٭٭ من طبائعنا الثابتة كسودانيين أننا عادة مانتحرك فى الزمن الأخير « الضائع » مهما تكن أهمية الأمر ، وهذا مايسميه البعض ب « علوق الشدة» وتفسير هذه العبارة هى «منح الطعام للدابة » قبل امتطائها بلحظات ومن المفترض أن نمنح « الحمار» مثلا الطعام قبل فترة حتى يهضمه بالتالى يمكنه السير وتحمل ما يحمله على ظهره أكبر فترة ممكنة »، وجميعنا يتحرك فى الوقت القاتل أى قبل حدوث المناسبة بلحظات، فقد تعودنا على أن « نركز فى الاستذكار قبل الامتحان بساعات ونتعمد الذهاب للحلاق مثلا قبل العيد بيوم ونجتهد فى طلاء المنزل قبل قليل من المناسبة المعنية، ونذهب «للترزى» فى الوقت المحتسب بدل الضائع »، وهكذا نحن « نضايق أنفسنا وهذا هو سلوكنا الذى اعتدنا عليه وليس هناك أمل فى أن نتخلى عنه » ،أقول ذلك ونحن نتابع الجهود المضاعفة والمستمرة من أجل اكمال أعمال الصيانة والتجديد فى استادى الخرطوم ومدنى فى أربعة أو خمسة أيام، ونصر على أن ننجز عملا يتطلب شهورا فى ساعات وهذا بالطبع لا تفسير له الا الكسل وغياب الجدية والتعامل باستهتار وسوء استغلال للزمن وعدم احترام له وهذا مايجعلنا نشبه الأعمال التى تتم بهذه الصورة ب « دفن الليل أب كراعا برة كناية على « عدم الاتقان « الكلفتة ». ٭٭ الوزارة والاتحاد العام وكل السودانيين والشعب الأفريقى أجمع كل هؤلاء كانوا يعلمون تماما وقبل أكثر من سنة أن بطولة أفريقيا للاعبين المحليين للعام «2011» ستقام بالسودان وأنها تحتاج لتجهيزات وتحضيرات شاملة فى « الملاعب والفنادق اضافة للميزانية المالية » ولكن لأننا نتعامل بسلوكنا الغريب والخاطئ فقد جاء تعاملنا مع هذا الحدث بما يتوافق واستهتارنا بالقضايا أيا كان حجمها وحساسيتها ، والدليل أننا لم نصل لمرحلة الجاهزية حتى الان، ومازالت أعمال الصيانة فى الاستادات « الخرطوم ومدنى » مستمرة حتى يومنا هذا الذى يوافق الثالث من فبراير من العام «2011» برغم أن البطولة افتراضا أن تفتتح يوم غد الجمعة، وكان هذا الوضع يحتم علينا أن نمارس ما نمارسه الأن قبل أكثر من ستة شهور، ولكن لأن « الطبع يغلب التطبع » فها نحن نمارس هواية « علوق الشدة» وكأننا نقول « من تخلى عن عادته قلت سعادته » والغريب أننا لانرى هذا القصور والذى يرقى لمستوى أن نسميه ب « العيب الكبير » والذى لا بد أ نتخلص منه خاصة إن كان الأمر يتعلق بقضية فيها أطراف من الخارج ذلك حتى لأ نرسخ فى عقولهم أننا شعب يعشق الكسل ويمارس الاستهتار ولا يعرف قيمة اسمها « الجدية ». ٭٭ النهائيات التى ستنطلق على أرضنا بعد يوم واحد كانت تتطلب اهتماما من الدولة ممثلة فى مجلس الوزراء والوزير المختص « الأستاذ حاج ماجد سوار » والولاة الثلاثة الذين ستستضيف ولاياتهم أحداث البطولة « الخرطوم -الجزيرة - والبحر الأحمر » وهم « دكتور عبدالرحمن الخضر والبروف الزبير بشير طه والأستاذ محمد طاهر ايلا » ولكن يبدو أن الفهم الراسخ والخاطئ فى عقول المسؤولين والذى يقول ان الرياضة هى « مجرد لعب عيال ولا يهتم بها الا الفارغون والعاطلون » جعلهم يستصغرون المناسبة لأنها رياضية والتى هى بعيدة عن اهتماماتهم ولا أثر لها فى قائمة أولوياتهم برغم أنها غير ذلك وهذا ماجعل حركتهم تأتى بطيئة وانفعالهم ضعيفا وتجاوبهم محدودا الشئ الى خلق « الزنقة » التى نعيشها حاليا بسبب عدم اكتمال المنشآت. ٭٭ عموما ما نتمناه هو أن نتخلى عن السلبية ونحاول فى المرات القادم أن نتعامل مع مثل هذه القضية الرياضية الحالية بقدر كبير من الجدية والاهتمام. ٭٭ فى سطور ٭٭ نرجو أن يزحف كل الرياضيين مساء يوم غد صوب استاد الخرطوم وأن يملأ المدرجات ويطلق الهتاف للمنتخب ويعمل على دعمه ومساندته وتشجيعه لنؤكد للأفارقة بأن وطننا فى حدقات عيوننا. ٭٭ لا صوت يعلو على صوت الوطن وليس هناك من هو جدير بالاهتمام سوى المنتخب الوطنى ويجب أن تكون الأولوية له. ٭٭ مازالت البطولة غائبة عن الشارع السودانى، وأرى أن هذا تقصير يحسب على اللجنة الاعلامية الوطنية .