أيام قليلة وتتجه جموع المواطنين الجنوبيين إلى صناديق الاقتراع لتقرير مصير الجنوب مع السودان الموحد في التاسع من الشهر القادم، ولعل المتابع لما يجري بالبلاد على كل الأصعدة يلحظ أن ثمة هواجس ومخاوف سيطرت على الجميع لا سيما على الصعيد الاقتصادي ككل ،ولما لم يكن قطاع العقارات بمنأىً عن مجريات الأحداث فقد تضاءلت حركة البيع والشراء شأنه شأن سائر أسواق السلع والخدمات وحتى أسواق النقد التي تعرضت لهزات كبيرة فارتفعت الأسعار فيها بصورة غير مسبوقة ،فعلى صعيد اسواق العقارات بالعاصمة على وجه التحديد سرت بعض الشائعات أن ابناء الجنوب قد اقدموا على عرض مساكنهم للبيع خشية لما تسفر عنه نتائج الاستفتاء من انفصال الجنوب غير أن تجار عقارات دحضوا هذه الشائعات وأكدوا أن المعروض من منازل الجنوبيين بالعاصمة قليل جدا ولا يرقى للحجم الذي يتحدث عنه الناس وأرجعوا انخفاض أسعار العقارات والأراضي إلى قلة السيولة التي يعاني منها قطاع كبير من الناس مما قاد لضعف حركة البيع والشراء في سوق العقارات علاوة على موجة الخوف التي انتابت المواطنين بسبب ضبابية الرؤية عن ما يسفر عنه استفتاء الجنوب وأوضحوا أن قلة قليلة من أبناء الجنوب بالعاصمة ممن يملكون عقاراتٍ وقطعاً سكنية أقدمت عرضها للبيع وتوقعوا استمرار انخفاض أسعار العقارات بعد الاستفتاء لا سيما إذا ما تمخض عن انفصال الجنوب حيث تفضل الغالبية العظمى من الجنوبيين بالعاصمة بيع منازلهم والاتجاه نحو الجنوب. واشتكى التجار من قلة الطلب على الإيجارات رغم كثرة العرض وعللوا انخفاض أسعار الإيجار إلى قلة السيولة وكثرة العرض . ويقول مدير مكتب نبتة للعقارات بجبرة خليفة يعقوب حسين إن سوق العقار يشهد ركوضا عاما لا سيما على المستويات ( بيع وشراء وإيجارات) نسبة لحالة الخوف والهلع التي تسربت إلى نفوس الجميع من واقع ضبابية الأحوال بعد الاستفتاء بجانب قلة السيولة في أيدي المواطنين ،الأمر الذي انعكس في انخفاض أسعار المنازل والقطع السكنية وانسحب بدوره على الإيجارات حيث كثرت البيوت المعروضة للإيجارات حيث انخفض سعر البيت الجاهز بمنطقة جبرة والذي يتكون من ثلاث غرف وهول وصالون مع احتماله لبناء شقة بالطابق العلوي والذي كان يتراوح سعره في حدود (330 - 340 ) ألف جنيه فأصبح في حدود (330-310) ألف جنيه وألمح إلى تباين أسعار البيوت على حسب مساحة وموقع المنزل وأشار إلى انخفاض سعر البيت بمدينة الشهيد طه الماحي إلى (255) ألف جنيه من (275) ألف جنيه ووصل سعر القطعة (400) متر إلى (240) ألف جنيه بعد أن كان (255) ألف جنيه والقطعة المميزة ( ناصية ) إلى (265) ألف جنيه من (285) ألف جنيه فيما أبان أن سعر القطعة 300 متر بمربعات (15-18-19) بجبرة انخفض من (135-155) ألف جنيه إلى (125-135) ألف جنيه بينما انخفض سعر القطعة 400 متر في مربعي (14-16) إلى (150) ألف جنيه فيما وصل سعر القطعة (500) متر في منطقة الشارقة (230) ألف جنيه . وعن الإيجارات يقول يعقوب إن حركتها ضعيفة رغم كثرة البيوت والمنازل المعروضة وأرجع الضعف إلى قلة السيولة في ايدي المواطنين حيث يفضل الغالبية الظمى منهم السكنى في منازل ذات قيمة إيجار تتماشى ووضعهم المادي ومقدرتهم الاقتصادية وتوقع استمرار الانخفاض في أسعار العقارات والقطع السكنية والإيجارات بعد إنتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك والاستفتاء . وفي أم درمان يقول مهدي البازار صاحب مكتب عقارات بشارع الأربعين إن انخفاض عجلة البيع والشراء في قطاع العقارات مردها إلى قلة السيولة وحالة الخوف والهلع التي سيطرت على الجميع جراء عدم وضوح الرؤية بعد الاستفتاء، ونفى أن يكون للمعروض من العقارات التي يملكها أبناء الجنوب دور في انخفاض أسعار العقارات لجهة قلتها وأوضح أن السبب الرئيس في الانخفاض النسبي لأسعار العقارات قلة السيولة التي يعاني منها قطاع كبير من المواطنين بجانب أن اصحاب العقارات يحاولون الاحتفاظ بها لا سيما في ظل تراجع سعر صرف الجنيه السوداني في مقابل العملات الحرة الأخرى وتوقع ان يستمر انخفاض أسعار العقارات بعد الاستفتاء لا سيما إذا ما كانت نتيجته انفصال الجنوب عن الشمال لأنه عندها سيكون المعروض أكبر من العقارات التي يمتلكها أبناء الجنوب .