لقد أكدت المرأة على نطاق العالم تمسكها بالمواثيق الدولية التي تحمي حقوقها وتؤمن مساواتها في الحقوق كمواطنة مع زميلها الرجل أصدق دليل، فعندما تحركت النساء العاملات في مصانع النسيج بنيويورك في اميركا ذلك في يوم 8 مارس من عام 1581م للمطالبة بحقوقهن في تحسين ظروف العمل وزيادة الاجور، ولكن السلطات تصدت لهن بالقمع والاذلال والبطش. وفي عام 9091 تحركت النساء على مستوى العالم للقيام بمواقف تضامنية من أجل تحسين ظروف العمل وزيادة الاجور لجميع نساء العالم مع المطالبة بتأمين حقوقهن المساوية لحقوق الرجل في كل المجالات. وبعد ذلك انعقد المؤتمر النسائي العالمي في كوبنهاجن بالدنمارك ذلك في عام 5191م من أجل المطالبة بحقوق كل النساء في العالم وتحسين الاجور وظروف العمل لهن جميعا وعلى نطاق العالم. وفي ذلك المؤتمر طالبت احدى الناشطات من المانيا باستلهام تجربة النساء الاميركيات وتخليدها ذلك على نطاق العالم كله. هذا وقد تم الاحتفال بهذا اليوم ولاول مرة في عام 6191م في كل من الدنمارك والمانيا والنمسا وسويسرا وتمت هذه الاحتفالات باتفاق بين النساء في يوم 91 مارس عام 6191م اعترافاً من كل نساء العالم تخليد ذكرى يوم 8 مارس من كل عام ولكن وعند انعقاد اول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 5491م وقد كان ذلك المؤتمر بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية وفي ذلك المؤتمر اجمعت النساء على مستوى العالم كله على اعتماد 8 مارس يوماً عالمياً للمرأة لتحتفل له كل نساء العالم تأكيداً لتضامنهن من أجل الدفاع عن حقوقهن. وفي عام 5791م أقيم احتفال للنساء على مستوى العالم ابتهاجاً بالسنة الدولية للمرأة ذلك مما دفع منظمة الاممالمتحدة في عام 7791م بان تتبنى الجمعية العامة للامم المتحدة قراراً يدعو كل الدول لتخصيص يوم 8 مارس من كل عام يوماً عالمياً للمرأة ولدفع نساء العالم اجمع من أجل التضامن والعمل المشترك لتأمين حقوقهن ومساواتهن في كل المجالات مع زملائهن الرجال وان تحتفل بيوم 8 مارس من كل عام للمساواة وتأمين الحقوق، وتأمين وحماية السلام العالمي. ولا بد أن اذكر هنا ان في ذلك العام الذي صدر فيه قرار الاممالمتحدة قد كنت في اسمرا لحضور اجتماع التجمع الوطني بالداخل اذ كانت عضوية التجمع الوطني الديمقراطي الام خارج الوطن لظروف القهر والاستبداد فخرجت وزميلات سودانيات في ذلك لنشاهد مسيرة النساء الاريتريات الحاشدة والتي تقدمتها موسيقى الجيش في طريقها الى القاعة العامة لحضور الاحتفال والذي خاطبه الرئيس افورقي وممثل الاممالمتحدة في اريتريا، وعندما رجعنا الى مكان اجتماع التجمع الوطني الديمقراطي علمنا من الصحفيين انهم علموا ان سلطات الجبهة الاسلامية في السودان فرقت بالقوة مسيرة المرأة السودانية التي كانت متجهة الى مكان الاحتفال الذي دعت له الاممالمتحدة، كما اعتقلت عدداً من الناشطات اللائي شاركن في المسيرة وقد حضر عدد قليل من النساء السودانيات الاحتفال الذي خاطبه ممثل الاممالمتحدة ولذا فليس غريباً ان تمثل نفس السلطات هذا الدور مع احتفال المرأة بيوم 8 مارس في ميدان الاهلية وتضرب وتعتقل مما يؤكد عدم الالتزام بقرارات او قوانين الاممالمتحدة والتي وافقت عليها دولة السودان مما يدعونا لنناشد المرأة السودانية وكل الناشطات من أجل الدفاع عن حقوق المرأة وحمايتها وان يواجهن النضال للدفاع عن حقوقهن وتأمين وحماية وضعهن كمواطنات وامهات وان يلزمن النظام المسمى اسلامي باحترام المواثيق الدولية والالتزام بحمايتها لحقوق المرأة والالتزام بالدين الحنيف الحقيقي والذي يؤكد حماية حقوق المرأة دون تمييز. وختاماً التحية والتقدير لكل النساء السودانيات ونساء العالم اجمع والمناشدة للمزيد من التضامن والوحدة لحماية حقوقهن ومساواتهن مع اخوانهن الرجال. د. محاسن عبد العال