مدينه كسلا تتوالى عليها الضربات القاضيه والقاصمه .. ما يصبح صباح الا ونجد الوالى قد استأسد او وزير قد تنمر حتى ولو كان نمرا من ورق ... اجتاحت قرارات الوالى قلب المدينه لبناء الفلل من اجل وزراء الحكومه مع حديقه غناء تطل على هذه الفلل من اجل مزيد من المتعه والترف واهل كسلا لا يملكون سوى الحوقله ... تاريخ المدينه انهار تحت قرارات الوالى ووزير التخطيط العمرانى ... مبانى لها من التاريخ ما يحكى للاجيال عن قوه هذه المدينه مئات المنازل تم تدميرها .. وزارات تم تدميرها فى لحظه من لحظات الشؤم الذى يسيطر على كسلا .. وتدفق اصحاب الاموال لشراء الاراضى وهى ( اصول ) مدينه كسلا ... لم تبقى بالمدينه ساحه عامه الا وتم بيعها ولا موقع قدم فى السوق الا وتم بيعه ...كأنما ارادوا لكسلا ان تكون حكرا على صنف معين من البشر ... واصحاب المال يتربصون بكل شبر على ارض كسلا وهم على استعداد لشراء قلب القاش لو استطاعوا .. وغدا ياتى طائر الشؤم ويحوم حول ما تبقى .. ويبدو لى حتى المساجد سوف لن تصمد امام اجراس الدلاله الزاحفه من اجل جمع المال لاكمال هزيمه كسلا ودحرها امام الغزاه الجدد . وفيما يبدو ان هناك قرار قد صدر بازاله سوق الخضر والفواكهه والجزاره .. يبدو ان هناك من يريد ان يشترى لتشييد عماره او برج متناسيا ان هذا السوق معلم بارز من معالم مدينه كسلا ... هذا السوق تعيش منه مئات الاسر .. تعيش منه الارامل واليتامى والمساكين والشحاذين وذوى الحاجات ... من اجل ماذا يتم تشريد هولاء .. من اجل عدد بسيط من ذوى راس المال الذين تكدست عندهم الدولارات .. ليضعوا احذيتهم على راس الجزارين والخضرجيه ... بائعات الكسره والويكه والشطه .. نساء ارامل يعملن على تربيه اطفالهن ... ليدوس طائر الشؤم على الالاف من الاسر التى تعتمد على هذا السوق ... ومعتمد كسلا لا حيله له الا ان ينفذ او يعودمن حيث اتى .. انى ارى بوعزيرى كسلا يتجول ما بين الجزاره وسوق الخضر والفاكهه .. انى ارى بوعزيرى قد استعد من اجل الاستشهاد من اجل الحق ومن اجل الارامل واليتامى .. انى ارى سرب ايائل مقطوعه الكفين والاقدام ..انى ارى رملا زاحفا والما كبيرا وتاريخ مخلوط بدماء الجزاره ... انى ارى ولا افسر ما ارى غدا سوف يأتى من يفهمون كلامى . لقد تم اعاده تخطيط الجزاره وسوق الخضر فى وقت قريب وتم اضافه مبانى لتوسعته من الناحيه الشرقيه والناحيه الغربيه ... ولكن من ينظرون الى موقع السوق بالعين التجاريه والعين التى لا ترى غير تحت قدميها يودون ازاله ذلك التاريخ من اجل دراهم معدوده لسداد ايجارات الوزارات ومنازل الوزراء التى ضاعت فى السونامى الاول ... وها هو السونامى الثانى يدق ابواب مدينه كسلا ... الشىء المدهش ان الذين يقومون بدمار كسلا ليسوا من اهل كسلا ولا اظن ان احد من ابناءكسلا يستطيع ان يفعل ذلك ... ونقول للسيد الوالى ووزير التخطيط العمرانى ان النار تاتى من مستصغر الشرر .. وان من تودون ازالتهم هم من تعودوا على رؤيه الدماء وهم من يجيد استخدام الساطور والفرار والسكين ويعلم من اين يكسر العظم ومن اين يقطع اللحم ومن اين يهشم الرأس ... ارجو ان تفكر حكومه ولايه كسلا الف مره قبل ان تقدم على ازاله سوق الجزارين وزنك الخضر ... احترموا بائعات الكسره الارامل واحترموا المساكين والمجانيين الذين يتبرع لهم اهل الجزاره والخضر الذين لم تسعهم المصحه ... تذكروا المقوله ( الجوع كافر ) اتركو كسلافى حالها نحن اهل كسلا نريدها هكذا ... فلا زلنا نأكل السخينه وام شعيفه وام تكشو وام بقبق ( هل تعرفونها )... نستمتع فقط برؤيته التفاح الذى تشترونه انتم ونشتر ى لاطفالنا النبق واللالوب والدوم .... وليذهب طائر الشؤم الى الجحيم . عبد الله احمد خير السيد المحامى / كسلا