التأم في جوبا عاصمة حكومة الجنوب مطلع الاسبوع المنتهي اجتماع المكتب السياسي للحركة الشعبية ، لمناقشة اربعة اجندة ابرزها خارطة طريق واستراتيجية لفك الارتباط بين الحركة شمالا وجنوبا ، وخرج بقيادة انتقالية مكلفة لبناء الحزب بالشمال على ان يكون فك الارتباط الكامل بحلول يوليو ، واختارت ثلاث من قياداتها ليجلسوا على مقاعدها الثلاثة الامامية بالشمال هم مالك عقار رئيسا وعبدالعزيز الحلو نائباً له وياسر عرمان أميناً عاماً ، الصحافة جلست للرجل الثالث بهيكل القيادة الشمالية داخل مكتبه بالخرطوم عقب عودته من جوبا ب 48 ساعة وأجرت الحوار التالي . *سيد عرمان لاحظنا خلال تغطيتنا لاجتماعكم في جوبا حرص الكثير من القيادات التقاط صور جماعية عقب كل جلسة هل هو لقاء الوداع ؟ - لا ..الاجتماع كان قبل الاخير ومن بعده سيكون فى حالة انعقاد استثنائى حتى قبل التاسع من يوليو القادم الميعاد المحدد لفك الارتباط بين القطاعين الشمالى والجنوبى للحركة. *اليوم الاخير للاجتماعات ابلغتنا مصادر انه استمر لوقت متأخر من الليل هل هناك خلافات في امر ما وكيف تنظر للقاء قبل الاخير كما اسميته ؟ - الاجتماع كان فى غاية الاهمية ، ولقد سعدت ايما سعاده لاننا عملنا منذ وقت مبكر لبلورة بعض القضايا الا ان اكثر الاشياء التى ذهبت بمعنوياتى للسماء كان القرار الذى اعطانى كعباً عالٍ بان المكتب السياسى قرر بان تسمى الدولة الوليدة (جنوب السودان) بالاضافة لاختيار الجنيه عملة لها وقال لان ذلك ليس بالامر البسيط وعزاه الى انه يطرح وحدة السودان على اسس جديدة وامكانية ان يبقى موحدا مسألة عملية لانها تعزز وحدة الوجدان المشترك، نحن نود لإبداعات فرانسيس دينق ووردي والكاشف وعثمان الشفيع والسر الناي ويوسف فتاكى وصلاح احمد ابراهيم وابراهيم العبادى ان تظل تعمر وجدان السودانيين . *قلت إن الاجتماع المنتهي لم يكن الاخير هل تم تحديد القادم ، فالفترة الانتقالية لم يتبقَ من عمرها الكثير ؟ - المكتب السياسي للحركة الشعبية قرر ان يكون آخر اجتماع عادي في ذكر تأسيس الحركة الشعبية في 16 مايو ، ويمكن ان يدعو المكتب لاجتماعات استثنائية قبل انقضاء الفترة الانتقالية، نحن في الشمال قدمنا اقتراح ان يكون الاجتماع في مدينة بور ووافق عليه رئيس الحركة الشعبية سلفاكير حتى نعود بالزمن مرة اخرى الى حيث ما انطلقت الحركة الشعبية وقدمت ذلك النداء العظيم وحتى نزور منطقة وانقلي مسقط رأس الدكتور جون قرنق لان النداء العظيم الذي اطلقه الدكتور قرنق أتى بالمناضلين من كل مكان اتى بالمناضل يوسف كوة مكي وداود يحى بولاد وهشام ابوبكر من شرق السودان، اتى بكل هؤلاء، نعود الى بور قبل ان نفترق لنقول نداء توحيد السودان كان صائباً واذا اتت الرياح بما لا تشتهي السفن فانها قد تجد رياحا جديدة في المستقبل ، وعندما ناقشنا الاجتماع الاخير ومكانه بكى سلفاكير وقال لم اتخيل ان يكون هو اجتماعنا الاخير للمكتب السياسي الذي ضم اعضاء من كل انحاء السودان، كان امرا مؤثرا، فسلفاكير بطبيعته حينما يبكي يبكي بصدق وقد بكى لهذه الرحلة التاريخية الطويلة التي قدمناها لاجيال السودان الجديد . *إذن ذكر اللقاء هو يوم الفرقة بعد ما يزيد عن ربع قرن ؟ - سنودع الجنوب كل حبنا وسنودعه الشهيد عبيدحاج الامين الذى ورى الثرى بواو الرجل السامي بثورة 1924م الذي اتى من الخرطوم واستشهد وعمره 32 عاما ونقول له ارقد هانئاً مطمئنا فالجنوب هو جنوب السودان وجسدك المسجي هناك هو ضمانة لالتقاء شعبي الجنوب والشمال . *لكن الشارع ينظر الى الحديث عن وحدة السودان من باب الاحلام التي يصعب تحقيقها فشعب الجنوب اختار الانفصال بما يفوق 99%؟ - أثق فى ان وحدة السودان يمكن تحقيقها ، الآن انتهت مرحلة وبدأت اخرى جديدة لتوحيد السودان وانا متأكد ان السودان سيصل الى اتحاد دولتين مستقلتين او كونفدرالية بين دولتين او اكثر من دول الجوار وانا كشخص سوف انذر بقية حياتى ليعود السودان موحدا على اسس عادلة و الحركة الشعبية ستظل نقطة التقاء بين الشمال والجنوب وستكون امينة على مصالح الشمال وعلاقة استراتيجية بين الدولتين و الآن بدأت فى الشمال بالقيادة الانتقالية ولدينا خارطة طريق لبناء حركة قوية فاعلة فى شمال السودان . *هل ناقشتم مستقبل العمل السياسي بالجنوب والأحزاب الشمالية هناك؟ - الحركة فى ظل التطورات ستقدم دعوة لكافة الاحزاب السياسية لتكوين احزاب فى الجنوب وسنساعدهم فى ذلك لنحافظ على وجود احزابها بشكل مستقل سياسيا وتنظيميا وماليا والحركة ترحب باحزاب مستقلة فى الجنوب ولها جذور تاريخية فى الشمال . *حتى الآن هناك ثلاثة أسماء هم قيادات الحركة شمالا انت وعقار والحلو ، امامكم تحديات بناء كبرى قد تعصف بما تحلمون به من فعالية ؟ - قمنا بتقديم تصور لاعادة البناء واتفقنا على القيادة وان يتم تكوين المكتب السياسى من (7) من اعضاء المكتب السياسى الاصل بالاضافة ل (15)رئيس للحركة بالولايات و(8) آخرين وسنعطى المرأة مكانة رئيسية وسيكون هنالك مجلس تحرير انتقالى وسكرتارية قومية برئاسة الامين العام و(4)آخرين وبعدها سنمضى للمؤتمر العام لحزبنا وسنقوم بتغير الشعار والرموز ولدينا لجان تبحث بلورة رؤية متسقة لمخاطبة قضايا دولة شمال السودان وسياستها الخارجية والعلاقات الاقليمية والدولية، ولدينا لجنة لتوفير الموارد ونحن هنا لنبقى ولنخدم مصالح الشمال . *هذا من جانب التنظيم والبناء الداخلي ، لكن فيما يخص القضايا السياسية كيف تنظرون لها ؟ - حان الوقت لنفتح جميع القضايا فى الشمال وسنطرح قضايا المواطنة بكل حيثياتها وهى تحتاج الى تجديد الدولة وترتيبات دستورية بالاضافة للحوار الشمالى الشمالى ونريد ان نطرح قضية المواطنة بكل ابعادها بما ذلك وجود مواطنين هاجروا السودان وهم الآن سودانيون كالفولانى والفلاته وغيرهم ويجب الا يكون هنالك استقطاب عربى افريقى ولكن يجب ان يظهر الوجه الافريقى فى دولة الشمال، لان الشمال سيظل القلب النابض لافريقيا وسنفتح تاريخ مجتمعنا الذى به قضايا عظيمة ايجابية واخرى سلبية، وسوف نحتفل