لازال ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية يحكم قبضته على المواطنين الذين باتوا يتساءلون عن الجهات المسؤولة عن صناعة الغلاء الذى بات يشكل هاجسا للمواطن فى الوقت الذى ينادى فيه المسؤولون بمعاقبة المتلاعبين «بمعايش العباد » . «الصحافة » التقت مجموعة من المواطنين الذين ابدوا استياءهم بسبب الزيادات التي طالت كل السلع ما ادي لحالة هلع وقلق مما يمكن ان يحدث فى الايام المقبلة، وفي حديث للصحافة قال المواطن عصام محمد ان ارتفاع اسعار السلع متواصل بصورة خرافية بالرغم من الحديث عن الموجهات والعقوبات وهو حديث بات متكررا ولا طائل منه ، واكد عصام ان جميع السلع التجارية المحلية والمستورة شهدت قفزات فى السعر وبات المواطن عاجزا عن شرائها على الرغم من ضروريتها وبعضها لا يمكن الاستغناء عنه، ويري عصام ان اغلبية المواطنين باتوا تحت خط الفقر ويعيشون حياة شظف وضنك ويعتمدون على الاولويات فى المأكل والمشرب وبات الناس غير آبهين بالتمتع بالطيبات التى تحظي بها مجموعة محدودة في ظل الغلاء الذى اكتسح الاسواق. لم تؤثر زيادة الاسعار على الزبائن فقط بل تضرر التجار من تلك الزيادات بصورة ادت الى اغلاق كثير من المحلات الخاصة بالذين عجزوا عن تسديد ماعليهم من التزامات نسبة لضعف القوة الشرائية حيث تراجعت الكميات التى كان يتم تسويقها من السلع، وطالب عصام الجهات المختصة ان تحارب هذا الغلاء الذى ضرب الاسواق . يس عبد الرازق موظف قال انه كان يترك لزوجته 15 جنيها تشتري منها الخضار والخبز ، وبات المبلغ غير كاف مضيفا ان العام الدراسى على الابواب ما يعني انه سيغدو محاصرا تماما ، وقال أحمد ابوبكر ان كل شئ اصبح غاليا والحياة بهذا الشكل تجعل الانسان يحس انه في حالة عجز امام الطلبات الاساسية للاسرة ، فمعظم الناس اتجهوا لممارسة عمل اخر لسد العجز الناتج عن ارتفاع السلع ومع ذلك لافائدة .المواطن عبد الوهاب موسى شن هجوما علي سياسات الدولة الاقتصادية التي قذفت بالمواطنين الي غياهب الفقر والعوز واصفا تلك السياسات بانها سياسات افقار للشعب الذي بات في جميع شرائحه يحلم بالهجرة وترك السودان لاثرياء المؤتمر الوطني، واشار عبدالوهاب الي ضرورة مواجهة سياسات الحكومة ولو تطلب الامر التضحية ، ماضيا للقول ان الحكومة غير آبهة بتغيير سياسات الافقار التي تتبناها في وقت قريب ، من جانبها تساءلت ليلي محمد ابراهيم لماذا تتزايد بائعات الشاي والطعام في شوارع الخرطوم يوما بعد يوم ؟ هل هو حب للرهق بين كشات المحلية ورسومها المتكررة؟ لتعود وتجيب علي استفسارها بانه الواقع المعيشي الصعب الذى لايستطيع مجابهته فرد واحد . وقال محمد حاج الامين ان علي الجميع ان يعودوا انفسهم علي هذه المعيشة ويعملوا علي زيادة دخلهم ولاينتظروا من احد ان يعمد الي اصلاح الامور والانحياز للفقراء فالدولة عاجزة عن ذلك التوجه. اصحاب المحلات والبقالات اشتكوا من ان هنالك سلعا توقف الاقبال عليها وباتت تشكل لهم اسباب خسارة وكذلك دفاتر الديون التي اصبحت تشكل حضورا اكثر من الشراء نقدا، واشار اصحاب محلات الجملة الي ان هناك ارتفاعا في كل السلع دون استثناء، وقال محمد العطا ان هناك الكثير من التجار اوشكوا علي مغادرة مجال التجارة لأن الخسارة باتت اقرب من الربح. رئيس نيابة حماية المستهلك مولانا عبدالمجيد عوض قال بمنتدى جمعية حماية المستهلك ان التشريعات الاقتصادية والتجارية والجنائية التى تضبط حركة السوق تقوم على الحفاظ على المنافسة الاقتصادية الحرة وعلى المحافظة على المبادئ الاقتصادية ايضا وهذه المبادئ مستمدة من الشريعة الاسلامية ومن تلك المبادئ حسن المعاملة فى البيع والشراء ومن ثم لابد من وضع تلك التشريعات لتراقب حركة السوق وقد اتجهت كل الدول الاشتراكية منها والرأسمالية لانشاء اجهزة رقابية وهى فى الغالب اجهزة قانونية واقتصادية، وقال عبد المجيد ان ذلك الجهاز ذو شقين اقتصادى يتولى حركة السلع من الانتاج الى الاستهلاك ولاستقامة الخط بين المنتج والمستهلك اذا كانت هنالك عرقلة يتولى الجهاز الرقابى حلها . وشق قانونى يتولى وضع الدراسة لاى بوادر أزمة لسلعة ما ثم يطرح منتجه فى السوق لتغطية الفجوة وبين ان هناك جهازا رقابيا فى طور التكوين مثل قانون منع الاحتكار الذى صدر وقد طبق فى أزمة السكر رمضان الماضى .