تبدو في الأفق ملامح أزمة في قطاع البناء والتشييد بعد انفصال جنوب البلاد ،اذ يشكل ابناء الجنوب الغالبية المطلقة من الايدي العاملة في قطاع البناء والتشييد خاصة في مجال الاعمال الخرصانية واعمال البياض والتشطيب .. وبرغم ان القطاع قد تمكن من جذب اعداد وافرة من العمالة الاجنبية خاصة تلك الوافدة من مصر واثيوبيا وارتريا الا ان تميز ابناء الجنوب بالجودة ظل يرفل القطاع بعمال مهرة ،كما ان انفصال الجنوب يعني ان قطاع البناء والتشييد والذي يعتبر اكثر القطاعات حراكا وسط قطاعات الاقتصاد الوطنيد سيفقد عددا غير قليل من العمال المهرة . (الصحافة ) التقت مجموعة من المقاولين للوقوف على تأثير رحيل العمالة الجنوبية على قطاع المنشآت وبغية الوقوف على الضرر الناجم عن هجرتهم جنوبا بعد الانفصال . يقول المقاول محى الدين عمر ان سوق العمالة بالشمال ظل يعتمد على الجنوبيين الذين يصنفون بانهم الاكثر اخلاصا اضافة الى مهارتهم وتميزهم في تجويد عملهم فى هذا المجال الذى لم يستطع الكثيرون الاستمرار فيه، اذ يصنف ضمن المهن الشاقة . ويمضي محي الدين في حديثه : ( عندما اقتربت عملية الاستفتاء اصابت المقاولين حالة من الهلع والخوف بسبب انعكاس النتائج على قطاع البناء ،لان الانفصال يعني فقدان العمالة الجنوبية التى بات القطاع يعتمد عليها بصورة تامة علما ان لكل مقاول مجموعة ثابتة من العمالة الجنوبية التى تقوم بأعمال البناء خاصة عمليات البياض اضافة الى خلط ورفع الخرصانة وعليه فانه من الصعب ايجاد عمال يعتمد عليها بذات القدر والثقة وخلص محى الدين الى انه و بالرغم من غزو العمالة الاجنبية للقطاع الا ان العمالة الجنوبية يشهد لها بالاتقان والصبر على العمل كما ان العمال من ابناء الجنوب يتلقون اجورا زهيدة خاصة في اعمال البياض اذ يبلغ سعر المتر (6) جنيهات ، لكن بعد عودة الجنوبيين لدواعي الاستفتاء شحت العمالة وواجهت القطاع فجوة كبيرة حيث اضطر المقاولون للاستعانة بالعمالة الاجنبية التى يصعب التعامل معها فى كثير من الاشياء كما زادت اسعار البناء حيث بلغ متر البياض (9) جنيهات بدلا من (6)جنيهات. غير أن المهندس انور محمد يذهب الى عدم تأثير غياب العمالة الجنوبية على القطاع بصورة كبيرة لانهم كانوا يعملون بالبياض وخلط الخرصانة ورفع مواد البناء في وقت باتت تقوم فيه آليات البناء الحديثة بتلك الادوار ما ادى للحد من اثر غياب العمالة الجنوبية اضافة الى انتشار العمالة الاجنبية التى اعتمدت عليها كثير من شركات البناء خاصة فى بناء العمارات والمبانى الفخمة، و خلص المهندس انور الى ان غياب العمالة الجنوبية ليس ذي تأثير بالغ على قطاع البناء . المقاول ايوب مجذوب تحدث مؤكدا التأثير السلبى الذى خلفه ذهاب العمالة الجنوبية التى كانت تعمل بارخص الاجور، وانهم كانوا فى متناول الايدى وكانت لكل مقاول مجموعة يعتمد عليها اعتمادا كليا، مضيفا انه بالرغم من توفر العمالة الاجنبية الا انها لا تحل محل العمالة الجنوبيهة وان الوافدين لا يرقون الى مهارات واتقان ابناء الجنوب فى عمليات البياض واعداد الخرصانة وابان ايوب انه على الرغم من انتشار آليات البناء الحديثة الا ان كثيراً من المقاولين ظلوا يعتمدون على الايدى العاملة خاصة فى بناء المنازل العادية بالاحياء، مشيرا الى ان غياب العمالة الجنوبية سيكون لها تأثير كبير على ذوى الدخل المحدود لانهم كانوا يعملون باسعار قليلة لدرجة المجاملة عكس العمالة الاجنبية التى ليس لها علاقة بمعاملات السودانيين ،حتى ان كثيراً من المقاولين باتوا يشكون من صعوبة التعامل مع الوافدين .