يظل انسان كردفان والابيض على وجه خاص محباً لدياره وارضه رغم ضنك العيش وبؤس الواقع الناجم عن الركود الاقتصادي وانعدام المشاريع التنموية التي تستوعب السواعد الفتية لابنائه الذين اضطر بعضهم للعمل في الدلاله جوار الجامع الكبير في منظر يدمي القلوب، في وقت اتجه فيه البعض للتسكع والجلوس امام المنازل تحت ظل الاشجار، يرنون نحو مستقبل مجهول عله يفك اسر كربهم ويحرك روح التفاؤل في دواخلهم لتفجير طاقاتهم الكامنة، وهم من أضنى تعب التربية آباءهم وأهلهم. وسط هذا المناخ المحبط لم تمت جذوة النخوة والحب للمدينة التي ارضعتهم العطف والحنان فلم يرق لهم مشاهدة الاوساخ تغزو احياءهم، وسط هذا الاحباط بدأ شباب بعض الأحياء في تنفيذ مشاريع وجدت التقدير والاشادة والإعجاب، حيث استهل شباب حي الصحوة بقيادة احمد سليمان رئيس اللجنة وقاموا بشراء أعمدة الكهرباء بحر مالهم حتى ينعم حي الصحوة بالكهرباء قبل بدء مشروع النظافه بالحي.. وفي القبة ضرب خالد بكراوي المحامي وعبد الرحمن حسن ومحيي الدين الختم، الانموذج، يساعدهم شباب مؤسسة التبلدى للناشئين برئاسة محمد عبيد، بقيادة حملة كبرى لنظافة خور الاشانتي جوار مدرسة الحميراء الذي يعتبر وكراً ومكباً للنفايات، ويمثل خطورة حقيقية لكل الحي، وذلك بالجهد الشعبي الخالص، اضافة لجهد مقدر من بشير أبو جيب وشباب الحى أبناء حي الشهداء الذين قاموا بنفير مماثل يعتبر أنموذجا ووجهاً مشرقا للابيض. ابناء الربع الثاني بقيادة عاشق المدينة محمد التماري «شيش» وكوكبه من ابناء الحي، قاموا بمبادرة انارة الحي، حيث كلف كل شخص بإنارة العمود الذي أمام منزله، وحصلت «الصحافة» على معلومات مؤكدة بأن هناك مشروعا كبيرا ينتظم الحي العريق عراقه المدينة. أبناء البترول سبقوا الجميع بمشاريع شعبية نموذجية فى الانارة والنظافة والخدمات الاجتماعية. والجهود التي يقوم بها شباب الاحياء وجدت الاشادة والتفاعل من المواطنين الذين باركوا توجهات الشباب. تقول نجوي بكري وهي ناشطة اجتماعية بالمدينة، إنها لم تستغرب لتفاعل ابناء المدينة، فانسان كردفان عرف عبر التاريخ بانه محب للجمال، والزائر للمدينة تلفته خضرتها وحدائقها الغناء، ومن النادر ان تجد منزلا يخلو من الزراعة والزهور، وعليه فإن الشباب الذي ينشأ في مثل هذه البيئة لا تجد منه غير المبادرة في أعمال النظافة، واتفقت معها عفاف عباس النيل التي ثمنت جهود الشباب في الارتقاء بالبيئة، مؤكدة أن النفير حراك اجتماعي عرفت به كردفان عبر تاريخها، وكانت المبادرات الأهلية لمواطني كردفان رأس الرمح، بدءاً من الحركة التعاونية الوطنية التي انبثقت من كردفان لتغطي كافة انحاء البلاد، وعليه فإن مبادرة الشباب في نظافة وانارة الاحياء امر يدعو المرؤ للفخر والاعزاز. والحراك الشعبى على مستوى الاحياء دفع محلية شيكان وتثمينا لجهود الشباب، الى استيراد كميات كبيرة من مدخلات الانارة مما ادى الى انارة اكثر من «20» كيلومتراً من طرق المدينة، فى خطوة خدمية وجمالية رائعة، في وقت اكد فيه معتمد شيكان فتح الرحمن عوض الكريم مواصلة الجهود حتى تكتمل انارة كل شوارع واحياء المدينة. واكد المعتمد في حديثه ل «الصحافة» أن تضافر الجهود الرسمية والشعبية هو السبيل للعودة بعروس الرمال الى سيرتها الاولى على مستوى الوطن. وأكد معتمد شيكان أن العمل في مجال صحة البيئة سيشهد قفزة هائلة خلال الفترة القليلة القادمة، عقب اكتمال آليات مشروع النظافة .