاعبين وتطلق عليهم الألقاب العالمية ( المضحكة حيث تشبههم بالمع نجوم كرة القدم في العالم ) ويجئ التناول عاما حيث تتحدث عن الحوافز المرصودة والتصريحات المباشرة للاعبين، ولان الصحف تخاطب العقول مباشرة فإن تأثيرها يأتي سريعا وهذا ما يضاعف من حجم الضغوط النفسية على أنصار الفريقين مما يجعلهم ينظرون للمباراة وكأنها حرب سيخوضونها هو الشئ الذى يصنع ( الخوف والرعب يسيطر ) فى دواخل المشجع خاصة إن كان متعصبا ( علما به أن كل مشجعي المريخ والهلال متعصبون ). غير ذلك فالإعلام الرياضي يتعامل مع نتيجة المبارة بطريقة تجعل المتابع يضع حسابا لما تكتبه الأقلام في الأيام التي تلي المباراة، حيث تمارس صحافة الفريق المنتصر أقسى وأبشع أنواع ( التهكم والإستفزاز والإساءة وتقليل الشأن والتمجيد والتحقير والاستصغار والتهويل ) كل ذلك يجعل مباراة القمة غير مرغوب فيها برغم أن هذا مستحيل ولابد من قيامها *الأحداث التى صاحبت مباراتي المريخ والهلال الأخيرتين هي نتاج طبيعي وواقعي يعكس التدهورالذي وصلنا إليه والتخلف في نظرتنا لكرة القدم، وقد سبقوأن تنبأنا به فى هذه الزاوية وقد قلنا يوما أن هذه هي المناظر التى تسبق الفلم الرئيسي المنتظر وحتى لا تقع الكارثة وتحل المصائب ويتضاعف حجم الإنفعال فلابد من وضع العلاج الجذري بتوفير المضادات اللازمة والإحتياطات المطلوبة حتى لا نندم، وفي تقديري الخاص أن أول خطوة لعلاج الفوضى الحادثة الآن أن لا تقام مباريات المريخ والهلال في نهاية الموسم، بمعنى ان تبرمج خلال المنافسة وبطريقة موجهة وليس بالضرورة الخضوع للقرعة وهذه مسؤولية الاتحاد العام وهذا الوضع سيجعل التناول الإعلامي واهتمامه المكثف بلقاءات القمة يأتي عاديا خصوصا وأن المنافسة ستكون مستمرة، وهذا ماسيصرف الأنظار عن النتيجة التي إنتهت عليها مباراة المريخ والهلال. سوء فهم *قرارت اللجنة المنظمة الأخيرة والخاصة بالأحداث التي صاحبت مباراة نهائي الكأس وجدت الرفض من كل المريخاب، ورأوا أنها جاءت ناقصة بحكم أنها كانت قاصرة على أحداث المواجهة الأخيرة وأغفلت التي سبقتها في نهائي الممتاز على اعتبار أن جمهور الهلال هتف ضد لاعبهم راجي بطريقة لا تليق . وإن كان لنا تعليق فنقول ما قاله سعادة الفريق عبدالله رئيس المريخ التنفيذي حينما ذكر أنه وبرغم أن قرارت اللجنة جاءت ( قاصرة ومعيبة وفيها ظلم على المريخ، إلا أنها تعتبر خطوة في الطريق الصحيح ) ونضيف أن اللجنة مطالبة بإعادة النظر في قرارتها التي أصدرتها خاصة في جزئية معاقبة جمهورالقمة، ونرى أن حرمان المريخ والهلال من جمهورهما في أول مباراة قادمة يؤديها أى منهما هو غير كاف وليس فيه عدالة وفيه ظلم عل الفريق الذي سيلاقيهما، خاصة إن كان من ولاية الخرطوم ( له نصيب في الدخل ) والصحيح هو أن تقام مباراة القمة القادمة بدون جمهور وعلينا أن نجرب مثل هذه العقوبة وإن أدت الغرض فلنبقى عليها . ولماذا لا؟ *فى سطور *المريخ والهلال هما سبب كل الازمات التي تحدث في الوسط الرياضي ( نجومهما وإعلامهما وجمورهما ) *لابد من رسم خطوط حمراء ووضع حدود يمنع الاقتراب منها، وكل من يتجاوزها يجب بتره حتى يظل بقية الجسم معافًى *ولماذا لا تكون هناك ( لجنة رصد عليا)!!!؟؟؟ *الحرية ( إن فاتت حدها تتحول إلى فوضى )