أعلنت وزارة الداخلية، فتح 8 بلاغات في مواجهة «المتهم الهارب» رئيس الحركة الشعبية بجنوب كردفان عبدالعزيز الحلو، تتعلق بتقويض النظام الدستوري واثارة الحرب ضد الدولة، واكدت ضبطها اسلحة ووثائق تدين الحلو، بينما اتسعت رقعة المواجهات في الولاية، بحسب الاممالمتحدة لتشمل 11 محلية من جملة 19 محلية، واعلنت الحركة الشعبية مقتل واصابة 46 من عناصر الجيش الشعبي خلال ثمانية ايام من المواجهات العسكرية. وأكدت الحركة الشعبية استمرار المواجهات العسكرية بجنوب كردفان وعاصمة الولاية كادقلي، وزعمت مقتل قائد العمليات بالقوات المسلحة وعدد من عناصر الجيش، وقالت انها لاتزال تحاصر أطراف مدينة كادقلي، بيد ان الجيش نفى بشدة مزاعم الحركة بشأن مقتل قائد العمليات او وقوع عمليات داخل كادقلي، في الوقت ذاته، قطعت بعثة الاممالمتحدة بوجود موظفيها بعاصمة الولاية وكافة مناطقها، نافية معلومات عن اجلاء 08% من مواظفيها الدوليين. وقال سكرتير الحركة الشعبية بجنوب كردفان ارنو انتقلو ل (الصحافة) أمس إن الاشتباكات بين القوات المسلحة والجيش الشعبي متواصلة داخل كادقلي، وكشف عن مقتل 19 من افراد الجيش الشعبي واصابة 27 منذ اندلاع المواجهات. واضاف ان قائد عمليات القوات المسلحة وعدد من عناصر الجيش لقوا مصرعهم أمس، لافتا الى ان الاوضاع الانسانية التي يعيشها المواطنون كارثية، واشار الى ان بعثة الاممالمتحدة اجلت 80% من موظفيها الدوليين. من جانبه، نفى المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العقيد الصوارمي خالد سعد، تعرض قوات حكومية لاشتباكات داخل كادقلي وقال ل(الصحافة) أمس ان قوات الجيش الشعبي حاولت قصف المدينة من خارجها الا ان القوات المسلحة تصدت لها وأرغمتها على التراجع، نافياً مزاعم الجيش الشعبي بمقتل قائد العمليات وقوات حكومية. وأضاف (الجيش يسيطر على كادقلي بالكامل). الى ذلك، قال الناطق باسم بعثة الاممالمتحدة، كويدر زوروق، ان البعثة لم تجل أي موظف. واضاف «هذا خطأ كبير كل ما تم هو ترحيل الموظفين الذين ليست لهم مساحة عمل يومي الى الابيض وآخرين الى الخرطوم». وقال زوروق ان الاممالمتحدة لم تبدأ مثل هذه العمليات وليست لديها خطة حتى الساعة، لافتا الى أن البعثة موجودة بكادقلي والاماكن الأخرى بجنوب كردفان، واكد ان ما تم هو ترحيل الراغبين في الذهاب الى العطلة والذين سيواصلون أعمالهم في الخرطوم لأن الظروف بكادقلي لا تسمح لهم بمواصلة العمل، وشدد «نحن موجودون بصورة مكثفة وليس هناك اجلاء تماما». واكدت الاممالمتحدة امس ان القتال الذي اتسعت رقعته في جنوب كردفان امتد الى داخل حدود الجنوب، وقال مكتب الاممالمتحدة للشؤون الانسانية في احدث تقرير له «انتشر القتال في 11 منطقة من مناطق جنوب كردفان ال19 بما في ذلك القصف بالطائرات والقصف المدفعي، بل انه امتد لاحدى مناطق ولاية الوحدة في جنوب السودان». وأعلنت الاممالمتحدة ان أكثر من 53 ألفا فروا من القتال العنيف بين القوات المسلحة والجيش الشعبي بجنوب كردفان، وتخشى منظمات انسانية من تصاعد حجم الخسائر البشرية رغم ان عدد الاصابات التي تم الابلاغ عنها حتى الآن متدنية. وذكر مكتب تنسيق الشؤون الانسانية التابع للامم المتحدة ان شركاءه أبلغوا ان «عمليات احراق ونهب للاصول الانسانية ومخزونات الاغاثة الطارئة ووجود ألغام أرضية» في العاصمة كادقلي، وقال المكتب في بيان أمس، «نظرا لعدم تحسن الموقف الامني يزداد عدد السكان المدنيين المشردين الذين هم في أمس الحاجة لمساعدات اغاثة، وتقدر تقارير غير مؤكدة عدد النازحين بأكثر من 53 ألفا». لكن رئيس لجنة الدفاع والامن بالبرلمان، محمد مركزو كوكو، اكد ل»الصحافة» ان اللجنة السياسية لابناء الولاية بالمؤتمر الوطني طالبت خلال اجتماع امس الاول بعدم تشييد معسكرات لايواء المتضررين من الاحداث لعدم اعطاء فرصة لتدويل القضية، وناشدت المنظمات بإعادة الفارين الى مناطقهم او ايصالهم الى ذويهم في بقية الولايات، ودعت الجيش لاستعادة المناطق التي سيطرت عليها قوات الحركة الشعبية. في ذات السياق، كشفت وزارة الداخلية عن تحريك اجراءات جنائية ضد الحلو وتدوين (8) بلاغات تتعلق بتقويض النظام الدستوري واثارة الحرب ضد الدولة والكراهية والفتنة بين الطوائف والحرابة والارهاب والقتل والنهب. وأكد المتحدث الرسمي باسم قوات الشرطة الفريق أحمد امام التهامي تدوين بلاغات جنائية في مواجهة المتهم الهارب عبد العزيز آدم الحلو بموجب المستندات والاسلحة التي ضبطت بمنزله، وأكدت تورطه في الاحداث، مؤكداً أن التحريات مازالت جارية للقبض عليه وتقديمه للعدالة. وكشفت وزارة الداخلية عن توصلها لوثائق ومستندات رسمية تؤكد تورط عناصر من الحركة الشعبية بحكومة الجنوب في احداث كادقلي لزعزعة الأمن بالبلاد، وأكد المتحدث الرسمي باسم قوات الشرطة الفريق أحمد امام التهامي في مؤتمر صحفي امس ضبط مستندات ووثائق رسمية وخرط وملبوسات عسكرية واسلحة ثقيلة داخل منزل عبد العزيز الحلو وبعض قيادات الحركة، تؤكد تورطهم في احداث كادقلي، وجهات أخرى لم يسمها بدعم العناصر المتمردة على الحدود لتنفيذ مخططات ارهابية لترويع المواطنين، مشيراً لمتابعات أمنية لأشخاص ثبت من خلال التحريات والمعلومات عقدهم اجتماعات سرية بالخرطوم.