قالت مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، السفيرة منى عمر ، إن دول منبع حوض النيل لم تطرح على مصر فكرة إنشاء بنك للمياه، مضيفة أن «مبدأ بيع المياه مرفوض من قبل كافة دول حوض النيل وبالتالى فكرة إنشاء بنك لا تصلح»، وكانت دول منبع حوض النيل تعتزم التقدم بمقترح على دولتي «المصب» مصر والسودان لإنشاء بنك للمياه، وذلك كبديل للاتفاقية الإطارية الجديدة التى وقعتها 6 دول ورفضتها كل من مصر والسودان والكونغو، وتنص فكرة بنك المياه على إعادة التقسيم العادل لمياه النيل بين دول الحوض «مصر والسودان والكونغو وإثيوبيا وأوغندا وكينيا ورواندا وبوروندى وتنزانيا»، بالإضافة إلى إريتريا بصفة مراقب، بحيث تحصل كل دولة على الاحتياجات التى تلزمها من المياه لأغراض الشرب والزراعة ولأغراض تنموية أخرى، فيما تدفع الدولة التى تستخدم حصة أكبر من الحصة المقررة لها ثمن المياه الزائدة. ولوحت السفيرة بإمكانية استخدام مصر لورقة إريتريا، فى حال انضمامها كعضو يسقط النصاب القانونى للاتفاقية الإطارية التعاونية التى وقعتها ست من دول المنبع. وأقرت السفيرة منى ، بإن دور مصر فى القارة الأفريقية شهد تراجعاً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، ومن الشواهد على ذلك عدم حضور الرئيس السابق حسنى مبارك للمؤتمرات الأفريقية، وذلك فى إطار الدور العام المتراجع لمصر على جميع الأصعدة، وتابعت «كانت لدينا حالة من الهرم والعجز السياسى»، وأضافت أن مصر ستستعيد دورها فى أفريقيا، وذلك عقب ثورة 25 يناير التى أحدثت تغييراً شاملاً، وخاصة دورها فى دول حوض النيل التى تحظى بأهمية بالنسبة للقاهرة وتتعاون معهم، قائلة «ملف حوض النيل سيحظى بأولوية أكثر مما مضى». وأكدت أن موقف مصر القانونى فيما يتعلق بأزمة حوض النيل قوى، وذلك عقب توقيع ست من دول المنبع على الاتفاقية الإطارية التعاونية التى تخصم 16 مليار متر مكعب من حصة مصر فى مياه النيل وعن إثيوبيا، قالت انها تحتاج إلى تنمية أراضيها، والكهرباء تنقطع عن العاصمة أديس أبابا ومعظم المدن الأخرى لفترات كبيرة جدا، فضلاً عن حاجاتها الزراعية، ولذا فمن حقها إنشاء سدود، إلا أن تصريحات ملس زيناوى رئيس وزرائها تجاه مصر ينم عن رغبتها فى الزعامة». ووصفت السفيرة منى عمر زيارة رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف إلى السودان وبصحبته 7 من الوزراء ب»الناجحة جدا»، مشيرة إلى أن أدوات الدبلوماسية الناعمة لمصر فى دولة جنوب السودان الجديدة تلعب دوراً مهماً، فبعض قادة الجنوب تلقوا تعليمهم فى القاهرة وعاشوا بها لسنوات طويلة. وتحدثت عمر عن اعتزام مصر إنشاء عدد من المشروعات الزراعية والعقارية فى السودان بشماله وجنوبه، موضحة أن دولة السودان الجنوبيةالجديدة لا تزال فى طور الإنشاء، وبالتالى فإن احتياجاتها أكثر من شمال السودان، ولذلك فإن مصر ستولي اهتماماً خاصاً بها. وأوضحت أن مصر ستقوم بتنمية ومساعدة إقليم دارفور بجانب دور الجامعة العربية، بعدما تقوم بتأدية دورها فى الجنوب. وشددت على أن جميع القوى العالمية تتسابق على أفريقيا، لأنها تمثل المكان البكر الوحيد فى العالم بكل ما تملكه من أراضٍ زراعية وثروات معدنية وبترول ويورانيوم وغير ذلك. وأكدت أن الاستثمارات المصرية فى القارة الأفريقية زادت بشكل كبير، حيث تلعب شركتا المقاولون العرب والسويدى للكابلات دوراً كبيراً فى غينيا الاستوائية، فضلا عن القوافل الطبية الدورية التى تزور إثيوبيا