المغترب أكثر» الناس « هما واهتماما وانفعالا بمجريات الأحداث في الوطن ، كون ماتصنعه الأحداث خاصة السياسية تمثل له خارطة طريق بموجبها يبقى في غربة مفتوحة ، وهو يعاني البعد عن الأهل والأصدقاء والأحباب ، أو عودة ميمونة ينعم خلالها بدفء الوطن ، ومصاحبه أهله الطيبين ، ولعل هذه الأيام تمثل للمغترب أهمية بالغة ، حيث ينتظر أن تجرى في طول البلاد وعرضها الانتخابات التشريعية والرئاسية ، حيث يختار الشعب السوداني «المرهق» بخلافات السياسيين من يمثله في رئاسة الدولة والولاة ، والمجلس الوطني ومجالس الولايات وكذلك أهل الجنوب يختارون حكومتهم ، إذاً الفرصة أمام الشعب ليعبر عن مايريد ، أن يختار من يحقق له أحلامه وتطلعاته ، التي بطبيعة الحال كبرت ، بكبر إمكانيات الوطن وعائداته الوفيرة من البترول ، والزراعة والثروة الحيوانية ..الخ.. وهي قائمة ولله الحمد تطول وتتنوع كما تتنوع مناخات الوطن . إذاً المغترب يحسب الأيام ويعد الساعات ، حتى تحين لحظة بدء الانتخابات ،وهو يصوت فقط «لرئاسة الجمهورية» لكي يقول رأيه الصريح ويختار من يرى بأنه الأجدر لملامسة الهموم والاهتمامات وتحقيق الأحلام والتطلعات ، والمضي قدما بوطن لايليق به أن يغادره كائن من كان باحثا عن لقمة عيش ، في سبيلها يواجه صنوفا من الأذى المعنوي والنفسي ، نعم وطن بحجم واماكانيات السودان « حرام»أن يغادره بنوه وهم يضربون في مشارق الأرض ومغاربها . حقيقة يحلم المغترب اليوم بأن تأتي الانتخابات تعبيرا صادقا عن إرادة الشعب السوداني ، لتنطلق مرحلة جديدة في الحياة السودانية قوامها حكومة تسهر على مصالح الوطن ومنفعة أهله ، والدفاع بقوة عن سيادته وعزته ، والتعاون مع العالم قاطبة طالما هناك عهود مواثيق تقنن لهذا التعامل ، الذي نريده أن يرعى أولا مصلحة الوطن والمواطن . نعم يحلم المغترب كما يحلم جميع أهل السودان بمستقبل أفضل ، وهم يعدون الساعات حتى تحين لحظة الانتخابات ، كما يشعرون بألم من الأصوات التي مافتئت تنادي بتأجيل الانتخابات ، دون مسوغات منطقية ، حتى أن البعض ينظر إلى المطالبات بتأجيل الانتخابات كأنها جهود تصب في اتجاه وقف الحياة السياسية في محطة ، سيطول الوقت ولن تبلغ غاياتها . نعم المغترب لايريد أن يتوقف لحظة ، فقد أضناه ألم الغربة ومفارقة الأهل والأصحاب ، وهو يحلم بأن الانتخابات ربما تعيده إلى وطنه معززا مكرما ، إنسانا فاعلا في وطن خيراته طفحت على سطح الأرض ذهبا في الشمال والغرب ، وهو يكاد يغرق في بحر من «بترول» ، ستسعد الوطن ، طالما تواضع أهل السياسة واتفقوا على الاستماع لكلمة الشعب السوداني التي سيقولها عبر الانتخابات المنتظرة ، فهي حلم نأمل أن لايجهض ، نتيجة حسابات لاتقوم على مصلحة الوطن والمواطن، وأخيرا نردد مع الحالمين بالصوت العالي عجلوا لنا بالانتخابات يرحمكم الله .