الشباب الصيني أدرك أن خصوصية الصين والمحافظة علي موروثات وتراث الصين العظيم يتطلب الانتباه حتي تستطيع الامة الصينية أن تنهض وتتقدم الامم ولذلك فقد صبر الشباب الصيني صبراً عظيماً حتي تحققت الامنيات وأصبحت الصين من أقطاب العالم وعملاقا اقتصاديا تتقزم بجواره أمبراطوريات سادت العالم ثم بادت مثل بريطانيا وفرنسا . وبفضل نباهة وجهد الشباب الصيني وادراكه لخصائص مجتمعه وعمله الدائم وتضحياته الكبيرة نهضت الامة الصينية وتقدمت العالم وتسيدت الصين الدول وسوف تكون قائد العالم قريباً . ولم يلتفت شباب الصين لدعوات الخارج التي تحاول تعطيل اندفاع الصين وتكبح تقدمها عبر دعوات الاصلاح السياسي بوصفات مستوردة من الخارج وبذرة لن تنجح في التراب الصيني ؟هذا نموذج باهر لادراك الشباب لدوره في المجتمع وادراك خصائص مجتمعه ؟ السودان الآن يمر بمنعطف خطير في تاريخه لم يجابه السودان بتحديات البقاء والاستمرارية مثلما يجابه الآن . الوضع الداخلي هش جداً الجنوب انفصل وما زالت مسائل عالقة لم تحسم ولم تعالج ودارفور لم تخمد نيرانها بعد وهنالك مناطق توتر وبلبلة في النيل الازرق -جنوب كردفان -أبيي ؟ إذاً الوضع متفجر نوعاً ما وفي غاية الخطورة «برميل بارود» البترول ذهب الي الجنوب -الاقتصاد الوطني مصاب بأمراض وعلل ورغم هذا هنالك تربص من الخارج وطمع لبعض الدول في تفتيت ما تبقي من السودان .إذاً اما أن تكون عزيزي الشاب معول هدم لوطنك أو تكون يداً تبني وطنك.. الخيار لك أنت ؟ ولكن لننظر الي نصف الكوب المملوء رغم أن حكومة الانقاذ حاربت في جهات عدة وكانت محاصرة ومحاربة من المجتمع الدولي إلا أنها استطاعت أن تبني السودان وتنميه في عدة مناحي «الطرق-الجسور-الاتصالات - التعليم»ورغم أن الامكانيات كانت قليلة الا أن بالصبر والعمل الجاد استطاعت أن تستجلب استثمارات للبلد ساهمت في تقدم قطار التنمية والبلد الآن أحسن حالاً وأفضل من سنوات سابقة من عهد الطوابير ؟؟طابور الخبز -طابور البنزين والجازولين - طابور انتظار المواصلات؟؟؟؟ نعم قد نتفق في أن المطلوب لم يكن في مستوي الطموح ولكن بالمقارنة بالماضي فإن ما تحقق يبدو طفرة هائلة قياساً بما كان موجوداً وما واجه هذه الحكومة من تحديات وصراعات وحروب من عدة جبهات «داخلية وخارجية ». عزيزي الشاب ؟ شهدت مدن السودان هدوءاً أمنياً وطمأنينة لم تشهدها في الماضي عندما كانت السرقات تتم نهاراً جهاراً وفي يوم من أيام الماضي كانت بعض شوارع الخرطوم يتجول فيها «الرباطين»وينهبون الناس جهاراً نهاراً ؟ الآن تنعم أنت وأسرتك بالامان الذي أصبح مفقوداً في دول كثيرة من العالم وعواصمها ؟؟؟هذا الامن نعمة من الله فلا تشارك في نقصانه عزيزي الشاب؟ لقد جرب السودانيون في تاريخهم عدة أساليب في الحكم وعدة ثورات «أكتوبر-أبريل»ولكن سرقت الثورات وجهد الشباب راح هباءً منثوراً ودماء وتضحيات الشباب راحت هدراً لان الاحزاب المعارضة استغفلت الشباب وغنمت هي بالحكم وكراسي السلطة ولكنها في المقابل لم تعط ولم تقدم للشعب السوداني شيئاً ولم تقدم للشباب السوداني الكثير وتدنت مستويات المعيشة ونتيجة لذلك هاجر كثير من شباب السودان للبحث عن حياة أفضل ؟