لم تسترع دعوتنا لبناء (منبر الوسط) اهتمام قطاعات كبيرة : من ردود فعل كثيفة واتصالات متعددة فحسب ، لكنها استرعت توجسات عند بعض الحادبين على الرؤية وبعض الذين سقط في أيديهم فتحسسوا رؤوسهم. كما أن بعض الأخوة في الحركة الاتحادية (المتشظية،الجريحة) قد راعهم هذا التحرك فعمدوا بحسن نية إلى استباقه بدعوات مماثلة أو بتجديد فرص (ما يسمى بالوحدة الاتحادية) ونحن نريد أن نؤكد على حقائق محددة تفرق تحركنا من أمانيهم وهي: أولاً: أية وحدة اتحادية مدعو لها الآن وغير مدعو لها السيد محمد عثمان الميرغني راعي طريقة الختمية ورئيس القطاع الأكبر في الحركة الاتحادية لا تعني أكثر من استقطاب الاتحاديين بين حزبين( صغيرين) في أحسن الأحوال. ثانياً: أية وحدة اتحادية مدعو لها الآن ومدعو لها السيد محمد عثمان الميرغني راعي طريقة الختمية ورئيس القطاع الأكبر في الحركة الاتحادية لا تعني سوى (تكرار) المحاولات المتعددة التي لا تعني سيادة السيد في شيء، وهو غير معنى بها وغير متحمس لها ،لأنها في النهاية تحد من صلاحياته المطلقة في حزبه (المحدود) وتعني أكثر أن يعيد السيد الكرة إلى ملعب الاتحاديين بعد أن حازها لعقود متكررة. ثالثاً: إن توجهنا في منبر الوسط الاتحادي يعني حيادية موقفنا من السيد محمد عثمان وترك مسئولية حزبه عليه وتبرئة الاتحاديين من أية نتائج لقيادة السيد محمد عثمان، وهى قيادة ألفناها أحقاباً حتى هرمنا،فما قدّمت لنا إلا التوترات، ولا للحزب( فكرة)،ولا للوطن عقال بعير. وبدون انهزامية أو انبطاح فهذا التوجه الجديد يعني ميلاد حركة راشدة تتميز( برؤية ) واضحة و(برنامج ) لبناء نظام سياسي بديل للنظام الحالي بما فيه- السيد محمد عثمان وطائفته السياسية. وهذه :وحدها ( وحدة اتحادية) للفكر الاتحادي والإرث الاتحادي وتبرئة للحركة الاتحادية من أية شوائب ومخازي اقترفها قياديو الحركة الاتحادية من مشاركات في الأنظمة الشمولية ومحاربة للتوحد وإفراغ للحزب من رؤاه الوحدوية والتاريخية. رابعاً: الشباب غير معنيين بتخبط الحركة الاتحادية في طريقها إلى الوحدة أو الزوال لذلك فنحن لا نريد لهم أن يبذلوا غاية جهدهم للدفاع عن حزبٍ يرى المستقبل أن لا وجود له في أذهانهم ناهيك عن ضمائرهم . وفي الحقيقة فإن الدعوة للملمة الحزب الاتحادي الديمقراطي لا مثيل لها إلا محاولة لملمة بقايا الحركة الإسلامية لإصلاح الإنقاذ والدفع بها نحو الاستمرار في السلطة المتهالكة والمبعثرة بين أيديهم. وذلك لأن النظام السياسي في السلطة أو المعارضة يحتاج إلى بديل. وهو ليس للحكومة أو لقائد المؤتمر الوطني وإنما البديل ( نظام سياسي متكامل) يرث النظام الحالي الذي فرط في وحدة الوطن، وفي وحدة وتدامج شعوبه وفرط في استثمار ثرواته وأصيب بالعجز التام في انتظار الكفن والحنوط. ولعل إجابتي على كثير من أسئلة الشباب عن إمكانية أن تستمر قوى (ما يسمى بالمعارضة) في مرحلة ما بعد التغيير تتلخص في الآتي من خطوات: 1-إن محاورة النظام، تبقي على بعضه، مما يتيح له الاستمرار في المستقبل تحت مظلة الديمقراطية المفترى عليها. (إنظر التجربة التونسية والمصرية) 2- إن تفويض أو تكليف المعارضة التقليدية بمحاورة النظام جزئياً أو كلياً يؤدي إلى سرقة منجزات التغيير والشباب. (أنظر أحزاب اللقاء المشترك باليمن) 3- ضرورة العمل على تنوير قطاع نريده:زاب الشبابية التي تسعى، فاشلة، في التغييرالداخلى، بواجبها أن تنضم كتكتل إلى ساحة التغيير بدون الارتباط بقياداتها أو مؤسساتها الحزبية العقيمة . 4- ضرورة توحيد الجهود في شكل تحالفات بين قوى التغيير من شباب الأحزاب، العامل على التغيير، ومؤسسات المجتمع المدني ومنبر الوسط والأحزاب المعارضة الرافضة للحوار. 5- ضرورة بناء المنبر بما يتوافق ومهامه في قيادة قوى التغيير. 6- على القوى الحية التي تتحاور مع المعارضة أو النظام في مستوى مستشارية الأمن أو المستوى الحزبي أن تنفض يدها من هذه (الدوامة) وأن توفر جهدها لبناء منظومة التغيير والتوجه نحو بناء نظام سياسي جديد يرث النظام الحالي. 7- التواضع على ميثاق التغيير والعمل على برنامج للتغيير وتوظيف الجهود من أجل تنمية آليات التغيير والثورة. معالم النظام السياسي الذي نريده : 1- الإيمان السياسي بأن مشروع دولة القطر قد تهالك على مستوى الوطن العربي وعلى مستوى السودان. بل إن تهالك المشروع في السودان قد أدى إلى تفتيت وحدة الجغرافيا السياسية ، مما نتج عنه ضمور في الهوية والوطنية . وعلينا إيجاد البديل والعمل على إنجاز الفضاء المتسع،أساس وحدة وادي النيل من منطلق التدامج الشعبي والتواصل الجغرافي والبناء التنموي الواحد لخلق تأريخ جديد يبدأ بوحدة مصر والسودان ثم العمل على ضم جنوب السودان والقرن الإفريقي في المستوى الثاني لتأهيل الفضاء النيلي ليكون (هوية أصيلة) وقادرة على إعطاء الإنتماء وخلق التنمية المستدامة. 2- الإيمان بالدور الريادي والقيادي للسودان الكبير المتسع ، الذي يسع الجميع، في المستوى العربي والإفريقي وخلق قوة سياسية قائدة على المستوى العالمي. -. العمل على تحقيق ديمقراطية حقة على مستوى الحاكم،والمشاركة ودور ريادي لمنظمات المجتمع المدني وخلق منظومة إعلامية مرتبطة بقضايا التنمية السياسية والاقتصادية وقادرة على عكس وتنمية الحوار من أجل (الهوية النيلية) المنبثقة من روح التحدي التأريخي لتصحيح مسار الإنتكاسة التي خلقها صعود نجم الآيديولوجيات المتعصبة والتي حكمت بالقهر وسلبت الحريات فأضعفت المبادرات الإنسانية.