*وكما كان متوقعا فقد وجد البعض ضالتهم فى خروج المنتخب من البطولة الأفريقية ووجهوا سهامهم فهناك من يهاجم اللاعبين إنطلاقا من ( التعصب الأعمى ) وآخرون لهم أجندتهم وعداءاتهم ضد الجهاز الفنى ( حسدا وغيرة ) وفئة ثالثة تشن الهجوم على إدارة المنتخب تصفية لخلافات سابقة ومجموعة رابعة رأت أن تستغل الظرف كمدخل لتتشفى فى الإتحاد العام . كل منهم يتناول خسارة المنتخب بما يتوافق وموقفه الشخصى علما به أن المنتخب لم يخرج من الأدوار الأولية ولم يخسر خلال خمس مباريات إلا فى المرة الأخيرة وبضربات الترجيح وتعتبر نتائجه جيدة ( لعب خمس مباريات فاز فى ثلاث وتعادل مرة وخسر مثلها ) ولكن أصحاب الغرض لهم رأى آخر ومما يؤكد على ذلك أن جميعهم ظل يتمسك بالصمت حينما كان المنتخب يتقدم . كنا سنقبل آراءهم المضادة و(الفاضية) لو أنهم بادروا بالإشادات بالمنتخب عندما كان ينتصر ولكن أن يصمتوا وينتظروا الفرصة ليشنوا الهجوم عند الخسارة فهذا ما يجعل تصريحاتهم بلا قيمة وليست محل إعتراف ولا حتى إحترام لأنها تفتقد للعدالة والموضوعية والحياد والأمانة. *ما قدمه المنتخب يعتبر جيدا وإن كان أقل من الطموح ولكن قياسا بواقعنا المعقد ( جدا) ومستوانا الفنى الضعيف وتصنيفنا المتأخر وقدرات اللاعبين ( الفكرية والبدنية ) وإمكانياتهم المحدودة فإن ما تحقق هو مكسب . فالبطولات لا تتحقق بالأمنيات ولا بالتوقعات أوالإفتراضات بل لها مقومات وعناصر إن لم تتوفر فمن الإستحالة أن تتحقق والحقيقة تقول إننا لا نملك هذه العوامل . فالقضية ليست تدريباً فقط ولا لاعبين أو إدارة ولا حتى مالا إذ أن غياب أى من هذه المرتكزات سيؤدى إلى فشل العملية كلها والدليل أن هناك دولا تملك المال ولكنها تفشل ( السعودية - الكويت و ليبيا ) وأخرى تذخر بالمواهب ولا تحقق شيئا ( غانا - نيجيريا - الكميرون - جنوب أفريقيا ) وثالثة يشرف على تدريبها خبراء وأيضا تفشل كل هذا يؤكد على اهمية أن تكون العملية الرياضية مكتملة ومتكاملة وإلا فإن الناتج سيكون ( زيرو كبير ) * صحيح إن كانت البطولات تتحقق بالتنظير والفلسفة والإدعاءات والمفاهيم الجوفاء والتعصب الأعمى وبكثرة الآراء وتعددها و تأتى بكثرة الصحف والصحافيين فإن كانت كذلك لنال منتخبنا الوطنى والمريخ والهلال كل البطولات وظفروا بكاساتها فليس هناك فى الكون كله مثلنا فى النقاط أعلاه فنحن نهوى ونمارس الغرور ومازال بعضنا يتهكم على الآخرين ويستصغرهم على إعتبار أنهم أقل منا علما به أن هذه ليست الحقيقة فالواقع يؤكده ترتيبنا فى التصنيف القاري والعالمى وحتى نصحو من هذه ( الأكذوبة ) فعلينا أن نرضى ونعترف ونتعامل بواقعنا ونرضى به وعلينا أن ( نمد أرجلنا على قدر فراشنا ) ولا داعى ( للفلهمة العمياء ) فنحن لازلنا بعيدين جدا عن المواكبة ونعيش على الأوهام ولانرى ( إعوجاج رقابنا ) ومالم نتصالح مع أنفسنا ونتخلى عن المفاهيم القاصرة والخاطئة والمدمرة ونطرد الأوهام ( المعشعشة ) فى عقولنا ومالم نعترف بحقيقتنا ونبدأ من جديد ونلغى الوضع الحالى فسنظل نقبع فى التخلف ولن نغادر الذيلية *قادة الكرة هنا *وإن كان لنا ما نفاخر به فهو العلاقة المتميزة التى تربطنا بقيادة الكرة فى العالم والقارات و يحسب للبروف والعالم كمال حامد شداد أنه صنع لهذا الوطن علاقات متينة ومتميزة وعميقة مع كبار رؤساء وزعماء كرة القدم جعلت السودان قبلة لهم ويلبون كافة دعواته ويحرصون على تشريف مناسباته . سعداء جدا أولادنا تحتضن قبل أيام رؤساء الإتحاد الدولى ( بلاتر ) والنجم العالمى ميشيل بلاتينى رئيس الإتحاد الأوربى ومحمد بن همام مفجر الثورة الكروية فى قارة آسيا وقبلهم عيسى حياتو رئيس الإتحاد الأفريقى وهو منا ونرى أن فى ذلك تأكيد على قوة إدارتنا الرياضية ومدى تأثيرها ليس على مستوى القارة بل العالم وهذه إيجابية كبيرة نرجو أن يوازيها مستوى فنى *كل الترحيب بزعماء كرة القدم فى العالم وفى أفريقيا ونتمنى لهم إقامة سعيدة فى وطننا الحبيب *دعوة للجمهور *يستوجب على جمهورنا أن يعمل على مواصلة نجوميته ويحرص على إنجاح ختام البطولة الأفريقية بحضور مكثف يملأ به جنبات إستاد المريخ ونرى أن لقاء الختام هو بمثابة الإمتحان الأخير لنا وعلينا أن ننجح أما الأهم فهو أن نعمل ونجتهد حتى نمسح تلك الصورة المشوهة والقبيحة التى صاحبت مباراة منتخبنا الأخيرة أما المنتخب الأنجولى حينما قامت فئة منفلتة بحصب الملعب بالحجارة وإجتهدت فى إلحاق الأذى باللاعبين الضيوف دون سبب وإذداد قبح التصرف أنه تم فى وجود السادة رؤساء الفيفا وأتحادات أوربا وآسيا وأفريقيا والإتحادات الوطنية الأفريقية وبالطبع فإن مثل هذه التصرفات الهوجاء تحسب على السودان كله ( وطنا وشعبا ) بالتالى لا بد أن نعمل جميعا على مسح تلك الصورة السوداء ونستبدلها بأخرى حضارية و أكثر جمالا وبياضا تعبر عن ثقافتنا وفهمنا وتقديرنا للضيوف وتؤكد على أننا أكبر من أن يشوه صورتنا فئة ( ضالة - جاهلة - منفلتة ) لا تفرز بين ما ينفع الوطن وبين الذى يجلب عليه الضرر *غدا نتناول الجهود الضخمة التى بذلها الأخ جمال الوالى من أجل وصول بعثة المريخ من ليبيا ( الملتهبة )