الخرطوم :هويدا المكي في الوقت الذي جاءت فيه نتائج حملات التوعية المرورية الاخيرة بصورة فاقت تصور المراقبين في مجال ثقافة السلامة المرورية عبر الالتزام بربط حزام الامان اضافة لملامح العلاقة الجديدة بين رجال المرور ومستخدمي الشارع خاصة سائقي الحافلات بدأت العلاقة اكثر حميمية وتعاونا بعد ان ظل يشوبها التوتر بين الطرفين ليأتي برنامج ايصال وتواصل عبر فضائية النيل الازرق ماضيا في نشر الثقافة المرورية بعيدا عن النهج القديم الذي كان طابعه التشدد من هنا وهناك عندما كان مستخدمو الشارع يعبرون عن سخطهم بمجرد رؤية دوريات المرور في وقت رسخ فيه الانطباع بان رجال المرور مجرد جباة يهتمون بمضاعفة معاناة الاسر عبر ايصال الغرامة ، ان صورة مغايرة عن رجال المرور اخذت ترسخ في الاذهان لتمسح سابقتها، فالبرنامج الذي يقدمه العقيد مالك عثمان والمقدم احتفال محمد الحسن يعول عليه في نشر الثقافة المرورية بعيدا عن المناهج السابقة . وبرغم الجهود الحثيثة لشرطة المرور تبقي الاختناقات المرورية ابرز ملامح الخرطوم و الجديد هو ان صفوف العربات المتراصة في الطرقات لم تعد مرتبطة بساعات الذروة كما هو الحال في السابق، يقول الدكتور محمد الحاج وهو خبير في اقتصاديات النقل ان سبب الاختناقات المرورية ناجم عن اخطاء في هيكلة المدينة عندما عمد المخططون الاوائل الي تجميع كل الخدمات في منطقة لا يتجاوز طولها الخمسة كيلومترات وبعرض يقل عن الثلاثة تجد فيها كل الوزارات والمؤسسات والهيئات حتي مراكز تصوير المستندات وما لم تتم اعادة توزيع المراكز الخدمية للاطراف سيبقي الاختناق المروري ابرز ملامح المدينة، كما ان القفزات التي حققها الاقتصاد السوداني عقب تدفق النفط زادت من اعداد السيارات فبينما كان عدد العربات في العاصمة في حدود ربع المليون سيارة قبل التسعينات فانه العدد الان علي مشارف المليون سيارة، وبرغم جهود ولاية الخرطوم في مجال الطرق والجسور، فان الزيادة في القطاعين لم تأت بحجم عدد السيارات. وطالب دكتور الحاج حكومة الخرطوم والحكومة المركزية بسرعة تنفيذ مشروع نقل المصالح الحكومية لاطراف العاصمة. ومن جانبه ذهب المهندس هشام سرالختم الي التعجيل بتنفيذ مشاريع الانفاق والجسور العلوية والطرق حول النيل ، وثمن هشام فكرة حظر استيراد الموديلات القديمة من السيارات، مطالبا بضبط حركة السيارات الحكومية التي وصفها بانها تشكل نسبة معتبرة في الاختناقات المرورية، ومضي المهندس الي ضرورة اتخاذ اجراءات مباشرة نحو ادخال المترو وتشجيع استيراد مواعين النقل الكبيرة للركاب مؤكدا باستمرار الأزمة طالما ان مواعين النقل الصغري هي الاداة الرئييسة لنقل الركاب . من جانبه يذهب المواطن محمد الحسن الياس من ضاحية بري الي ان بعض التدابير التي تتخذها شرطة المرور لا تسبقها اية دراسات وبرغم عدم جدواها تصر عليها ادارة المرور مستدلا بحالة التكدس والاختناق المروري اليومي شرق نفق الجامعة، ويمضي الحسن الي القول « اشك كثيرا ان يكون مدير المرور قد شاهد بام عينيه الاختناق المروري والذي يعود سببه الي تغيير مسار شارع الجمهورية شرق الي اتجاه واحد نحو كوبر والبراري فما هي الجدوي التي عادت من تغيير مسار هذا الطريق غير معاناة المواطنين واصحاب الحافلات .