٭ أحد عُمد الشايقية - فيما يُقال - دعا يوماً (المُلاك) كافة إلى اجتماع طارئ بداره للتدارس في أمرٍ ما.. ٭ فهُرِع نحو دار العمدة المُلاك كلهم أجمعون إلا النور الحِسين أبى و(استكبر).. ٭ قال إنه أكثر أملاكاً و(عِزَّاً) من العمدة نفسه فكيف يُدعى مع (زعيط ومعيط) ولا يُتدارس معه لوحده.. ٭ وأسرّها العمدة في نفسه.. ٭ وعوضاً عن التدارس في الأمر الذي دعا العمدة بسببه إلى الاجتماع ذاك جرى تفاكر (سرِيِّ!!) في أمر آخر.. ٭ وعند الفراغ من التفاكر هذا فوجئ المُلاك بالعمدة يُحضِر مصحفاً ثم يطلب منهم القسم عليه بإنفاذ ما خلص إليه الاجتماع من توصيات في سرِّيةٍ تامة.. ٭ لم ينس العمدة أن يخصّ طه (أب صويفة) بتحذير خاص رغم القسم المُغلَّظ.. ٭ قال له بنبراتٍ متوعدة: (كدي النشوف بت أبو الريش باكر بعد باكر حايمي في «الجرف» تربرب للماشي والجاي).. ٭ ثم حال الحول.. ٭ ودعا العمدة إلى اجتماع طارئ آخر بداره.. ٭ وحضر المُلاك كلهم أجمعون بمن فيهم - هذه المرة - النور الحسين.. ٭ وابتدر العمدة الاجتماع محييّاً الحاضرين ثم صوَّب نظره تجاه النور وعلى فمه مرتسمةٌ ابتسامة ذات مغزى.. ٭ إبتسامة انتقلت عدواها للحاضرين جميعاً عدا النور الحسين.. ٭ ثم بعد برهةٍ من الصمت المخيف جرى الحوار التالي بين العمدة والنور.. ٭ العمدة: (دحين يا ود الحسين ساقيتك اللِّيلَة السقّاي حصلَّها شنو؟!).. ٭ النور: (والله يا عمدة ما اصلو .....).. ٭ العمدة مقاطعاً: (طيب جنينتك الفي نوري شن حصلّها؟!).. ٭ النور: (والله يا عمدة برضو .....).. ٭ العمدة مقاطعاً: (سيبنا منها، طيب أرضك الفي الجريف كيفِنهَّا؟!).. ٭ النور: (يا عمدة، أنا الحصلِّي اسكت خلُّو، ما أصلو .....).. ٭ العمدة مقاطعاً: (أها يا النور ما تقولِّي بيوتك الفي كريمة برضو لحقّتها القلناهم ديل؟!).. ٭ النور: (والله يا عمدة لحقن أمات طه عديل).. ٭ وهنا اتسعت ابتسامة العمدة، وتضخّمت، وتحوّرت حتى غدت ضحكةً بانت لها نواجذه.. ٭ وانتقلت العدوى - كذلك - إلى الحاضرين أجمعين عدا النور الحسين بالطبع.. ٭ وبعد أن (شبع) الملاك - وعمدتهم - ضحكاً حانت اللحظة التي انتظرها العمدة حولاً كاملاً.. ٭ فاكفهرّ فجأة الوجه الذي كان باسماً وضاحكاً.. ٭ و(تكوَّر) الفم الذي كان (منبسطاً).. ٭ ثم انطلقت منه رصاصات استقرت في قلب النور: (نان دحين يا ود الحسين يا خوي القاعد لَّها شنو؟!!!).. ٭ وبعد ثوانٍ لم يعد النور الحسين (قاعداً!!!).. ٭ فما عادت له (أراضٍ!!) تجعله من (المُلاك!!).. ٭ والانقاذ تستحق الآن تساؤلات من شاكلة تلك التي وجهها العمدة للنور الحسين.. ٭ فمن حقنا أن نسألها: ذاك الجزء من الأرض بشمال السودان (دحين حصلّو شنو؟!).. ٭ ونتخيَّلها - أي الإنقاذ - وهي (تحاول!!) أن ترد قائلة (والله يا شعبي ما أصلو ......).. ٭ ونقاطعها سائلين: طيب ذاك الجزء من الأرض بشرق السودان، (شن حصلُّو؟!).. ٭ وهكذا تترى الأسئلة من هذه الشاكلة.. ٭ وكذلك الأجوبة.. ٭ ثم يحين أوان السؤال الكبير.. ٭ ونسأل: (أها يا الإنقاذ؛ ما تقوليلي أرض الجنوب كلها لحقَّتيها أمات طه؟!).. ٭ وتتلجلج الإنقاذ تماماً مثل ود الحسين.. ٭ ثم تتعالى من بين أرجاء أرض السودان (الفاضلة!!!) صيحات ذات (حُرقة): ٭ (نان دحين القاعدالها شنو؟!!)..