قررت إدارة جامعة الخرطوم التوسع في جميع المجالات الاستثمارية استغلالا للموارد الكبيرة التي تتمتع بها بغية الاستفادة منها في مقابلة الصرف على الخدمات التي تقدمها للمجتمع السوداني . وقال مدير الجامعة البروفيسور مصطفى إدريس البشير في فاتحة ورشة عمل الاستثمار في المجال الطبي التي نظمتها الجامعة أمس إنه لا غضاضة في التوسع في الاستثمار بالجامعة في جميع المجالات الأكاديمية والخدمية لجهة تجويد الأداء والتغلب على علو تكلفة العملية التعليمية حيث أصبح الاستثمار بالمؤسسات العلمية والأكاديمية اتجاها عالميا لأجل هذا كان لابد لجامعة الخرطوم البحث عن وسائل لتوفير موارد إضافية لدعم مسيرتها القاصدة، وأضاف أنها أي الجامعة أولى من غيرها بتقديم الخدمات الاستثمارية في ظل تناقص الدعم الحكومي للمؤسسات التعليمية حيث لا يتجاوز الفصل الأول ( المرتبات) وزاد بأنهم في جامعة الخرطوم لم يقفوا على ابواب المالية منذ عدة شهور واتجهوا للاعتماد على الذات بتفعيل موارد الجامعة الزاخرة التي على رأسها العنصر البشري وأشارإلى غنى الجامعة بالموارد المادية والبشرية غير انها فقط تحتاج لتوظيفها بالصورة السليمة التي تعود بالنفع عليها حتى تكون جاذبة وأعلن تبنيهم لشعار نحو جامعة جاذبة في جانبي البنى التحتية والأجور ودعا إدريس إلى اتباع رؤية وخطة عمل واضحة حتى يكون التغيير في فترة وجيزة ولفت إلى أن للجامعة باعاً طويلاً في التعليم عن بعد والأعمال الاستشارية وفي مجال التدريب والتطوير ورفع القدرات والاستثمار العقاري الذي وصفه بالنمط التقليدي في الاستثمار، ودعا لابتداع أنماط غير تقليدية في الاستثمار لا سيما في المجال المهني الطبي حيث للسودان دور ريادي فيه حتى يعود إلى دائرة الريادة من جديد خاصة بعد إنجلاء نتائج الاستفتاء واستقرار الأوضاع وأكد أنه لا خوف من التمويل لجهة أن رؤوس أموال عربية كبيرة تبحث عن فرص استثمارية بالسودان ودعا الجميع للانتقال من مرحلة التنظير إلى مرحلة التطبيق . ومن جانبه صنف رئيس لجنة الاستثمار في المجال الطبي والصحي الدكتور كمال الطيب يس في ورقة (ملامح إجراءات وتنفيذ المشاريع الاستثمارية) المشاريع إلى صغيرة يمكن تمويلها من موارد الجامعة ومتوسطة يدخل في توفير تمويلها مؤسسات مالية سودانية وكبيرة يقتضي تمويلها البحث عن موارد تمويل خارجية وهذه يدخل في زمرتها مشاريع الاستثمار المهني الطبي والصحي حيث تقدمت كليات الصيدلة وطب الأسنان والمختبرات الطبية بجملة من المشاريع تتطلب توفير دراسات جدوى اقتصادية وفنية مفصلة مطابقة لمتطلبات الجهات الممولة بجانب توفير طلبات رسمية لتمويلها من الجهات الرسمية. وقال يس إن جامعة الخرطوم غنية بمواردها البشرية والمادية الخام فقط تحتاج لمن يستغلها الاستغلال الأمثل الذي يعود بالنفع عليها وعلى المجتمع قاطبة ودعا في ورقته إلى الاهتمام بكفاءة الأداء التنظيمي والإداري لضمان كفاءة الأداء العام للمشروع الاستثماري وكشف عن توفير جرعات تدريبية للقائمين على امر المشروعات الاستثمارية بالجامعة لهدف التعريف بأسس تحليل المشروعات واكتساب المهارات والأساليب الحديثة في تحليل الأداء لإ دارة المشروعات ومتابعتها بغية سرعة الإنجاز وتحقيق فعالية الأداء . وقدم الدكتور سليمان حسين مدير مستشفى سوبا الجامعي الذي يتبع لجامعة الخرطوم رؤية مجملة عن المشاريع المشتركة في المجال الطبي والصحي بين كليات الطب والصيدلة والمحتبرات الطبية وطب الأسنان والتمريض والمؤسسات الطبية والعلاجية التابعة للجامعة (مستشفى سوبا وسعد أبو العلاء ومركز الدكتور سلمى ومعهد الأمراض المتوطنة ) وقال إن جامعة الخرطوم مؤهلة للتفوق في الاستثمار الطبي والصحي لامتلاكها لأهم عنصرين لنجاحه والمتمثلين في العنصر البشري والبنيات التحتية غير انها تفتقر للرؤية المشتركة في تقديم الخدمات وأوضح أن سر النجاح في الاستثمار في المجال الطبي والصحي يكمن في العمل المشترك بين وحدات الجامعة المختلفة للمساهمة في توطين العلاج بالداخل وتأهيل الكوادر الطبية والصحية واستقرار الأساتذة والعاملين وتقديم خدمات طبية متميزة .