لن يكون مناسباً ان نقول مع حلول العام الجديد كل سنة والسودان بخير لانه ليس كذلك ومع مطلع هذا العام الجديد سينفطر هذا البلد الافريقي العملاق - بفعل المؤامرات الخارجية والممالاة الداخلية - الى شقين إيذاناً بإنتهاء صورة السودان القديم الوطن الواحد الذي كان ، نعم ليس مناسباً ان نتقاسم المجاملات والأكاذيب ونتفوه بالحماقات زاعمين ان دولة الجنوب ستحتفظ بعلاقات وطيدة مع دولة الشمال لأن هذا ايضاً كذب صراح بإعتبار ان المسائل العالقة بين الطرفين كفيلة بتفجير حروب كثيرة وليس حرباً واحدة فحسب ، ان الوعي الجماهيري بحجم مشكلة السودان واسبابها يتنامى ولذلك لن نجاري الكذبة والأفاكين بترديد السخافات بيد اننا نسأل الله بأسمائه الحسنى الجليلة الشريفة ذات الأثر العظيم وفي الساعة التي يتداخل فيها الوقت بين العام الماضي والعام الجديد ان تتجلى قدرته العظيمة بتسهيل اسباب الخلاص لعباده وإنقاذ البلاد من الشر المحيط بها والمستقبل المظلم الذي يتهددها . نعم بحلول التاسع من يناير الجاري وظهور نتيجة الإستفتاء السلبية بالضرورة وبحسب المؤشرات القوية البارزة ينتهي نظام الحكم القومي الذي كان يبسط سلطاته على جميع حدود البلاد لتبدأ المراحل المتقدمة من مخطط تقسيم بقية اقاليم السودان بضغط اجنبي وتسهيلات داخلية ، ولذلك لن نجاري الأكاذيب وإنما نجأر بالدعاء وهو ما ينبغي على جميع ابناء السودان الحادبين على أمنه وإستقراره ان يفعلوه وحينما يسلم العباد لله بضعف تدبيرهم ويخلصون في الدعاء تتجلى عاجلاً قدرة الله التي لا تدانيها قدرة ومكر الله الذي يحيط بمكر الماكرين ، وهذا لا يعني ان الذين وضعوا البلاد على هذا المحك بمفازة من دفع ضريبة ما صنعوا ، قد يفلت الجناة من كافة عواقب جرائمهم المرتكبة ضد الشعب بيد انه لا إفلات من تبعات الدعاء الخالص حينما تتضرر مصلحة الامة وعلى من يعنيهم الأمر الاستعداد لتحمل مسؤولياتهم فالحكم والحرب والسلام ليس نزهة وكذا الترف والإغتراف من مال الشعب ، كل شئ محسوب وله ثمن . إن غاية ما نرجوه ممن لا يسمعون نداء العقل حتى يروا العذاب الأليم ان يتدبروا خيارات هذا الشعب الذي أنبتهم قبل النظر في مصائرهم وخياراتهم فما يحدث منذ فترة يعتبر إنتقاصاً لتراب وسيادة وتاريخ وامجاد السودان وإهداراً لموارده وثرواته وإفساح للأصابع الاجنبية لتتولى هي التخطيط لمستقبل البلاد وإشاعة للكراهية المفرقة لكلمة ابناء السودان فقد ساهمت حصائد الالسنة والتصريحات التي تحمل روح البغض للآخر وشركاء التراب والمصير في تأزيم ماهو متأزم اصلاً عوضاً عن السياسات المبنية على التلاعب بالوقت دون استهداف جذور المشكلات حتى أشرفت البلاد اليوم على مرحلة التقسيم والتفتيت الذي كان خطة مرسومة في اوراق قديمة داخل أضابير ودهاليز اجهزة المخابرات المعادية للسودان ، ان الوقت لم يعد يسمح باجترار المنغصات نعم ولكن وفي ذات الوقت يتوجب العمل على مداركة الأخطاء الجسيمة المرتكبة والعزم على التقليل من آثارها الضارة والصدق في توحيد كلمة الامة وإلغاء كافة السياسات الموجبة لاستمرار الصراعات لأن نتيجة تلك السياسات اصبحت بطعم الحنظل كما تعلمون . ان الدعوة الى تغيير القوانين مع بداية العام الجديد امر جيد ولكن من الذي سيقوم بهذه المهمة ؟ اذا قلنا ان الجميع سيشارك في اجراء التعديلات القانونية والدستورية فهذا يعني بالضرورة العمل على ايجاد ارضية توافقية قومية تستصحب كافة القوى السياسية والتيارات الوطنية وإنهاء حالة الإستفراد ، ان الدعوة الى التغيير ستكون مدخلاً نحو تجميع كلمة السودانيين اذا صدقت النوايا وحينما يلتئم شمل الامة بعد عقود الفرقة والشتات سيكون من السهل تحديد خيارات شعب السودان او ما تبقى منه بعد الإنصياع لمخططات القوى الاجنبية وتنفيذ عملية التقسيم القسري .