بالملحمة التاريخيهة الكبرى التى صنعها الشماليون والجنوبيون بانهم عاشوا اثناء الحرب الاخيرة ولديهم اخلاق محترمة وثقافات قوية ولم يشكل الجنوبيون تهديداً لاهل المدن والقرى فى الشمال والشماليون فى الحرب لم يعاملوا الجنوبيين معاملة سيئة ولم يرتكبوا جرائم فى حقهم كبيرة كما حدث فى رواندا وغيرها. ويجب ان نحتفل بالخرطوم كاكبر عاصمة افريقية للتعايش ولابد ان نناقش قضايا تجارة الرقيق وغيرها لبناء علاقة محترمة فتاريخ مجتعمنا مثله مثل تاريخ المجتمعات الاخرى بإيجابياته وسلبياته ويجب ان نبني على الايجابيات . *كيف تنظر لمفردة التغيير التي أضحت مطلباً ينادي به كل الفرقاء ؟ - مجتمعنا مر بمراحل عديدة ونحتاج الى نقاش موضوعى لان الذين أساءوا للعلاقات بين الجنوبيين والشماليين ليمثلوا الشعب السودانى لكنهم يمثلون الانظمة الحاكمة ونحن سنقدم برنامجاً جديداً لتطوير المجتمع السودانى وتحديثه. *حسنا ... لنترك هذه الجزئية وندلف الى ملف جنوب كردفان كيف تنظر الحركة للانتخابات هناك ؟ *أؤكد لكم ان القائد عبد العزيز آدم الحلو سيكون الحاكم القادم للولاية ولاتوجد ذرة شك فى ذلك نحن عملنا بفاعلية وكونا مئات اللجان ولنا علاقات مع حلفائنا واللجنة التى ستخوض العملية برئاسة القائد رئيس الحركة ورئيس الجنوب النائب الاول لرئيس الجمهورية الفريق اول سلفاكير ميارديت ونائباه القائد جيمس وانى ايقا والقائد مالك عقار اير والى النيل الازرق والامين العام للحركة القائد باقان اموم اكيج والسيدة ربيكا قرنق وولاة شمال بحر الغزال بول ملونق واعالى النيل سايمون كون وواراب ربيكا والوحدة تعبان دينق وشخصي بالاضافة لآخرين والحلو سيعمل على حكم ذاتى للاقليم وعلاقات جيدة بين المركز والإقليم وبين النوبة والعرب. *لكن الصراع حول مقعد الرئاسة في الولاية بدا يتخذ منحىً إثنياً ألا تتفق معنا ؟ - الحركة الشعبية ستقف مع كل المهمشين من نوبة وعرب وغيرهم وسنقدم معركة نظيفة والولاية ستكون مسمار نص حقيقى لربط الشمال بالجنوب وكل القوى السياسية بما فى ذلك المؤتمر الوطنى سوف يستفيدون من الحلو وستكون الولاية مكان استقرار وسوف تساهم فى حل قضية ابيى لمصلحة الجميع . *أين تقف الحركة من الاحتجاجات الاخيرة التي نظمها بعض الشباب؟ -المظاهرات الاخيرة تم التعامل معها بشراسة وانتهاك للدستور والقانون ونحن فى الحركة لدينا شخصيات من ضمنهم قيادات تم اعتقالها فى اوقات مختلفة خلال الفترة الماضية واقول المواطنون السودانيون من حقهم ان يخرجوا في مظاهرات سلمية ، لكني اتوقف عند قضية رئيسية هي قضية التعذيب وهي قضية كبرى ولاتسقط بالتقادم .