نظم منتدى مركز راشد دياب امسية حول اغانى البنات مساء الاحد المنصرم بمقره بالجريف غرب بمشاركة نخبة من المهتمين وحضور جمهور كبير وتحدثت فى الامسية الاستاذة امال النور عن المضامين والدواعي النفسية لاغانى البنات التى تعبر عن واقعهن وعاطفة صادقة، ونفت ان تكون لاغانى البنات علاقة بانتشار الغناء الهابط، واكدت بان تلك الاغانى عاشت لاكثر من مائة عام وتتطور بصورة تلقائية مع ايقاع الحياة. وقال الباحث حسن الجقر ان اسم اغنية البنات مجازى لأغنية ظهرت منذ اوائل القرن الماضى من خلال عدد من الاسماء المغنيات فى بيوت الاعراس وهن يمجدن مكارم الاخلاق من الكرم والشجاعة والبطولات واشتهرت بأغنيات التم تم وفى فترة حاول بعض الرجال تناولها فقامت معارضة شديدة من شعراء الحقيبة على رأسهم عمر البنا والعبادى. و اغنية البنات لها انماط بعضها للحماسة وبعضها للفخر بالمكارم وآخريات هى اغنيات للسيرة ولكن فى الآونة الاخيرة دخلت هذه الاغنية مرحلة الحداثة فتطورت فى تعابيرها ومفاهيمها. واشار د.راشد دياب الى انه كان يتوقع بأن يتطور غناء البنات اكثر من ذلك لكن بكل أسف جاء فراغ احدث احلالا للثقافات القديمة حلت محلها ثقافات مستلبة وهى من الخطورة بمكان حيث ستتغير مفاهيم وثقافة وهوية الانسان السودانى، ونخاف ان يضيع بعدها هذا الانسان وهى مرحلة نقاومها الان بكل قوانا ولا بد من تكاتف المجتمع المدنى ليجابه التغيير الذى سيقود السودان الى مخاطر عديدة نرى بوادرها الان كما ان هناك ظواهر اجتماعية جديدة بدأت تطل برأسها ، لا بد من مواجهتها وهذا لن يتأتى الاّ بتضافر جهود كل افراد المجتمع المدنى الذى لا بد ان يعلو صوته. و علق الصحفى جمال عنقرة ، عن غناء البنات بأنه ارتبط بالبيئة والعادات الاجتماعية وتأثر بالتطور الطبيعى للحياة ، كما لفتت الاعلامية الاستاذة منيرة عبدالماجد، انتباه الحضور بأن الفنانة نور العيون هى اول من نقل اغنية البنات من الغناء بالدلوكة الى الغناء بالآلات الوترية وحدث ذلك فى عام 1935 وهو دور حيوى لا بد ان يوثق ويقال فى مثل هذه المنتديات. واختتمت الحديث د . حرم شداد ، قائلة لقد حدث لنا استلاب ثقافى ونحن الان نعيش فى فراغ عريض فى كل مناحى الحياة بما فيها الغناء واذا اردنا ان نتحدث عن تاريخ اغنية البنات نجد انها بدأت مع الحكامات اللائى لعبن دوراً هاماً فى التحريض على الفروسية وتربية الاطفال على مكارم الاخلاق ثم انتقل هذا الغناء للتعبير عن العواطف التى عاشتها المرأة ، اما من وصف بأن فترة غناء الحقيبة تعتبر الفترة الذهبية للغناء السودانى فقد ارتكب جرماً بهذا الحديث لان غناء الحقيبة هو غناء مبتذل كان يصف المرأة من شعر رأسها حتى اخمص رجليها واى غناء يصف جسد المرأة هو غناء مبتذل يهينها ولا يعطيها حقها ، والاغنيات التى قدمت بهذه الكلمات الرائعة والالحان الجميلة ذات الايقاعات الحية ولو قدمت فى مكان غير هذا لكان الرجال اول من رقص وعبر عن تفاعله مع هذا الغناء . وتخللت الامسية التى شهدها جمهور كبير فواصل لنماذج من اغانى البنات باصوات المغنيات وجدان ادم ، حنان حسين ، درية الشرق ، وفاتن عبدالحفيظ .