وزع المركز الصحفي بالتلفزيون أخبارا عن منح العاملين بالتلفزيون متأخرات رواتبهم التي تراكمت لثلاثة أشهر، وتم توزيع ونشر تلك الاخبار بطريقة احتفالية وكأن التلفزيون حقق فتحاً جديداً، كأنه فاز في مهرجان عربي أو حقق طفرة برامجية أو فاز بلقب أمير التلفزيونات العربية! لا أفهم مصدر الاحتفاء بهذا الخبر وهل اصبح منح الناس حقوقهم يستحق أن نرقص له (عشرة بلدي)!! وفي الخبر المنشور كان هناك لوم واضح لوزارة المالية ووزارة المالية المسكينة تدفع ثلاثة مليارات شهرياً للتلفزيون ومع ذلك تتخذها إدارة التلفزيون شماعة لتعليق كل الاخطاء وكأن وزارة المالية مسخرة لدر المليارات للتلفزيون فقط وليس هناك في الدولة جهة حكومية تستحق الدعم غير التلفزيون.. هناك سؤال مهم يقفز الى السطح وهو ماذا كانت تفعل الادارات السابقة للتلفزيون وهي تسير التلفزيون وميزانية وزارة المالية التي تمنح للتلفزيون اذا لم تزد فهي لم تنقص ولا جنيه!! إن الادارات السابقة للتلفزيون كانت توظف المال توظيفاً سليماً وتفعل استثمارات التلفزيون.. مثلاً في عهد ادارة المهندس الطيب مصطفى حققت قناة الخرطوم الدولية احدى الشركات التابعة للتلفزيون نقلة نوعية وكان عائد القناة يومياً اكثر من 25 مليون جنيه (بالقديم)، ووظف الطيب مصطفى هذه الأموال في احداث النقلة الهندسية والتقنية بالتلفزيون واستقطاب كفاءات للعمل بالتلفزيون وكان هؤلاء يمنحون عقودات خاصة تعطى لهم من خارج ميزانية التلفزيون من الاموال التي توفرها قناة الخرطوم الدولية، وفي عهد الدكتور أمين حسن عمر والاستاذ عوض جادين استمر النجاح في الجانب الاستثماري خاصة وان القطاع الاقتصادي كان يقوده الاستاذ محمد هاشم ابراهيم وحققت استثمارات التلفزيون نجاحات كبيرة ورفع عبئا كبيرا عن وزارة المالية وقد ارتفعت اجور العاملين بالتلفزيون بفعل نظام الانتاج الذي كان لا يساوي بين الذين يعملون والذين لا يعملون. أزمة التلفزيون الحالية هي أزمة ادارية وسيعود المسلسل من جديد ولا يظن احد ان تلك نهاية الأزمة لأن حقوق العاملين سوف تتعطل من جديد، وسنسمع حكاية أن وزارة المالية هي السبب وبقية الاسطوانات المشروخة، ان مسألة توظيف المال في التلفزيون وتفعيل الاستثمارات وعدم ترتيب أولويات الصرف هي الأزمة الحقيقية وسوف تظهر كل يوم أزمة جديدة لأن التلفزيون تغيب عنه المؤسسية ويدار بطريقة (رزق اليوم باليوم) لا يوجد تخطيط استراتيجي ولا توجد خطة لادارة العمل بمنهجية ادارية واضحة وبالتالي سوف تظهر مزيد من الأزمات والكوارث!! نحتاج الى رؤية جديدة تخطط للاعلام الحكومي بفهم وعمق، رؤية تستند الى المنهجية العلمية وتصطحب آراء الخبراء والمختصين رؤية تنظر للاعلام كلاعب خطير في النواحي السياسية والاجتماعية والثقافية والرياضية. الاعلام السوداني الحكومي في أزمة حقيقية واذا كان تقدم الولاء على الكفاءة هو الذي سيحكم المرحلة القادمة ايضا (فسلام على الاعلام). نحتاج ان نولي القوي الأمين الذي يضع مصلحة الوطن فوق أي مصلحة شخصية، ونحتاج لحوار موضوعي هادف من اجل اعلامنا الوطني. التلفزيون يحتاج الى خطة عمل وليس الى مسكنات ويحتاج الى ادارة وعلم ورؤية حتى يصبح تلفزيون السودان منبراً مشرقاً نباهي به بين الشعوب!.. آخر الدوائر * دفعت كوثر بيومي ثمن صدقها وغابت عن شاشة التلفزيون، كوثر بيومي مذيعة متميزة مكانها مازال شاغراً!! * أهداني المخرج الالمعي محمد سليمان دخيل الله كلمات ليس كالكلمات بملف (ونسة الاسبوعي) بالصحافة وهو يتحدث عن جهدنا في التوثيق، شكرا جميلا عزيزي دخيل الله وانت تكتب قصة الوفاء في زمن اصبح فيه الوفاء عملة نادرة! * اذاعة (ذاكرة الأمة) صوت ينبض بالحيوية أتمنى أن يبعد عنها حزب اعداء النجاح ويتركونها في حالها!! [email protected]