٭ صاحب الشتائم في الواقع كان يجتهد في الشتائم الصادرة في كل الاتجاهات بصوت عالي، وبعض من السبابلة، أخذوا يتابعون كلماته العميقة التي تخرج من قلبه ودماغه معا، كما أظن هذا، قال أحدهم مندهش: - لقد سمعته يطلق شتائمه، بي عنف شديد، وهذا مزهل، وآخر بعد ان اخفض صوته قال: - إنه يذكر الرؤساء: كن بكرههم جميعا. - بدأ يشتم منذ عصر التركية في السودان . كان هذا الشخص يفكر جديا في عملية التغير الجذري، بكل الوسائل المتاحة وفجأة صاح قائلاً: - إلى متى نبقى في هذا الجحيم. وبعد فترة أختم ذلك الشخص والناس ومازال يذكرون لكلماته المؤثرة. ٭ طائر الموت فشل في تغير حياته التي كانت مثل الثلج، موحشة بي صورة مخيفة، إذا قمت بي ملاحظته من الوهلة الأولى تعرف إنه فاقد الأمل، في كل شئ، كان هذا محزن حقا، ولكن في أحد الأيام القائة، سقط على الأرض من تأثير الخمر السودانية المعتقة وفجأة وجد نفسه يحفر في الأرض بسرعة و تركيز، وعندما إنتهى من عمله الشاق نسبيا وفي إبتسامة صاخرة قال: - هذا قبري سينتهي كل شئ. - في هدوء غريب تمطى على القبر والمدهش في الأمر أخذت الرمال، وبعض الحجارة الصغيرة تساعده دفنه الى الأبد، كم أراد ولكن مضت فترة طويلة، يحتفظ طائر الموت الذي لم تأتِ حتى الآن. ٭ حريق الكتب إتجهت إلى منزل أحد أصدقائي وفي يدي اليسرى أحمل كتابا قديماً له رائحة مميزة أُحبها، كان ذلك الكتاب مهتما بصورة عالية، قادني إلى السموات الواسعة، بعدها جاء دور صديقي في الإستمتاع به ايضاً ، ولكن جاءت المفاجئة عندما اقتربت من بيته، شممت، ورأيت دخان كثيف يتعالى إلى السماء وقفت مدهوشا، وكأنني اصابتني البلاهة بعد دقائق معدومة، اقتحمت البيت، وصحت له قائلاً: - بالهول: ماذا يحدث يا ترى؟ في الحقيقة أنه لم يلتفت يحوي على الإطلاق، كان يواصل في عمله في تفاني كبير، وعندما رأيت الكتب تحترق أمام صحت بي صوت عالي. - ماذا تفعل انها الكتب هل جننت.؟ في الواقع انه لم يهتم إلى أمري، عندها بدأت أجمع ما تبقي من الكتب، حول لهيب النار بتلقائية قال لي: - لا شئ يا صديقي، عندما أشعلت النار كان لي خبز قديم ومع بعض من الماء، قد يطرد الجوع الذي ينفي منذ زمن طويل، ألا ترى هذا منطقيا عندها صمت قليل ثم رحلت.