تزايدت شكاوى المرضى بولاية سنار من ارتفاع تكلفة مقابلة بعض الأطباء الاختصاصيين في العيادات والمراكز الخاصة دون مراعاة للاوضاع المعيشية المرتفعة بالولايه التى يعيش اغلب اهلها تحت خط الفقر ما دفع بعضهم للشكوى بسبب مبالغة بعض الأطباء في فرض رسم عال للمقابلة بصورة اختزلت التساؤل عما كان الطب رسالة أم تجارة؟ الصحيفة طرحت ظاهرة ارتفاع أسعار مقابلة الأطباء وعدم تحديد الأسعار من قبل الوزارة التي أوضحت عدة أسباب لعدم تحديدها، منها تشجيع التنافس فيما بين الأطباء في القطاع الخاص، ومتابعتهم الدائمة لآخر المستجدات على الساحة الطبية العالمية، في حين أوضح الأطباء أنه ليس من الحكمة تحديد الأسعار، خاصة لدى المقارنة بين طبيب يمتاز بالخبرة والدرجة العلمية العالية وامتلاكه أجهزة متطورة باهظة الثمن بطبيب آخر أقل منه في الخبرة والدرجة وغيرهما، بينما يصر بعضهم على ان هناك بعض الأطباء الذين يسعون للهدف المادي فقط متناسين أخلاقيات مهنتهم الانسانية. يقول ابو القاسم محمد سعيد من اهالي كركوج ان بعض الأطباء يمارسون تجاربهم العلاجية على المرضى الأمر الذي يكلفهم أموالاً زائدة وتأخراً في العلاج، ففي إحدى المرات فحص والده لدى أحد الأطباء المتخصصين فى سنار وخلال خمس دقائق أخبره ان اباه يعاني من الحصوة وطلب منه اجراء صورة أشعة إلا أن نتيجة الصورة أظهرت عكس ذلك، في حين ظل الاختصاصي يؤكد له أن الاب يعاني من الحصوة الأمر الذي اضطره إلى الذهاب إلى طبيب آخر خارج الولاية، حيث طلب منه عمل فحوصات جديدة اكدت سلامته، وأضاف انه تنقل بأبيه من طبيب لآخر اكثر من مرة. ويشير ابوالقاسم إلى ان ظاهرة ارتفاع الأسعار بين الأطباء منتشرة بشكل كبير لأن لجوء المريض إلى العيادة الخاصة، تعد فرصة مناسبة للطبيب لاقتناص أمواله. وترى ريا عبدالله العاقب القادمة للولاية من الخرطوم بحرى (المزاد) بأنه من العدل أن تحدد وزارة الصحة الأسعار في الجوانب الطبية كافة على مستوى القطاع الخاص، بهدف ضمان جودة العلاج، وعدم السماح لبعض الأطباء بالتلاعب بالأسعار حسب احتياجاتهم المادية. ويتساءل الاستاذ خلف الله ابراهيم بجامعة سنار عن مهنة الطب التي تحولت من مهنة انسانية إلى تجارية بحتة، فعندما يحتاج إلى دواء بسيط يضطر الى المرور بعدة تحاليل وفحوص حسب رغبة الطبيب، وأوضح إبراهيم أن امثال هؤلاء اقرب للتجار منهم للطب اذ يجبرون المريض بعدة وسائل على دفع تكاليف باهظة مقابل الاستشارة والمراجعة دون مراعاة لحاله الصحية والمادية، لافتاً إلى أهمية قيام وزارة الصحة بمراقبة الأسعار وتقييم الأطباء حسب الكفاءة والخبرة.ومن جانبها تقول انصاف عبدالله احمد ربة منزل تسكن حى الحديقة بسنار ان العديد من المرضى لا يستطيعون التوجه إلى الأطباء لارتفاع الأسعار لديهم، حيث يستنزفون أموال المريض من خلال قيمة الكشف والتحاليل وصور الأشعة التي لا ضرورة لها في أغلب الأحيان. وأضافت انصاف انها أصيبت بنزلة برد شديدة منذ يومين إلا أنها فضلت عدم الذهاب إلى الطبيب، لأنه حسب اعتقادها سيطلب منها رسوم مقابلة مرتفعة واجراء تحاليل ومراجعة له لاحقاً، الأمر الذي سيرفع كلفة العلاج إلى حد يوازي قيمة ميزانية منزلها الشهرية.واشارت انصاف الي ان بعض الأطباء يلجأون إلى تمريض زوارهم عبر إظهار أنهم يعانون من عدة أمراض وذلك بهدف الحصول على عائد أعلى وحتى يضمنوا عودة المريض للمراجعة الطبية فيما بعد.