لم تقدم الاحزاب سوي الوعود السرابية والتنظير والكلام الكثير وأصبح كل همها هو التشاكس وخدمة السادة زعماء الاحزاب وبطانتهم المقربين ولم تقدم لهذا الشعب المسكين شيئاً ، لقد كان تحريك عواطف الشباب لكي يقوموا بالثورات هو الابتعاد عن نيران النضال ونتائجه المحرقة أحياناً ، ولكن قادة الاحزاب كانوا في مأمن هم وأسرهم وعائلاتهم يراقبون نضوج الثورات وعند القطاف يأتون لكي يجنوا ثمرات غيرهم ويتمتعون بها ؟ الآن يعُاد نفس الفلم ولكن بطريقة إخراج جديدة و«لن تنسي حليمة عاداتها القديمة»فهل تكون أنت كبش فداء ومحرقة وترضي لنفسك أن تستغل لاجل طموح الآخرين وهل ترضي أن يمتطيك السادة عبداً تخدمهم ؟؟أنت حر .ولكن انظر لواقع الحال وأسأل شباب ضحوا وذهبوا الي الخارج وقاتلوا مع أحزاب المعارضة وفي النهاية كان جزاؤهم جزاء سنمار وشباب جيش الفتح وجيش الامة خير دليل علي ذلك الجحود الذي وجدوه من قادة أحزابهم؟؟ ان دعوة الاحزاب المعارضة للتظاهر والخروج للشارع الهدف منها ركوب كرسي السلطة عبر ظهور الشباب ؟فهذه الاحزاب لن تصبر علي الجلوس علي «كنبة الاحتياطي» والانتظار انها متسرعة وتستعمل كل الاساليب. عزيزي الشاب ؟ وطنك ينتظرك أنت فرد مهم جداً يمكنك أن تبني وطنك يمكنك أن تقدم لبلدك خدمة كبيرة جداً وذلك بمحافظتك علي الامن والسلام والاستقرار، وطنك محاصر بالمتربصين والكائدين ومحاصر بأجندة خارجية من أعداء يريدون أن يتفتت بلدك، يريدون تدمير الامن والسلام والاستقرار لكي يصبح السودان مثل العراق أو الصومال أو أفغانستان، فهل تساعد أعداء وطنك أم تقف سداً منيعاً ودرعاً وسيفاً مشهراً مثلما فعل أجدادك في كرري؟؟ان محافظتك علي الامن والاستقرار والسلام هي الدرع الذي تدافع به عن وطنك ؟ عزيزي الشاب؟ البناء لا يمكن أن يكون بنفس سرعة الهدم والمثل السوداني يقول «الخراب هين»...كما أن الإصلاح لا يأتي بين يوم وليلة ولهذا فإن الصبر هو المساعد الحقيقي للتقدم . أنا وأنت وغيرنا من شباب السودان يجب أن نكون يداً واحدة لبناء وطننا، نعم لدينا مشاكل نحن الشباب «البحث عن عمل - البحث عن وظيفة -مشاكل غلاء المعيشة - مشاكل تأسيس عش الزوجية -صعوبة مواصلة التعليم »، ولكن بالحوار فقط يمكن أن نصل الي حلول واقعية ومقنعة، الآن هذه المشاكل الحياتية تستعمل كقميص عثمان من عدة جهات لتصفية حسابات سياسية فلا تكن أنت حصان طروادة الذي يمرر عبره الآخرون أجندتهم يحلمون بأن يحكموا عبرك عزيزي الشاب؟ دعوة الخروج إلى الشارع الآن لن تكون في مصلحة الوطن أبداً في هذا التوقيت لان ذلك سيغرق البلد في فوضي وسيختلط حابل طالب السلطة بنابل الاجنبي الطامع وسينفرط عقد الامن وسيؤدي ذلك إلى نفق مظلم ومصير مجهول للبلد ؟ انها مسؤوليتك أنت في المقام الاول في المحافظة علي تماسك بلدك ونثق أنك قدر التحدي لانك «بن بلد واعي»؟ باستقرار بلدنا والمحافظة علي أمنها وسلامها واستقرارها فقط نستطيع أن نحقق طموحاتنا وبالامن والطمأنينة نستطيع البناء ولكن في حالة الفوضى فستتعطل كل مشاريع الإصلاح والتنمية. في حالة الفوضى سيخرج الظلاميون من جحورهم وسيخرج قطاع الطرق واللصوص الي الشوارع وسيعيثون فساداً في الارض و سيضرب أصحاب الغرض والمخربون ضربتهم وستعم الفوضي البلد وعندها لا ينفع الندم . انني أراهن علي شباب بلادي وأثق فيهم جداً لانهم رضعوا حليب الوطنية ولان شباب بلادي عقولهم صاحية ويعرفون الفرق بين مصلحة الوطن ومصلحة الأشخاص ؟؟؟؟ ودمت عزيزاً أيها الوطن وفي حضرة جلالك يطيب الجلوس وأبدا ماهنت يا سوداننا يوما علينا ......