٭ في الحلقة الاولى وقف الحديث بنا عند إهداء البشير شبلين لملك الاردن عبد الله الثاني رداً على إهدائه عربة مصفحة للرئيس البشير، وكتابة الاستاذة آمال عباس كلمة في هذا الموضوع يوم الاحد 3/4 بعد يومين فقط من نشر الخبر في يوم 13/3 . وكنت هممت ان اكتب إلا ان عاجل المشاغل حالت دون الإنجاز تمامه: 1/ لفت نظر الملك مقعد السيارة المهلهل الذي اقلته والرئيس البشير الى بيت الضيافة وثقبين لرصاصتين اخترقا زجاج نافذة المقعد الامامي. وبعد إنتهاء الزيارة والعودة الى الاردن ارسل الملك في ايام قلائل سيارة مصفحة هدية رسمية للبشير. ملابسات هذا الإهداء ذكرتني بأبيات مشهورة في التراث لشاعر كان يجلس بمجلس سيد من سادات العرب اسمه (عمرو) لاحظ عرضاً تهلهل سروال الشاعر فكساه وازال عسرته. فقال الشاعر في مدحه. والمألوف العطاء بعد المدح (سأشكر عمرا ما تراخت منيتي) (أيادي لم تمنن وإن هى جلت) (فتى غير الفتى عن صديقه) ( ولا مظهر الشكوى اذا النعل زلت) (أى حاجتي من حيث يخفي مكانها) (فكانت غذى عينيه حتى تجلت) زلت النعل كناية عن الفقر. أين أغنياء السودان أرباب الاموال الطائلة من هذا؟! يبعثرون أموالهم في الفارغة والمقدودة. والسل ينخر صدور المعوزين، وقد ارتفعت نسبته الى 06% كما اعلنت وزارة الصحة بالصحف قبل أسبوع. وأوضح من هذا اعرف امرأة لها عدة بنات إحداهن مشلولة لا حراك لها معه تسكن واخريات في 8 منازل بناها تلميذي الارباب لجزاري جزارته لم يسكن بها احد منهم. اتت الى المنزل عقب عيد الاضحية. اعطيت قدراً من اللحم احتفظنا به لها. اخذت تتكرفه بنهم وزادت لا احد بالمنازل الثمانية ذاق لحماً في هذا العيد. والاعجب ان الملايين تصرف على الكرة. لا اعتراض. لاعتراض على إهمال القوت والمسغبة. كلابس القبعة بالاحراش مكشوف العورة، انظر ما قال الانجليز بكتاب (حكايات كانتر بري السودانية) عن العراة بجبال النوبة والجنوب. 2/ الدود ٭ للاسد في الفصحى اسماء عدة ليس منها الدود بينما في غرب السودان لا يعرف الاسد إلا بالدود، فهل هذا الاسم مما اهملته المعاجم؟ أم هذه لهجة خاصة بغرب السودان؟ وهى من المشترك المعنوي، ومن أسماء الاضداد التي تجمع بين المعنى ونقيضه كالسليم يقال للصحيح والملدوغ، وكلمة الدود تعني اضعف واحقر الاحياء وتعني الاسد اقوى واعظم المخلوقات، بل ان كلمة الدود ابلغ في إبراز المهابة من كلمة الاسد المبتذلة بالتداول. وبالتجربة كتب استاذ بالمدرسة الاولية بكردفان جملة (الولد لمس الاسد) كما جاءت بكتاب الاطفال سابقاً، فقال تلميذ بالفصل (هذا كذب) قال الاستاذ بدهشة: لماذا؟ قال التلميذ: لا احد يلمس الدود. فكان نقداً بالفطرة للمنهج، وقالت الاغنية (الدود قرقر حبس الدرب) ولم تقل (الاسد). وكان اسم الجبل لى (الدود) اطلقته الجدة لام فاطمة محمد سرورة المشهورة بالنبة فردده اترابي فعرفت به بينهم. وما تزال الاخت حليمة بت آدم تناديني به وفاء للتعبير عن كريم صلتنا بها. كما كانت الجدة تقول قبل ان ابلغ سن اليفوع (جرو الاسد) والجرو اول مراحل العمر للاسد بعد الميلاد. فاذا قوى كان شبلاً، قديماً قال المتنبي في مدح فاتك الرومي بالفيوم جنوبالقاهرة:( القائد الاسد غذتها براثنه) (بمثلها من عداه وهى اشبال). ٭ بقى ان اقول قرأت بجريدة الصحافة بتاريخ السبت 2/4/1102م تحقيقاً عن السل ص 7 بقلم رجاء كامل بعنوان (الدرن« السل») يتمدد والسلطات تتفرج!!) جاء فيه بالحرف (توقع وزير الدولة بوزارة الصحة د/ الصادق قسم الله ارتفاع نسبة حالات المرض من 06% الى 07% ورأى ان تزايد الحالات يعد دليل عافية)، تناقض آمل ان يكون لغلطاً في التعبير لا مغالطة في الفكر والتفكير. اقول هذا إلحاقاً لقولي بالفقرة (1): أين أغنياء السودان من هذا؟! نواصل رقم 3 عن ابيات الحاردلو ورقم 4 موقف الملكة رانيا من الاشبال بالقصر في الحلقة الثالثة والاخيرة ان شاء الله. والله من وراء القصد بروفيسور عبدالله عووضة حمور