كان ولا زال طريق التحدي الخرطومعطبرة من ابرز اشراقات الانقاذ في ولاية نهر النيل عموما ومدينة شندي علي وجه الخصوص ، فبعد ان كان المواطن يعاني الأمرين في السفر من شندي الي الخرطوم وبالعكس ، فقد كان السفر يتم باللوري المكشوف في رحلة طويلة شاقة تستغرق ما بين «6-8 » ساعات ، عبر طرق ترابية غير مؤهلة علي الاطلاق وهو ملئ بالكثبان الرملية ، لذلك كانت فرحة أهالي الولاية عارمة بهذا الطريق ، الا أن فرحتنا ظلت منقوصة بسبب ما يسمي ببصات شندي السياحية ، فبعض هذه البصات تفتقد لأبسط المقومات كون بعضها لا يصلح للاستخدام البشري، ناهيك من أن نطلق عليها لفظة «سياحية « فهناك مواصفات ومقاييس لما هو سياحي ولما هو غير كذلك كمعظم بصات شنديالخرطوم ، حيث نسجل عليها الملاحظات السلبية التالية وهي غيض من فيض : أولا ان قيمة التذكرة مرتفعة نسبيا مع مستوي الخدمات المقدمة في السفرية فلا شئ يقدم سوي الماء وقطعة حلوي ، والتذكرة نفسها لا تحمل رقما لمقعد معين كبقية خلق الله ، ومن هنا تندلع المشكلة الأولي في التنازع علي المقاعد تماما كما الحافلات المحلية ، و يتم حجز المقاعد بطرق تثير الضحك «طاقية - عمامة - جريدة ...» فضلا عن ذلك كثيرا ما يقع التشابك بسبب زيادة عدد التذاكر المباعة علي عدد مقاعد البص ، وفوق كل ذلك لا يوجد كشك تحجز عبره التذاكر ، حيث تباع التذاكر بطريق فوضوي بواسطة أشخاص يقفون في أطراف البص هنا وهناك. أما المعضلة الثانية ان التذكرة لا تحدد فيها أزمان تحرك البص ، فيبقي المسافر تحت رحمة الحظ الي أن يمتلئ البص بالركاب ليتحرك . وبعض هذه البصات مهترئة كثيرة العطب في الطريق سيئة المقاعد رديئة التكييف ، وربما يعتقد ملاك بعض هذه البصات ان تقديم قطعة حلوي من نوعية حلاوة ورق بواسطة شخص هو اقرب الي الكمساري من كونه مضيفا يجعل منها بصات سياحية . مشكلة رابعة ولا تقل خطورة عن سابقاتها ألا وهي شحن أمتعة الركاب ، فالمعروف في بقية خطوط السفر « عطبرة - مدني - كوستي ...» ان تذكرة الراكب هي رخصته للشحن من تدوين رقم التذكرة في متاع الراكب والتأشير بنفس الوقت بظهر التذكرة علي عدد أمتعة الراكب وهي مسألة أمنية بامتياز، فالثابت ان الولاية تتعرض لغزو مروجي المخدرات والممنوعات وبنفس الوقت تحفظ حقوق المسافر ويبدو ان السبب وراء التعامل اللاحضاري في سفريات الخرطومشندي انها قد ورثت هذا السلوك من زمن الحافلات ، ولما حلت البصات المسماة سياحية انتهجت ذات اسس التعامل ونسيت انها «سياحية» ولكل ما سبق نرفع هذا الأمر الي جهات الاختصاص في الجهات الأمنية وهيئة المواصفات والمقاييس ومعتمد شندي واتحاد البصات السفرية لاتخاذ اللازم من الاجراءات لحفظ حقوق العباد هذا من جانب ومن الجانب الأخر لابد من فتح الباب علي مصراعيه لشركات نقل محترمة كي تلج باب المنافسة ، فالمنافسة دوما في صالح المستهلك و أخيرا نقول لأصحاب هذه البصات اتقوا الله فينا.... والسلام شهاب الدين سليمان عبدالله شندي