وأنت تدخل مدينة القطينة سواء جئت من ناحية الشمال أو الجنوب، تحس إحساسا حقيقيا بعراقة هذه المدينة الوادعة والتى ترقد على ضفة النيل الشرقية وفى الفترة الأخيرة أضافت إليها شوارع الأسفلت التى شيدت وكذلك البيوت التى بنيت فى مدخلها بالقرب من الطريق السريع بعض الحداثة، حيث بدأت تكتسب شكلا آخر أكثر تخطيطا وتنظيما. هذه هى الصورة التي يشاهدها كل من يزورالمدينة عبارة عن ديكور فقط وأن واقع القطينة أسوأمما تصورت فقد هالنى وآلمنى منظر مبنى الجزارة الرئيسية للمدينة والذى أقل وصف يمكن أن يطلق عليه هو أنه خرابة، فهو متهالك تماما، ولايليق بوضع لحوم تباع للإنسان الذى كرمه الله! وأنا أتأمل هذا المنظرالكئيب للجزارة قفز إلى ذهنى سؤال، وهو هل شاهد مسئول المحلية ماشاهدته؟ وهل يبتاعون ما يحتاجونه من لحوم من هذا المكان؟ إذا كانت الإجابة بنعم فهذه مصيبة، أما إذا كانت لا فهذه مصيبة المصائب، لأنه فى هذه الحالة يكون قد أقر بأن وضع هذه الجزارة غير صحى، وكان يفترض أن يتم تغييرهذه الصورة المخجلة، وهناك سؤال مهم وهو كيف تسمح إدارة الصحة بالمحلية ببيع اللحوم التي يتغذى عليها المواطنين فى هذا المكان القذر؟ ولماذا لم تتحرك لتصحيح الوضع ؟ . وليت الأمر توقف عند هذا الحد، فحال الطبالي التى تعرض عليها الخضروات والفواكه أسوأمن حال مبنى الجزارة، فهى بالية يكسو معظمها خيش مقطع واضح أنه ظل عليها لسنين، وأصبح منظرها يبعث على الكآبة، وتعافه النفس. إن تحضر المدن يقاس بنظافة بيئتها وبجمال سوقها اذ يجب أن يكون نظيفا وذو مبانى مهيأة بالصورة المقبولة والصحية خاصة تلك التى تباع فيها المأكولات لست أدرى كيف يرضى المواطنين بهذا الوضع المزرى ؟ وأين لجنة تطويرالمدينة؟ وهل دورها محصورفقط فى إستقبال الوفود الزائرة فقط؟إليس من واجبها الإهتمام بمظهرالسوق والذى يمثل العنوان الأبرزللمدينة؟ مارأيته داخل سوق القطينة، يعكس صورة لاتليق بهذه المدينة التي رفدت السودان بعلماءأمثال عالم الذرة الشهيرمحجوب عبيد، والكثيرمن الشخصيات التي تبوأت مناصب رفيعة على مرالعهود، والأمر يحتاج إلى تحرك عاجل من المسؤولين وفى مقدمتهم المعتمد، يعمل على تجميل هذه الصورة لسوق القطينة، والتى لاتليق بسمعتها ومكانتها .