يترقب العالم بشغف عالٍ ماستقوله «بيبا ميدلتون» شقيقة كاثرين ميدلتون زوجة الامير وليام ، بعد تلقيها عرضا لايصدق قدره 5 ملايين دولار مقابل مشهد إباحي واحد لصالح شركة «فيفيد انترتيمنت» الامريكية العاملة في مجال انتاج الافلام ، جاء ذلك عقب ظهور الاخيرة في حفل زفاف شقيقتها وخطفها للاضواء ، بينما لا احد هنا بجنوب كردفان يعلم متي كان ذلك الزفاف دع عنك متابعة ماخلفه فالكل هنا ينتظر بذات الشغف ما ستقوله مفوضية الانتخابات، انتظار يختلف فيه الجميع فهناك من ينتظر قابضا علي الزناد واخرون تحاصرهم الحيرة والخوف مما سيأتي وينتظرون وايديهم فوق خدودهم . لكن اللجنة الامنية بالولاية تتحدث عن هدوء الاحوال وعدم وجود ما يخيف حتي الان فرئيسها تاو كنجلا تحدث ل»الصحافة» امس واكد ان الاوضاع مطمئنة وكشف عن قرارات اتخذتها اللجنة امرت خلالها جميع القوات بعدم دخول الاسواق وتقليل المظهر العسكري بالمدينة ، مع ذلك فان الحرب لا يمكن استبعادها بشكل كامل لانها السيناريو الارجح والمتوقع مهما استبعدها السياسيون كلما تحدثوا ،لكن يمكننا ان نتفق معهم بشكل جزئي فلاشئ يدعو للقلق حاليا ولازال هناك متسع من الوقت والانفعال لم يسيطر علي عقول الكثيرين حتي الان ،واغلب الاطراف لازالت قادرة علي ضبط نفسها لكن مع ذلك لا احد من المواطنين يمكن ان يلامس عقله مفردة الحرب ويعبر لك بعدها عن خوفه من مستقبل الايام القادمة ، فالجميع سبق وان ذاقوا مرارتها ويعرفون جيدا ما تعنيه الحرب ، اخبرني شاب في الثامنة والعشرين من عمره يعمل بائعا في متجر صغير بكادقلي يدعى صلاح محمدين عن خوفهم من ان تقود الخلافات الحالية المنطقة الي مواجهات مسلحة ، وزاد ستكون هناك حرب افظع من السابقة ، واضاف كل الجيوش داخل المدينة ، سألته لكن ما الذي يجعلهم متشائمين فكل الاطراف تؤكد علي انها لا تريد المواجهة رد سريعا «بل انهم سيتقاتلون»، وتابع هل شاهدت حركة الناس التي تغادر الولاية والجيوش التي دخلت الان هل هي لتأمين الانتخابات ؟ مضيفا نحن من شاركنا فيها ورفضنا العنف ومرت كل ايامها بهدوء وهذا يعني اننا لن نفتعل العنف كمواطنين ، ذات الخوف تلمسته عند عدد كبير من المواطنين فمكاتب حجوزات السفر زوارها ارتفعوا عن المعدل الطبيعي بشكل لافت ولاتوجد اماكن شاغرة الا بعد 48 ساعة بالاضافة الي ان عددا كبيرا من المحلات يغلق ابوابه باكرا وهناك من لم يستأنفوا اعمالهم بعد ، نهار الاربعاء كنت اراقب نقاشا دار بين عدد من الشباب في احد المقاهي بالسوق «الشعبي كادقلي» وكان جل حديثهم ينحصر في قدرتهم علي انهاء حفل زفاف ساهر في الليلة السابقة «الثلاثاء» دون ان تطلق فيه اعيرة نارية ، وعندما سألت احدهم عن الشئ الذي دفعهم لفعل ذلك فهم لا ينشغلون بالسياسة كما اخبرني احدهم واكد عدم انتمائهم الي اي مجموعة حزبية وقال فقط نحن ابناء هذه المنطقة وعدنا منذ فترة لنشارك في الانتخابات وندعم الاستقرار ،كانت اجابته «ظاهرة اطلاق النار» في المناسبات تعد تقليدا متعارف عليه لكن هذه الايام يمكن ان يتسبب في نشر الذعر وسط المواطنين او يستغل كذريعة من اي طرف ليقود المنطقة للعنف ، واضاف هذا ما دعانا للقيام بالامر حتي نفوت عليهم فرص المواجهة قالها بطريقته « المتحيل بتبكي القشة وما دايرين واحد يستغلها» لنتمعن ما قاله اولئك الشباب قبل قراءة حديث كودي توتي وهو ايضا من ابناء الولاية اعتبر ان الحرب القادمة ان اشتعلت ستكون هي الحرب الحقيقية ويضيف في حديثه الغاضب لن نسمح لاحد ان يشعل ارضنا مرة ثانية انهم يريدون ان يتلاعبوا بالانتخابات دون حساب للمواطنين ، اذن لا احد يستبعد الحرب ، نقلت كل هذه الاراء وسألت مرشح الحركة الفريق عبدالعزيز الحلو داخل مؤتمره الصحفي ظهر امس ، واستبعد في رده سيناريو العنف وقال « الحديث عن العنف غير وارد ونحن نمارس عملا تحكمه اتفاقية السلام والدستور الانتقالي» ، واوضح ان الاختلاف الحالي حول