٭ لم يكن اليوم بعيداً في حسابات السياسة السودانية فلقد تم الاعلان عنه داخل طيات الاتفاقية التي لم توف ما عليها للشعب والوطن الذي سنشيعه بعد النتيجة الى مثواه الاخير في أسوأ سيناريو يشهده السودان بعد الاستقلال اذ يعني تقسيم الشعب الواحد الى شعبين ذاق فيه شعب الجنوب على مّر الحكومات المتعاقبة «عزلاً» تاماً عن استحقاقات التنمية والبنى التحتية والمؤسسات التعليمية ونقصان الخدمات الصحية والمستشفيات نفسها وربما لعبت الحرب دوراً بارزاً في ذلك التخلف والجهل والاُمية التي شهدها هذا الجزء من السودان مما أدى لهروب عشوائي ومنظم تجاه الشمال خوفاً من طرقعات القنابل والبنادق زائداً المشكلات القبلية التي كانت دائماً تزيد من «تسمم الاجواء» وهى الاجواءالتي خلفت مناخاً مختلفاً في الشمال إذ دفعت الهاربين إلى الانتشار والعمل في أعمال هامشية زادت من المعاناة وجعلت من الجنوبي مستجيراً من رمضاء الجنوب بنار الشمال الذي هام على وجهه فيه فسكن في منازل مهجورة أو في ميادين الاحياء في عشوائية نالت من حقه كفرد له حق المواطنه في أي شبر من السودان. ٭ جاءت الاتفاقية ببنود كثيرة « وأمل جديد» من أجل بناء سودان خالي من الحروب يكفل الحرية والديمقراطية والسلام والحراك الحر ويؤسس لامة واحدة جديدة في توجهاتها، الاقتصادية والسياسية والتنموية والاستراتيجية بعد التوقيع ومن أهمها الخيار الحر للشعب الذي ستستميله الاتفاقية بالتطبيق «العادل» لحق الوحد بيد أن الاتفاقية لم تنجح في هذه الاستمالة في فجاء الصوت جنوبياً عالياً ينادي بالانفصال من أجل دولة جنوبية الارادة والادارة والهوى والعلاقات الدبلوماسية. ٭ زيارة الرئيس لم تثن عزم باقان عن الانفصال ولو «أمطرت السماء» على حد تعبيره وبها أى الزيارة ادى المؤتمر الوطني اخر «الفروض» وعد الانفصال المرتقب «نصراً» للانقاذ التي ما زالت تسوق «المبررات المعيبة» التي دفعت بالانفصال كخيار أول بيد الجنوبيين لا بيد المؤتمر الشريك الذي بل بيد من «يحس ويشعر» بالوحدة وقيمتها الحقيقية بعد فوات الآوان وبعد أن تسارعت الدول الخارجية لتحديد خارطة وجودها داخل الدولة الوليدة التي لم تقصر «إسرائيل» في مد يد العون لها إن فشلت الدولة في ثبيت دعائم التعددية واداراتها كذلك. ٭ جاء الخطاب السياسي مع تساقط الايام وحتى الاسبوع الماضي بلون لا يمكن تصنيفه بأنه لون جديد فلقد إعتاد الرأى العام على بعض «التعبيرات» التي تصدر من القيادات وتنزل على رؤوس المعارضة التي تحاول الانقاذ ابعادها وتشبيه محاولات اقترابها ب«لحس الكوع» في تفسير واحد لا غير وهو الامر العسكري«ممنوع الاقتراب». ٭ أبيي دخلت منظومة «الخيارات» وهى التي يصطرع حولها المسيرية والدينكا وهى الآن «القنبلة الموقوتة» التي تنتظر «ساعة الانفجار» وهي آتية لا ريب فيها فربما بعد اجتماع «المجلد» الذي سيتم على «صفيح ساخن» أو ربما قبل ذلك والصحيفة ماثلة للطبع. ٭ يوم الامس التاسع من يناير يوم «مفصلي» في تاريخ الوطن الذي «سيعرّف» الاجيال القادمة كيف مزقته الانقاذ ولم تأبه لذلك ولم تةتهد في الحفاظ عليه واحداً. همسة: اسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لكل من اتصل عبر الهاتف او البريد الالكتروني او طرق باب منزلي يسأل عن غياب «نمريات» في الاسبوعين الماضيين. ذلك الغياب الذي كانت سببه الرئيسي «الملاريا» اللعينة التي وجدت ثغرة في جسدي النحيل فتمددت بعد إسبوع حافل بالإرهاق والتعب المتواصل المتواصل وابت الا تغادر إلا بعد أن ثقبت جسدي بدائها ودوائها.