٭ أبدى اللواء أمن «م» الطيب الجزّار وزير التخطيط العمراني بولاية النيل الابيض سعادته، عندما تم توقيع عقود تنفيذ كهرباء أحياء وقرى النيل الأبيض الأسبوع الماضي، وكم كنت أتوق لحضور التوقيع حتى اسمع و«استمتع» بسماع اسم مدينتي وهي تتلقى «الوعد» ثم «البشارة» بإنارتها من المستشفى وحتى الجميزات العتيقة والعريقة التي تظلل مدرسة البنين وبوستة وكبانية الكوة، عندما كان يدير آلياتها «القديمة» وقبل دخول التكنولوجيا والهواتف المحمولة الاخ «عبد السخي» الذي كان يجد متعة لا توصف في متابعة المراكب والمعدية «البنطون» على صفحة النيل الأبيض عبر شباك مكتبه الصغير المطل على الشاطئ الذي تحنو عليه أشجار الجميزات «باص ويرد» مدينتي. ٭ أعلنها الجزار من قبل ولكن شاب الإعلان بعض «العثرات» مما جعل «الحديث» يتراجع و«الحدث» يراوح مكانه، وأهلي يتمسكون بإنارة المدينة تحت «بند» السهل اليسير من «المال المدفوع»، الأمر الذي وضع «خطاً أحمر» تحت الطلب، وأوقف «بداية الموعد المضروب» لانسياب التيار داخل «شبكة» ظللنا نتابع بدايتها ومنتصفها ونهايتها، حتى انتهى العمل فيها تماماً، إذ داعب خيال أهلي امتلاك كل ما من شأنه أن يدور ويعمل ويشحن بالكهرباء، مما ادى ل «تغيير» طلب الهدايا القادمة من الخارج الى «آي باد» و«إم بي ثري»، خاصة أن مدينتي تتعطر في أمسياتها يومياً بأغنيات الراحل المقيم مصطفى سيد أحمد مع هدير المولدات، وتتمدد من منزل عبد الباسط أبو سندلة غرباً وحتى مركز البوليس شرقاً، ومن منزل «حاجة زكية بت همام التبيشة كما يحلو لأهلي في المدينة تسميتها» جنوباً وحتى منزل «الماظ» شمالاً. ولكنه الآن وبعد إعلان مدته «أسبوع واحد» ستنتهي معاناة أهلي، وحسب ما ورد على لسان الوزير «فهل يتحقق»؟ ٭ أبدى الوالي حماسه لتعمير ولايته وتوفير الخدمات الاساسية لمواطنيه من تعليم وكهرباء ومياه، واعتمد «مدناً» بعينها، ولم يذكر مدينتي الكوة التي ترتوي وفق «جدولة» ساعات معينة، ومن فاته ملء «مواعينه» وهو في مناسبة، ما فما عليه إلا طرق أبواب الجيران أو عليه ب «البحر» فإنه أوسع ما يكون ليشكو له أمنياته والحلم بعيد المنال بانسياب ماء من حنفيات منزله التي تغشاها المياه ساعات قلائل وتودعها بأسرع من ذلك. ٭ يجب أن تحسبها الولاية «صاح» ولا تلجأ لسياسة «الخيار والفقوس»، فما على ظهرها من «دين» وواجب لمواطن بحر أبيض، عليها أن تؤديه وعلى أفضل وجه، طالما انها تملك المال الذي «بدّل» مستشفى كوستي الى آخر دفع الوالي «فرحاً» إلى دعوة الجميع لمشاهدته. ٭ الولاية ليست كوستي وربك والجبلين وتندلتي والدويم والقطينة وأم رمتة، الولاية من أغنى الولايات بالقرى والمدن من حيث الكثافة والعدد، وجميعها تقف في صف انتظار الخدمات الأساسية التي وعد الوالي بتنفيذها، فهل يستطيع سيادته الوفاء بما التزم به، أم أنها «لحظات التوقيع» وضوء «الفلاشات» هو ما حمله على «التصريح»!! ٭ همسة: ليل مليء بارتعاشات الزمن.. وفجر يخبئ وميض أمل قديم.. وعند البداية يلوح الطريق.. ذكرى أيام خلت...