٭ كان أول تسجيل لظهور مرض الإيدز في عام 1891م في الولاياتالمتحدة الاميركية، وقد اكشتفته وكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، عندما اكتشفت عدداً من حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي بين بعض الشواذ جنسياً في لوس انجلوس، وقد اطلقت عليه الوكالة التي لم يكن لديها اسم رسمي للمرض اعتلال الغدد اللمفاوية، وهو المرض الذي استخدمه مكتشفو فيروس HIV اسماً للفيروس، وفي نفس العام اطلقت عليه الوحدة المؤقتة التي تم تشكيلها للتعامل مع المرض الجديد اسم سرطان «كابوزي» العدوي الانتهازية، اما في الاستعمال الصحفي فقد تم استخدام اسم GRAY-RELATED IMMUNE DEFICIENCY (GRID) ويعني مرض نقص المناعة المرتبط بالشواذ جنسياً، ولكن بعد أن تم اكتشاف ان المرض ليس مقتصراً على المثليين فقط، تم استخدام مصطلح الايدز «AIDS» في أحد اجتماعات الوكالة في يوليو 2891م. ٭ وارتبط المرض برفض اجتماعي وثقافي في كل انحاء العالم، ويتم هذا الرفض بمختلف الطرق، إذ يتعرض المصاب لشتى أنواع النبذ والرفض والتمييز من قبل المجتمع، اضافة لبعض العنف الذي يتعرض له المصاب، فينتابه الإحساس دائماً ب «الاعدام» وهو حي يرزق. ٭ ويؤثر مرض الايدز وتفشيه في النمو الاقتصادي، اذ يعمل على تدهور رأس «المال البشري»، وذلك في المناطق التي تعاني اجتياح المرض، اذ يتسبب في عجز الفرد عن مباشرة أعماله او موته، مما يقود الى انهيار الوضع الاقتصادي العام في الدول التي بها اعداد كبيرة من المصابين بالمرض، اذ تختفي من الخارطة الاقتصادية المهارات والقوى العاملة، مما يعني ضياع الدخل الذي تعتمده الأسرة، فيزيد الإنفاق على الرعاية الصحية على حساب الجوانب المعيشية الأخرى، ففي ساحل العاج مثلاً أظهرت واحدة من الدراسات أن الأسر التي بين أفرادها من يحمل فيروس الايدز، تنفق ضعف ما تنفقه على أي بند آخر من البنود المعيشية على الأدوية والعلاجات الخاصة بالمرض. ٭ ويأخذ المرض حيزاً كبيراً من الجدل في الأوساط الدينية التي «تعارض» استعمال وسائل منع الحمل. وقد صدر الدليل الإسلامي لمواجهة مرض الايدز، والدليل المسيحي كذلك، لمواجهة المرض «القاهرة 4002م» الذي تناول مجموعة رسائل للائمة والدعاة والشباب والمجتمع ومرضى الايدز. وقد قدم الدليل نفس وسائل الأممالمتحدة في مقاومة الايدز، بجانب التوعية والدروس، متخذين من القرآن والانجيل مرجعية أساسية، ولأن الغالب في سبب الإصابة بالمرض «سلوكيات» محرمة في كل الأديان والمنظومات الأخلاقية، فإن الإصابة بالمرض تظل محل رفض على المستوى النفسي في البلدان المختلفة، رغم أن هنالك بعض الأخطاء الطبية «نقل دم ملوث» أو أخطاء يرتكبها الفرد ضد نفسه «المخدرات». ٭ وهنالك بعض المفاهيم الخاطئة عن الإيدز، لعل أولها أن المرض يمكن أن ينتشر من خلال التعامل العرضي مع الأشخاص المصابين، والاتصال الجنسي بامرأة عذراء يمكن أن يؤدي الى الشفاء من الايدز، وثالثها أن فيروس الإيدز يمكن أن يصيب المثليين فقط وممن يتعاطون المخدرات، وأن أي فعل من أفعال الاتصال الجنسي الشرجي بين الشواذ من الرجال يمكن أن يؤدي للإصابة بالعدوى. وأخيراً فإن تناول موضوع علاقة الشذوذ الجنسي بفيروس الإيدز في مناقشات عامة ومفتوحة داخل المدارس، يمكن أن يؤدي إلى زيادة نسبة انتشار ممارسة الشذوذ الجنسي، وبالتالي ارتفاع معدل الإيدز. «نواصل» ٭ همسة: خطابي القديم ملئ بالتحايا.. لكن هذا الزمان ليس ندياً.. اختفت فيه الورود.. وطارت الحمائم.. ليبقى الشوك في الدروب موغلاً..