٭ الممارسات غير الصحية التي تجرى في قطاع اللحوم، خاصة في المساطب وما يتم فيها من تجاوزات ذبح الإناث، وضعف ثقافة العاملين في تداول اللحوم، وعدم التزام الجزارات بممارسات التصنيع الجيد الا بنسبة لا تتعدى 36%، وهشاشة حلقات تداول اللحوم، وتعدد الجهات الرقابية، وعدم تفعيل وسائل نقل المواشي وعربات نقل اللحوم.. كل هذه الاشياء تقعد بهذا القطاع عن أداء دوره المنوط به، مما دفعنا الى اجراء حوار مع دكتور عباس صديق الفاضل مدير إدارة المسالخ بوزارة الثروة الحيوانية.. فخرجنا بهذه الإفادات. ٭ من المتوقع أن يزور وفد فني من المملكة العربية السعودية السودان.. ما الغرض من هذه الزيارة؟ يتوقع زيارة الوفد الفني السعودي في الاسبوع الثاني من شهر مايو القادم، لزيارة ثلاثة مسالخ هي الكدرو وجمكو وغناوة، باعتبارها احدث مسالخ مطابقة للاشتراطات السعودية. وسيقوم الوفد بفحص عملية تسمين الماشية وفحص الاعلاف والتأكد من صحتها وسلامتها، ثم تفتيش المسالخ ومصانع اللحوم العاملة في مجال الصادر، بالاضافة الى زيارة المعامل المرجعية الخاصة بمتبقيات الادوية البيطرية والمبيدات والهرمونات في اللحوم، بالاضافة للوقوف على برنامج قومي لرقابة المتبقيات عموما، باعتبار أن السعوديين ينظرون الى اللحوم على أنها سلسة تبدأ من الانتاج والتسمين والتصنيع والنقل والترحيل والشحن. وتأتي الزيارة في إطار الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، والاتفاقيات البيطرية والصحية، ولفتح سوق اللحوم السعودي باعتباره أكبر أسواق العالم العربي بالنسبة للسودان، والآن تجرى الاستعدادات لاستقبال الوفد، وتطبيق مطلوبات هيئة الاغذية والادوية السعودية، وهي هيئة أنشئت على غرار هيئة الاغذية والادوية الامريكية والاوروبية باعتبارها اشتراطا من اشتراطات منظمة التجارة العالمية. ٭ هناك حديث عن وجود مسالخ مخالفة لقوانين صحة الحيوان والانتاج الحيواني واللحوم.. ماذا تقول؟ نحن مسؤولون عن مسالخ الصادر، والذبيح المحلي يحكمه قانون صحة وتفتيش اللحوم بولاية الخرطوم لعام 1997م، لكن الصادر يحكمه قانون المحاجر وصحة اللحوم. والآن توجد «13» مسطبة بولاية الخرطوم لا معنى لوجودها طالما هناك مسالخ حديثة درجة اولى، ويستثنى من ذلك الريف خاصة أبو دليق وود حسونة لوعورة الطرق. ومن أخطر الانعكاسات السالبة على صحة الإنسان وصحة اللحوم تبعية المساطب للمحليات، لذلك نقترح أن تكون سلطات تفتيش اللحوم والتصديق بالمساطب تحت مسؤولية الولاية أو مدير عام الثروة الحيوانية بالولاية. والشئ المؤسف أن المساطب تذبح كميات كبيرة من اللحوم أكبر من طاقتها التصميمية، والاموال التي تدرها تذهب لافراد وليس للمحلية، حيث تقوم المحليات بتأجير المساطب لأفراد، فنجد أن الطاقة التصميمية للمساطب تسمح بذبح 5 10 من الأبقار و40 50 رأساً من الضأن في اليوم، لكن نجد في مسطبة السلام ما يذبح حوالي 81 رأساً من الأبقار و66 رأساً من الضأن. وفي سوق الماشية يذبح 78 رأساً من الأبقار و984 رأساً من الضأن، بينما في البقعة 90 من رأساً من الابقار و 181 رأساً من الضأن. وفي كرري المحلية 15 رأساً من الابقار و150 رأساً من الضأن. وهذا فيه أذى للدولة والايرادات وصحة الإنسان، باعتبار ان كل المساطب مخالفة للقوانين والاشتراطات الموجودة في الولاية، فمن المفترض ان يكون ايجار المسطبة بنسبة من الذبيح. ومن الاشياء الخطيرة التي تمارس في المساطب ذبح الإناث، وهو ممنوع إلا بموافقة السلطة الولائية. ٭ قبل فترة أبدت بعض الشركات «قطرية» رغبتها في الاستثمار في مجال تأهيل المسالخ بالسودان، وتوفير الشفخانات المتحركة، وإنشاء مسالخ حديثة.. ماذا تم في هذا الإطار؟ معروف أن قطر من أكبر أسواق اللحوم السودانية في منطقة الخليج قاطبة، والآن يستوردون كميات كبيرة من لحوم الضأن والأبقار، ولديهم شركة تعمل في استيراد اللحوم السودانية وفي مجال التربية ايضا. والاستثمار في مجال المسالخ والشفخانات البيطرية المتحركة متاح، ونحن نشجع القطاع الخاص على الدخول في هذا المجال، والآن كمية المسالخ الموجودة في السودان كافية، ونحتاج لاستثمارات لتطويرها وتحديثها لتواكب الاشتراطات العالمية. ٭ تحدثتم عن تشغيل المسالخ بطاقتها القصوى.. لماذا لا تعمل بالطاقة القصوى الآن؟ المسالخ الحديثة الكبرى لا تعمل بطاقتها القصوى، لأن الذبيح يذهب الى المساطب، كما أننا نحتاج الى فتح أسواق جديدة وتوسيع الأسواق القديمة، خاصة الأسواق السعودي والجزائري والايراني واللبناني. ٭ كم حجم الطاقة التي تعمل بها الآن؟ المسالخ الحديثة إذا أخذنا في الاعتبار المسالخ الخمسة الرئيسية، فطاقة المسلخ الواحد في اليوم 300 رأس من الابقار و 2 الف رأس من الضأن، فاذا عملت المسالخ بطاقتها القصوى فإنها تذبح 26 الف رأس، واستهلاك ولاية الخرطوم في اليوم لا يتعدى 5 آلاف رأس في اليوم. ٭ كم يبلغ حجم الصادر؟ العام الماضي كان حوالي 6 آلاف طن من اللحوم للأسواق المصري والخليجي والاردني فقط، ونتوقع أن تتضاعف الكميات خلال هذا العام، باعتبار أن السوق المصري بدأ يستوعب كميات كبيرة. ٭ نرجو أن تحدثنا عن سعة السوق المصري؟ حوالى 360 ألف طن في العام، بواقع الف طن في اليوم. والآن السوق المصري بدأ في استيعاب كميات اكبر، لكن هناك عوائق لاعتماده على اللحوم من اسواق اخرى واللحوم المجمدة. ولكن الامر يسير بصورة جيدة، والآن كل المسالخ بما فيها مسلخ القضارف بدأت تبيع للسوق المصري. ٭ هل هناك اتجاه لعمل مسالخ جديدة خاصة في الولايات؟ الآن توجد مسالخ في القضارف وعطبرة ونيالا، وهناك مسلخ تحت التشييد في الجنينة، وهناك خطة لانشاء مسلخ حديث في الفاشر. ٭ ما هي خطتكم للعام الجديد؟ أولاً مضاعفة الصادر بحوالى ثلاثة اضعاف العام الماضي، وتأهيل الكوادر العاملة في مجال ضبط الجودة، وتأهيل المسالخ وتوفير الاحتياجات الخاصة بصحة اللحوم. ٭ ملاحظ أن العامل في قطاع اللحوم ليست لديه ثقافة في التعامل معها.. ماذا تقول حول ذلك؟ هذا بالنسبة للمسالخ المحلية والمساطب، أما في مجال مسلخ الكدرو فقد تم تدريب الذباحين والسلاخين وعمال الشحن على أحدث الطرق الصحية عبر دورة تدريبية. وعلى جميع الجهات أن تتضافر سواء أكانت اتحادية أو ولائية، بالإضافة إلى هيئة المواصفات وجمعية حماية المستهلك، لتثقيف وتدريب العاملين في مجال تداول اللحوم. ٭ هناك حديث عن ضعف الصادر لعدم تأهيل المسالخ.. ما مدى صحة ذلك؟ السبب الأساسي لضعف الصادر عدم وجود أسواق وارتفاع تكلفة الإنتاج والشحن الجوي، لأن المسالخ في السودان الآن تتناسب مع حجم القطيع، حيث توجد بنيات تحتية في مجال مواعين صادر اللحوم تلبي معظم اشتراطات الدول خاصة مصر والأردن، لكن السوق السعودي والخليجي أكثر صرامة، ويحتاج الى اعداد وتجهيز متقدم لتلبية المتطلبات الخاصة به. وعموما المسالخ السودانية تحتاج الى تأهيل وتحديث وتطوير متواصل، فلا بد من صيانة سنوية لهذه المسالخ حتى نواكب العالم، ولا بد من قيام مصانع لحوم وأجهزة تعبئة وتغليف حديثة، باعتبار انها تزيد فترة صلاحية اللحوم المبردة، وبالتالي يمكن نقلها عن طريق البر، الأمر الذي يقلل تكلفة الشحن الجوي. والآن اللحوم السودانية تغلف بصورة تقليدية عن طريق الشاش، فلا بد من إدخال التعبئة عن طريق التفريغ الهوائي، لأنها تزيد الصلاحية وتقلل التكلفة الى الربع. ٭ ما هي جهودكم في مجال الترويج؟ أسواق الماشية السودانية تتبع للمحليات، الامر الذي أدى إلى تدهورها، ففي السابق عندما كانت هذه الأسواق تتبع لمؤسسة تسويق الماشية واللحوم في سبعينيات القرن الماضي كانت متطورة، حتى أن البيع يتم عن طريق الوزن، فلا بد أن تمركز أسواق الولايات وإلغاء تبعيتها للمحليات، وأن تغير ثقافة المستهلك للحوم المصنعة، والبيع بالقطعة كما هو معمول به في كل أنحاء العالم. ٭ هناك من يقول إن أسعار اللحوم السودانية في الخارج أرخص مما هي عليه في السودان؟ لاحظنا في بداية الموسم في العام الماضي أن سعر كيلو لحم الضأن القباني 11جنيهاً في بداية الموسم وارتفع في نهاية الموسم الى 20 جنيهاً، وهذا يرجع إلى الارتفاع العالمي في أسعار اللحوم.. فهذا الحديث غير صحيح.