الناس شركاء في الما ء والنار والكلأ ، هذه من نعم الله الكثيرة علي عباده لكني هنا اقتصر الحديث علي الماء والكلأ ، فاذا نظرنا لولاية النيل الأزرق نجد مساحتها مقسمة علي عدة: أقسام أراضي زراعية ، جبال وتلال ، غابات ، نيل وخيران ، مساحات سكنية لمدن وقرى الولاية ، وما تبقي منها للرعي ، فالزراعة والرعي من الأهمية بمكان لأنهما من الحرف التي تدعم اقتصاد الوطن ولا يمكن الاستغناء عن واحدة فضلا عن بقية الأنشطة التعدينية أو غيرها .. هذه المساحة المقسمة نصيب المراعي فيها قليل مقارنة بالمساحات المخصصة للزراعة من مشاريع مزروعة وأخري بور لايمكن استغلالها للرعي . الأنعام بالولاية لاتجد متسعا من المساحات للرعي نسبة لاستغلال غالبية المساحة الكلية للولاية لما ذكرته من تقسيمات ، فاليوم وبعد انفصال الجنوب عادت أعداد كبيرة من قطعان الماشية كانت تتنقل مابين شمال الوطن وجنوبه من المصايف للمخارف في رحلات موسمية منتظمة بحثا عن الماء والكلأ ولكنها اليوم انحصرت داخل هذه المساحة المخصصة لها والتي لاتكفيها .. هنالك بعض المسارات التي سيتم انشاؤها ولكنها عبارة عن طرق لمرور هذه الأنعام الباحثة عن المراعي الشاسعة ذات الماء والكلأ الذي يغنيها عن الوطن القديم الذي عادت منه .. وهذه الحيوانات « الضان - الأبقار- الابل - الماعز وغيرها» تتواجد الآن بمحلية التضامن لأنها المحلية المجاورة لولاية أعالي النيل وطبيعتها تقل فيها الجبال وتكثر بها المشاريع الزراعية .. وهنا لابد للاخوة في وزارة الثروة الحيوانية والسمكية ووزارة الزراعة والغابات بالولاية ومحلية التضامن والادارة الأهلية واتحادات الرعاة والمزارعين بالولاية ان يعملوا سويا علي معالجة أمر الرعي والزراعة حتي يجد كل من الراعي والمزارع حقه لان المزارع يحتاج للراعي والراعي يحتاج للمزارع ومحلية التضامن مسؤولة عن الرعاة والمزارعين ، ووزارتا الثروة الحيوانية والسمكية والزراعة والغابات بالولاية لاتنفصلان عن هذه المسؤولية لان العلاقة تكاملية، والادارة الأهلية تقوم باصلاح ومعالجة كل الخلافات الصغيرة التي تنشأ بين الرعاة والمزارعين لذلك لابد من تكاتف جهود الوزارتين ومحلية التضامن والادارة الأهلية لايجاد مساحات للرعاة مقارنة بالمساحات الزراعية أيضا علي المزارعين الذين يتركون بعض مساحاتهم بورا ان يتركوها للرعي حتي اشعار آخر كذلك علي الرعاة الابتعاد عن الزراعة وعدم التعدي عليها حفاظا علي الانتاج ..وهذا ما نريده ان يكون في كل أنحاء ولاية النيل الأزرق لخلق علاقة اقوي وامتن بين الرعاة والمزارعين لكي نحافظ علي ثروتنا الحيوانية وانتاجنا الزراعي وينعم المواطن بالزرع والضرع واللحم ، لان الوزير والمعتمد والمواطن والشيخ والعمدة يحتاجون للزرع والضرع واللحم لذا من الواجب الجمع بين الراعي والمزارع .. ويتمني الجميع من المسؤولين المهتمين بالشأن الزراعي والرعوي بالولاية ضرورة الاستفادة من الدعم الأوروبي الذي سيخصص لفتح مسارات للرحل والرعي بمواصفات ولابد للوزيرين ومعتمد محلية التضامن والادارة الأهلية المسارعة وتحديد الخرائط اللازمة لفتح هذه المسارات والاتفاق عليها حتي لا تضيع وتفلت هذه الأموال بسبب عدم الاتفاق علي حدود ومواصفات المسارات. ودعوة اخيرة لمعتمد محلية التضامن ان يعمل علي ايجاد مساحات لسكن واستقرار اصحاب هذه الماشية لانهم بعد ذلك لايمكنهم الذهاب للجنوب الذي اصبح دولة لها قوانينها وضوابطها .