لقد ظللت لفترة طويلة من المدوامين علي قراءة صحيفتكم الغراء بصورة راتبة ويدفعني الي ذلك الالتزام المهني واتاحتكم الفرصة للكتاب من كافة المشارب السياسية للتعبير عن رأيهم ونسبة لطبيعة مهنتي والأزمه التي يمر بها القطاع الصحي رأيت ان اكتب هذا المقال املا ان يجد فرصة للنشر عبر صحيفتكم. لقد ظللت لفترة طويلة من المتابعين لسلسلة الاضرابات المتواصلة التي ضربت القطاع الصحي، وكنت طيلة هذه الفترة من الملتزمين بالصمت ايمانا منا بان هذه المشاكل ستجد طريقها للحل عاجلا ام اجلا، ولكن سيناريو الايام الخوالي لا نعيشه الان. لقد ظلت مهنة الطب من المهن التي حازت علي التقدير والتوقير علي مر العصور والدهور نسبة لانها ترعي اهم مافي الكون وهو الانسان لتهتم بصحته البدنية مما جعل الممارسين لهذه المهنة يتمتعون بقدر من الاحترام والتبجيل، الامر الذي جعل الاباء والامهات قبل الابناء يتطلعون الي ان يصبح ابنهم او بنتهم اطباء ومن ارباب هذه المهنه،وتفرد الطبيب السوداني بمكانة خاصة جعلت الاهالي يطلقون عليه»الحكيم»-الامر الذي جعل الالتحاق بهذه المهنة امرا شاقا لايناله الا المبرزون في الشهاده السودانية. يجعل كل مشفق علي ما آل اليه حالة هذا القطاع الحساس يضع يده علي قلبه ، ولان لاخير في من لايكون شاهدا علي عصره في امر دعك من امر يمسك مباشرة بحكم المهنة والمسؤولية والواجب،رأيت ان ادلو بدلوي علني اكون في ذلك من المساهمين في ايجاد الحلول ، ودفعني الي ذلك وشجعني مقال الاخ الدكتور فتح الرحمن فضيل المنشور علي صحيفتكم. اولا:لا يختلف اثنان حول تردي الوضع الصحي بالبلاد وان القطاع الصحي يعيش أزمة مزمنة تطاولت فصولها زهاء عشر سنين منذ مطالبات الأطباء الأولي 2003م،التي أفضت الي زيادة رواتبهم من«270»جنيها الي«500»جنيه او يزيد قليلا. وهو المرتب الذي لم يتغير رغم تغير الأسعار وتكاليف المعيشة مما جعل معظم الاطباء يعيشون ظروفا صعبة عدا فئة من الاختصاصيين الذين يعتمدون علي العمل الخاص وهذا ما لا يتوافر للفئات الاخري من عموميين والامتياز ونواب الاختصاص وهي الفئات التي تكاثرت نسبة لارتفاع اعداد الخريجين نتيجة لزيادة عدد كليات الطب المختلفة. الامر الذي كان يجب ان يصاحبه توفيق اوضاع هذه الفئات وهو مالم يحدث نسبة لاخفاق الاجسام الرسمية التي تمثل الاطباء سواء كان ذلك في نقابة المهن الصحية او اتحاد الاطباء الذين غابوا تماما عن اشكالات الاطباء ولكن ظلوا حاضرين يستقطعون من مرتباتهم دون ان تحدثهم نفسهم بمقابل الخدمة لذلك الاستقطاع او يسمعوا نصحا من ناصح حتي وان كان يجمعهم الانتماء السياسي او المهني ، وآخيرا انضموا لمحاولة تشويه سمعة الطبيب السوداني الامر الذي وبحكم عملي بالادارة الطبية ومستشفى الخرطوم التعليمي خصوصا استطيع ان انفيه تماما. فقد ظل كثير من الاطباء يتفقدون مرضاهم سرا في ايام الاضرابات وذلك حرصا منهم علي مرضاهم رغم موقفهم المعلن الذي يختفي فيه ادعياء الزيف والضلال مكتفين بالتقارير التي لاتشفي عليلا ولاتداوي مريضا . انه في اعتقادي ان بلادنا تمر بفترة حرجة من تاريخها وتواجه قضايا كبري في أبيي وجنوب كردفان ودارفور بالاضافة الي التحديات الاقتصادية المترتبة من فصل الجنوب وهو مايتطلب ان نواجه هذه الاستحقاقات متحدين غير مشتتين وهو مالايمكن ان يحدث عبر اثارة المشكلات مع شريحة مهمة مثل الأطباء الذين لايطلبون اكثر من مساواتهم مع رصفائهم او من هم دونهم تحصيلا اكاديميا، ورهق سنين من الدراسة الطويلة والتدريب المستمر والمتابعة المستمرة لكل جديد في عالم الطب المتغير حتي تمضي حياتهم بيسر ولايقف الطبيب عاجزا عن فعل اي شي معتمدا علي أسرته بعد كل تلك السنين من الشقاء والعذاب من اجل ابنهم وابنتهم التي صار او صارت طبيبة. د.عبد الرحمن شعيب م.طبي فتح الرحمن البشير