التعذيب الذي لحق بالكثير من الشباب والمواطنين ومن ضمنهم نائب رئيس اتحاد شباب الحركة الشعبية علي محمد عثمان مسألة مقلقة ولا خير فينا ان سكتنا اوصمتنا ، ويجب ان يتوقف لانه يضر بالحياة السياسية ويعقد علاقاتها ويضع علامات استفهام كبرى حول الاجهزة التي تقوم به ويجب محاسبة المتورطين في هذه المسألة انا اقول المجتمع السوداني يحتاج الى تغيير ولاشك في ذلك وقلت مرارا وتكرارا ان المؤتمر الوطني عليه ان ينظر مليا ويتضح له ان هنالك قضايا فساد هناك عطب نتيجة لسيطرة حزب واحد وتحزيب أجهزة الدولة . العالم يتغير من حولنا ووسائل الاتصالات تمنع الكبت والاعتداء على الحريات تمنع تسيير الدولة بالاشكال السابقة والمواقع الاجتماعية والسياسية اصبحت وسيلة للتغيير والثورة والتعبئة والتنظيم والآن يمكن عقد الاجتماعات بواسطة التقنيات الحديثة ويمكن لموقع اجتماعي ان يضم مئات الآلاف ، ويقوم بتنظيمهم ، نحن نقف على مشارف التغيير الشامل في المفاهيم وعلاقات القضايا الانسانية ، لاننا في عصر وسائل اتصالات عابرة للمجتمعات. *إذن ماهي المطلوبات التي يجب تحقيقها ؟ -المؤتمر الوطني كحزب حكم السودان وسجل تاريخاً غير مسبوق منذ الخليفة عبدالله التعايشي وهو الحاكم الوحيد الذي قدم من اهل الهامش وحكم ثلاثة عشر عاماً ، واعقبه نميري بستة عشر عاماً والرئيس البشير حكم اكثر من عشرين عاماً، على المؤتمر الوطني ان يعيد النظر في طريقة حكمه فهي غير مقبولة ، عليه تجديد نفسه وان يغير من طريقته وان لم يفعل سيتم تغييره هذه هي سنن الحياة . ولديه فرصة وقلت ان المؤتمر الوطني بعد ما حدث في تونس ومصر والشعب السوداني لديه تجربتان وهو سباق في 1964 و1985م ، والوطني بات لديه كرت اصفر وعليه ان يتحرك قبل ان ينال الاحمر ، الدولة السودانية مرت باختبار لاسابق له، انفصال الجنوب يعني فشلاً كاملاً للمشروع القديم والمؤتمر الوطني عليه ان يعطي المسألة الاولية ويكون هناك طرق ومناهج جديدة لادارة الدولة اما القديمة فهي غير مقبولة لنا جميعا وعليه الاستفادة من درس الجنوب القاسي . *هناك دعوة حوار الآن مطروحة من قبل الوطني للقوة السياسية أليس ذلك طريقا للتغيير الذي تنشدونه؟ - في موضوع الحوار نحن لا نرفض الحوار ولكن الحوار يعني القبول بالتغيير، نحن لا نريد استيعاباً ولا حواراً ينتهي بوضع اللبن القديم في زجاجات جديدة، هذا المثل هو ان تضع النبيذ القديم في الزجاجات الجديدة ، لمشاعر اصدقائنا في المؤتمر الوطني لا نقول النبيذ ولكن نقول اللبن ، اولا من غير الممكن ان تقوم مستشارية الامن بادارة الحوار وهو امر غير لائق لا زمانا ولا مكانا . *ماهي بدائلكم إذن ؟ - يجب ان يتم الحوار بين احزاب متساوية واقول ما اعلنه المهندس صلاح قوش الجديد فيه هو ان تكون هنالك سكرتارية مكونة من جميع الاحزاب، ان يكون حواراً متساوٍ ، هذا امر جديد القديم ان تقوم المستشارية بادارة الحوار هذا امر غير مقبول ، الصحيح ان يكون المؤتمر الوطني لجنة يمكن ان تكون تحت رئاسة المهندس صلاح قوش يجب ان تكون حزبية وليست من مستشارية الامن، يجب ان نتحاور احزاب مع احزاب وليس مع اي مستشارية تابعة للامن ايضا يتطلب هذا الحوار اطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين بمن فيهم الدكتور حسن الترابي لتهيئة المناخ لذلك نحن نطالب باطلاق سراح المعتقلين قبل ان يبدأ أي حوار بين القوى السياسية.