تحظى المسلسلات التى يتم تقديمها عبر اثير الاذاعة السودانية بنسبة استماع عالية جدا فى العاصمة والولايات وخارج السودان وتجد المسلسلات متابعة يومية من الاسر السودانية داخل البيوت وفى دور العمل رجالا ونساءا شيبا وشبابا واطفالا، ويتم دائما الاشادة بالكوكبة الدرامية التى تقدم السهل الممتنع وتحكى ماضى وحاضر ومستقبل السودان ويكفى ان بعض الناس حتى كتابة هذه السطور لا يشكون اطلاقا فى ان مايتم تقديمه حقيقة وليس تمثيلا . ويعد مسلسل (الجذور التائهة) الذى يذاع هذه الايام فى تمام الساعة الخامسة الا ربعا من انجح المسلسلات التى قدمتها الاذاعة السودانية اخيرا وبحسب مدير الادارة العامة للدراما والموسيقى كمال عبادى فنجاح المسلسل يعود الى تناوله لاول مره قضية الاطفال مجهولى الابوين بصورة جريئة وهذا النجاح اكده مدير ادارة الدراما حريكة عز الدين الذى اشاد بقوة النص الذى كتبه مؤلف المسلسل السينارست والقاص المبدع محمد خوجلى مصطفى واشاد ايضا باداء مخرجة المسلسل القديرة طاهرة محمد احمد. المسلسل الذى يجد تفاعلا كبيرا من المستمعين كتب اشعاره الجميلة الشاعر اسماعيل الاعيسر ولحنها واداها بمصاحبة آلة العود الفنان سيف الجامعة بطريقة رائعة وابدع فى وصف حالة الاطفال مجهولى الابوين وهو يغنى (لاصدورهم يوم حوتنا لاقلوب عرفت تشوف نبقى غلطة مين نحن ولا ولدتنا الظروف) وعمل على نجاح المسلسل مجموعة من ألمع نجوم الدراما السودانية فى مقدمتهم ابراهيم حجازى وعمر الخضر وفائزة عمسيب وسعاد محمد الحسن وعبد الواحد عبد الله وحياة طلسم وانعام عبد الله والهام بابكر وسامية عمر وتهانى الباشا ومحمد المجتبى موسى وكامل الرحيمة وساعد فى اخراجه هناء عثمان ابو القاسم وقام بتسجيل الصوت والمونتاج عباس محمود . مؤلف المسلسل محمد خوجلى مصطفى مؤسس الدراما الاذاعية وصاحب المسلسل الشهير وادى ام سدر قال ان الجذور التائهة هى قصة قد تكون واقعية وقالت المخرجة القديرة طاهرة محمد احمد ان المسلسل الذى كان من المفترض ان يقدم فى ثلاثين حلقة ستفرض تفاصيله المثيرة والتى تكشف كل يوم عن حدث اخطر وحبكة درامية وتعقيد الى استمرار الحلقات لاكثر من خمسة وثلاثين حلقة وأشادت بدور الممثلين فى نقل احساسهم بالقضية الحرجة الى المستمع وهم يعيشون الدور بكامل تفاصيله . وتحكى قصة الجذور التائهة عن مأساة انسانية تبدأ بوضع طفل صغير حديث الولادة فى منطقة مظلمة وتحظى برعاية إلهية حيث تقوم الكلاب الضالة بالنباح لتنبيه ابناء آدم ليأخذوا الطفلة الى الملجأ وتستمر الحلقات لتكشف ايضا عن فتاة سودانية تقع فى حب شاب سودانى وينويان الزواج لكن ولانها مجهولة الابوين وتم تربيتها فى ملجأ تقوم بالذهاب الى السوق وتكتشف ان اسم احد التجار يطابق اسمها الذى تم منحه لها وتطلب منه المساعدة ويقوم بمساعدتها هو وزوجته التى تعانى من عدم الانجاب ويطلب التاجر من ابن عمه ان يقوم بدور والدها ويقوم بهذا الدور ثم تتم مراسم الزواج وتبدأ المشاكل فى الظهور وتكتشف الفتاة ان والد زوجها هو جار التاجر الذى طلبت منه ان يتبناها ويكتشف والد زوجها حقيقتها فيطلب من ابنه ان يطلقها بعد كل الحب الذى عاشاه معا. وتستمر الحلقات التى تكشف تفاصيل مثيرة تقود الى حقائق فى غاية الاهمية والمسلسل يستحق الوقوف عنده ومناقشته ويظل سؤال الاعيسر وسيف الجامعة يتردد عبر اثير الاذاعة السودانية ويلفت المجتمع السودانى الى معاناة الاطفال مجهولى الابوين (لاصدورهم يوم حوتنا لاقلوب عرفت تشوف نبقى غلطة مين نحن ولا ولدتنا الظروف؟).