شفافية العملية من عدمها ، معتبرا ان موقف حزبه يسنده القانون ، قبلها اعلن الحلو عن رفضهم لاي نتائج تعلنها المفوضية ، ودعا المواطنين لرفضها ، تاركا الكرة في ملعب المفوضية الا ان حديث الحلو يعبر عن موقف الحركة لكن انفجار المنطقة الذي لا تخطئه عين الان ليس بمقدور الحركة او الوطني اخماد النيران التي ستشتعل هنا ، هذا ما تحتاج ان تفهمه المفوضية فالارقام التي رصدناه تشير الي ان من شاركوا في العملية لم تقودهم وعود او خدمات ينتظرونها بل هم ناخبون يختلفون تماما عن ناخبي البلاد ، فالجميع رغم الامية المنتشرة وسط قطاع واسع كانوا يعرفون اين وضع صوتهم واي شعار تم اختياره هذا ما تقوله اعينهم ويعبر عنه صمتهم فالامين العام للحركة الشعبية ياسر عرمان عبر الهاتف قال لي ان هذه القضية عمرها مئات السنين واضاف لكن يبدو ان المفوضية تجهل ذلك هذا عقب قرارها باستئناف العمل رغم مقاطعة الحركة مما يشير الي انها في حيرة من امرها فمجموع احزاب الولاية تضع المفوضية في قفص الاتهام وسبق ان حذرت نائب رئيس المفوضية عبدالله أحمد عبدالله من المآلات المحتملة بالمنطقة داخل اجتماعه معهم. وطالب الامين العام للمؤتمر الشعبي بجنوب كردفان عوض يوسف الجميع لتفويت فرصة الانزلاق الي العنف وتجاوز الأزمة وفقا للقانون، واضاف لجنة الانتخابات تعاملت مع الامور بمرونة وتساهل مما اوصلنا الي هذا الحد الخطير وحذر من انزلاق الاطراف الي العنف مبينا مساعيهم للجلوس مع كافة الاطراف لتجاوز الأزمة . لكن حتي الان لا جديد علي السطح فالأزمة التي انطلقت في اليوم الثاني لعرض النتائج وفتح المظاريف لم تبارح مكانها كما ظن الكثيرون ، بل زادت تعقيدا مما هي عليه الان ، بالاضافة الي شئ مهم للغاية فالمفوضية نفسها لا تملك طريق حل فعقب اتفاقها الذي تجاوزت به الأزمة في المرة الاولى منتصف الاسبوع الماضي عادت وتنكرت للاتفاق مما دعا السكرتير السياسي للحركة ارنو انتقلو الظهور في مؤتمر صحفي امس الاول وكال الاتهامات تجاه المفوضية ، من جانبه اعتبر مستشار رئيس الحركة قمر دلمان المفوضية ضلعا ثالث في تنفيذ مخطط تزوير نتائج العملية الانتخابية ، ونقل ل»الصحافة» احد اعضاء الاجتماع المواجهة التي دارت داخل اجتماع المفوضية والحركة وقال وضحنا له اعتراضاتنا ورفض اللجنة الولائية لحسم تلك الاعتراضات كما هو متفق عليه في اخر اجتماع قبل 72 معكم لكن بروف عبدالله تنكر لذلك الاتفاق وتهرب ولم يكمل الاجتماع بحجة مواعيده بالاحزاب وهناك واجهته الاحزاب بذات الموقف من هنا بنت الحركة اتهاماتها تجاه الاتفاقية ودمغها بالسعي لتزوير العملية فالحركة رغم حديث منسوبيها بثقة عالية علي قدرتهم علي منع التزوير اثناء عملية الاقتراع التي استمرت لثلاثة ايام عن طريق المتابعة والتقصي والتصدي للامر فهو كان اكثر دقة من جلب المواطنين للادلاء باصواتهم لكن يقول دلمان نحن لا نتحدث عن الصناديق فتلك مرحلة استطعنا ان نتجاوزها بقدرة عالية وفائقة لكن الان هناك نتائج قمنا بالتوقيع عليها بالمراكز وعند فتحها امام اللجنة تفاجأنا بعدم وجود تواقيع وكلائنا وهذا تزوير فاضح بالاضافة لتعديلات بقلم حبر ازرق لعدد من الارقام ، كل هذا ما دعانا للتمسك بموقفنا فنحن ندافع عن حقوق شعب الولاية وليس الحركة . ما يمكن قوله الان هو فشل المفوضية في نزع فتيل الأزمة ، ولم تفلح ايضا في اختيار الطريق الصحيح حتي الان فالحركة متمسكة برفضها والمواطنون يملأهم الخوف ، ولاشئ في الافق سوي نذير المواجهات ان اقدمت المفوضية في طريقها هذا واعلنت النتائج فالحركة رفضتها استباقا وطالبت بالشفافية في كل الخطوات وقال الحلو « مايهمنا هو شفافية ونزاهة العملية قبل من الفائز» ، بعض المصادر تتحدث عن مبادرات متوقعة خلال الساعات القادمة لكن هي ايضا لن تستطيع ان تفعل شيئا ان لم يعد عقل المفوضية الي صوابه وتعمل علي تصحيح اخطاء لجنتها الولائية هذا ما يقوله الشارع هنا .