٭ بعد سنوات عجاف للكرة السودانية امام نظيرتها التونسية ممثلة فى فرق الدولتين التى تشارك فى البطولات الافريقية والعربية والتى ظلت تتجرع فيها فرقنا الهزيمة تلو الاخرى، بعد تلك السنوات تصدى الهلال إلى المهمة، مهمة اعادة الهيبة للفرق السودانية. وبالفعل نجح في ذلك وثأر لنفسه والمريخ، وذلك عندما جندل أحد أكبر الفرق التونسية الا وهو الافريقي، وأزاحه عن طريقه فى سبيل تحقيق بطولة دوري أبطال أفريقيا. وهلال السودان بالأمس كان فارس حوبة، إذ نجح فى المحافظة على النصر الغالي الذى احرزه بام درمان على الافريقي، بل فى شوط المباراة الأول أذاق لاعبي الافريقي الامرين، ولعب بتنظيم محكم مكنه من السيطرة على مجريات المباراة. وحقيقة سعدت للروح التى لعب بها أبطال الهلال الذين شكلوا حضوراً فى كل شبر من أرض الملعب، وقادوا العديد من الهجمات التى لولا سوء الطالع لتمكنوا فيها من احراز اكثر من هدف، الا انهم نجحوا فى انهاء الشوط الأول بهدف سادومبا الذى لعب فيه النجم أتير توماس دوراً كبيراً. ٭ فوز الهلال على الافريقي يعتبر انجازا، وذلك اذا نظرنا الى السجل الحافل من الانجازات للفريق التونسي على الصعيدين الافريقي والعربي. وبالأمس القريب استطاع الافريقي التفوق عن جدارة واستحقاق على ثاني أكبر فريق افريقي من حيث الانجازات، ألا وهو الزمالك الحائز على دوري أبطال أفريقيا خمس مرات، واقصاه من هذه البطولة، ليأتي هلال السودان ويجندل الافريقي ليلحقه بالزمالك المصري. ٭ مدرب الموج الأزرق نجح فى قيادة الفريق الى دور الثمانية، وكذلك مجلس الإدارة كان له دور كبير فى ذلك. وعندما حاول البعض استفزازه لم يستجب وواصل عمله الذى توج بوصول الهلال الى مرحلة المجموعات لدوري ابطال افريقيا، وكذلك لم ينفعل مجلس ادارة النادي عندما رفض فريق النسور تأجيل مباراته مع الموج الازرق فى الدوري الممتاز، مراعاة لظروف الهلال ومشاركته فى البطولة الافريقية. وحينها كما ذكرت لم ينفعل رجال الهلال، والتزموا بأداء المباراة التى أمطر فيها الفريق شباك النسور بخماسية، فتحت شهية اللاعبين لأم المعارك التى كان مسرحها ملعب رادس بالعاصمة تونس. ٭ الجهاز الفني للهلال بقيادة ميشو وفق فى قيادة الفريق، وكانت المباراة الودية التى أداها بالقاهرة وهو فى طريقه إلى تونس أمام حرس الحدود المصري، خير إعداد للفريق قبل معركة العبور. ٭ لاعبو الهلال كانوا عند حسن الظن بهم، وأدوا المباراة بكفاءة عالية، ونفذوا خطة الجهاز الفني بمهنية عالية، وزادوا عليها بجماليات الأداء، لأنهم يتمتعون بفنيات ومهارات عالية ساعدتهم على امتصاص حماس لاعبي الأفريقي، فالمعز حارس المرمى أسهمت جديته فى أن يؤدي المباراة بصورة طيبة، واستطاع أن يبعد عدداً من الكرات عن مرماه، ونتيجة لذلك لعب خط الدفاع بثبات، ونجح بدوره فى إفساد هجمات الفريق التونسي بحسن توقيته وتوقعه وانقضاضه السليم.. فالتحية للرباعي مساوي وسامي وأسامة وعبد اللطيف، وأيضا خط الوسط الذى نجح فى السيطرة على منطقة المناورة والانتقال بالهجمة سريعا الى الامام، مما شكل خطورة كبيرة على جبهة الافريقي، فكان المتألق أتير توماس الذى نجح فى اداء المباراة بدرجة امتياز، كيف لا وهو صاحب تمريرة الهدف الهلالي، وايضا عمر بخيت كان كالعهد به فارسا مغورا، والى جانبه خليفة صاحب الانطلاقات المزعجة للخصوم، وهيثم مصطفى الذى صال وجال فى شوط المباراة الاول، إلا أن أداءه انخفض فى الشوط الثاني. وفى المقدمة الثنائي كاريكا الذى أزعج الدفاع التونسي، وفى نفس الوقت افسد العديد من الهجمات للافريقي بمساندته لخطي الدفاع والوسط، أما المبدع سادومبا فكان خط هجوم بحاله، واستطاع إيقاف رباعي الدفاع التونسي فى منطقته مما اسهم فى اراحة جبهة الهلال الدفاعية، وحتى البدلاء الذين دفع بهم ميشو فقد كانوا عند حسن الظن بهم. فهنيئاً للهلال بهذا النصر المؤزر، واتمنى أن يتوج بكأس دوري أبطال أفريقيا، خاصة أن الهلال ومن واقع المستوى، اقرب الفرق الأفريقية الثمانية للفوز به.