قبل ايام ما ان دلفت قدماي داخل المنزل بعد يوم عمل شاق حتى تفاجأت بالمدرسة عفوا وجود اطفال كثر حضروا مع امهاتاهم قرابتنا.. آثرت الجلوس مع الصغار الذين التفوا حول التلفاز رغم معرفتي التامة «ان شخصي غير محبوبة وسط الصغار عامة» وحقيقة لا ادري السر في ذلك. قلت وانا اجلس: اها يا فالحين متابعين شنو؟ لاتفاجأ برد احدهم اللاذع: انحنا ما صغارما تقولي يا فالحين..! اثرت الصمت ووضع قناع الحزن وهممت بمغادرة الغرفة فإذا بإحداهن تقول: خلاص اقعدي معانا. خلوها تقعد.. فسمحوا لي بالجلوس وسطهم وان هي الا دقيقة وبدأ المسلسل وساد الهدوء جو الغرفة فوجدتني اتابع معهم.. كوني جريئة ايتها الفتاة الجميلة انه يقع في غرامك يا صاحبة العينين البريئتين. تلك امثلة لبعض عبارات هذا المسلسل الذي لا يختلف عن المسلسلات التركية سوى انه كرتوني.. «اسمو كرونكي بو» فوجدتني اغادر الغرفة ولسان حالي يقول: والله العظيم ٭ وبصراحة يا الامات راقبوا الصغار ٭ وما تثقوا في القنوات برامج ومسلسلات الاطفال عزيزي القارئ ذات توجه وهذا يتضح اذا تابعت وشاهدت اي عمل للاطفال والا بالله عليكم كيف يكون مضمون عمل يعرض لاطفال صغار الجريمة او الجنس او احيانا الخزعبلات والاوهام؟؟ وطبعا يصعب في مجتمعنا ان توجه او تقوم طفل الا ان يكون اخاك او ابنك.. حتى لا تجد نفسك في موقف لا تحسد عليه مثل ما حدث معي ذاك اليوم عندما حضرت ضيفة ومعها ابنها الصغير لزيارة الاسرة فوجدت الصغير يجلس على الارض بعيدا عن والدته وهو بصدد استخراج صور من كتاب خاص بشخصي ولم ازد عن: لا امشي اقعد هناك في الكرسي! فإذا به يبكي ويصرخ وامه تهرول ناحيتنا قائلة: معليش ازعجناكم والوالدة تقول: وحيات الرسول انتو تطلعوا انا البيت ده اخليهو و..و.. وتناوب الجميع ارضاء الصغير وتدليله بالحلوى وكل انواع الالعاب.. عندها استوعبت الدرس جيدا فعندما تغضب صغيرا تغضب والدته وعندما تغضب الام يغضب الاب عندها يسود الخصام بين الاسر فتكون انت السبب ولا يهم «التربية والاصلاح» بالله عليكم كيف ينصلح حال هؤلاء الصغار والامهات يقفن حائلا دون ارشادهم وتوعيتهم.. وهذه الحال مع الاسف تنطبق على طالبات المرحلة الثانوية.. اما عند الغالبية العظمى من شبابنا في الجامعات فأخال ان الامهات رفعن ايديهن عن دور المحامي والمدافع بعد ان استعصوا عليهن بل حتى على الاساتذة انفسهم. اذا تشكك البعض منكم في صدق كلماتي فانظروا الى الصغار والمراهقين على حد سواء تجد ان تعاملهم امام الآباء يختلف عنه امام الامهات. بصريح القول: يجب ان نبعد فلذات الاكباد عن خطر القنوات الفضائية ويجب بل لزاما علينا «الامهات خاصة» ان لا نحزن عندما يرشد احدهم طفلنا، فالتربية تبدأ منذ الصغر واليوم نلاحظ جميعنا ان البراءة انعدمت عند اطفال هذا الزمان هذا غير اللسان السليط وعدم الخوف وتوسع المدارك. بالامس القريب عندما ذهبت لصديقتي تلك ونحن جلوسا نتبادل حديثا مهماً اذا بطفلتها الصغيرة «هوي تعالي نلعب!» اخبرتها اننا نتحدث في امر يخص الكبار والدراسة ولا يحتمل التأجيل فذهبت غاضبة وهي تهمهم بصوت وصل مسمعي «يعني اشان صورتها جابوها في الجريدة.. ولا حلوة ولا حاجة». اها يا اخواني: الناس تبقى لي جنس متل ده؟؟ اطفالكم ديل اهتموا انتم بعقابهم وتوجيههم، او خلونا نشوف شغلنا معاهم.!!