ذكريات الطفولة تبقى راسخة في وجدان كل منا.. واذكر من ذكريات طفولتي اعجابنا نحن الصغار بأحد ابطال جنة الاطفال.. التي تعرض يوم الجمعة وتتابعها كل العيون من اجله.. انه ضيفنا اليوم.. الفنان يوسف عبد القادر.. * عرفنا عن نفسك؟ - لا إله إلا الله.. مالك يا نهى.. اسمي يوسف عبد القادر.. من مواليد السودان البلد المحبوب وانتي دايرة السنة وانا ما حا اذكرها..! نحن جدودنا جعليين. * حدثنا عن الأسرة والعائلة؟ - نحن آل ضيف الله وتلك عائلة كبيرة موزعة ما بين ام درمان والشمالية والجزيرة.. نحن ما شاء الله اخوان واخوات كتار وبفضل الوالد وصل كل فرد الى مبتغاه.. وانا «ود حبوبات» تربيت على يد الحاجة زهرة بت ادريس وجدي يوسف الامين شرف وجدنا ده هو من الخزرج واختلط بالجعليين.. * أحكي لنا عن البداية؟ - بديت في الاذاعة وحصلت طرائف ظريفة جدا ومنها في احد الايام وصدفة وجدت نفسي امام المبدعة نجاة كبيدة المذيعة وهي مذيعة كبيرة في الاذاعة وكنت اعتقد ان ناس الاذاعة والتلفزيون ديل ملائكة وهم فعلاً ملائكة في تعاملهم وفجأة وصدفة وجدت نفسي امام نجاة كبيدة ورغم اني شقي وشيطان وكلامي كتير ولكن عندما وقفت امام المبدعة التي كنت اعجب بها نجاة كبيدة تسمرت ولم استطع النطق..! وكانت هي تضحك من الموقف.. فهي التي ادخلتني الاذاعة ومعها شقيقي الفاتح الذي كان يعمل في الاذاعة وعندما دخلت الاستوديو وجدت عمالقة من الذين كنت استمع لهم سابقا منهم الفكي عبد الرحمن والجعفري وخورشيد ونفيسة محمد محمود «السنينة» وبرضو حصل نفس الاندهاش والسكات ولم استطع ان اتأقلم واتعامل مع الناس واتحدث الا بعد ثلاثة اسابيع.. ثم بعد ذلك انطلقت في العمل.. * هل حصلت معك مواقف محرجة على الهواء؟ - كان لي زميل اسمو الشيخ وكنا شغالين زكي وزكية فنسي الشيخ الحوار فوجدتني آخذه جانبا واقول له الحوار في اذنه وانا نسيت ان الناس سيسمعوني وفعلا ضحك الجميع حتى المخرج بدر الدين حسني. * في جنة الاطفال لماذا احبك الاطفال؟ - لأنني كنت امثل طموحهم وكنت لسانهم الذي يتحدثون به وكل شقاوتهم يرونها في الود زكي الذي كنت انا.. * ذكرياتك عن برامج الاطفال؟ - كان عندنا حرب مستمرة مع اولاد اشلاق البوليس قرب السجن فكانوا يقطعون علينا الطريق وكنا ننتصر عليهم دائما وفي يوم كان هنالك مسلسل صلاح الدين الايوبي وكان فيه حراب وسيوف فقام اولاد الاشلاق بتحضير سيوف وسهام من الحديد والمسامير وما ان انتهينا من جنة الاطفال وفي رجوعنا كان لابد من المرور بالاشلاق فنصبوا لنا كمينا وعند ظهورنا في الشارع صاح احدهم: انهم قادمون واذا بالسهام تنهال علينا وكان نصيبي سهم في الصدر والله يا استاذة نهى حتى اليوم اثاره في صدري وكان صاحب هذا السهم ابن ضابط السجن والطريف في الموقف ان اخت هذا الصبي هي من عاقبت اخوها ودافعت عني واخذت المجموعة الى منزلهم داخل السجن وتم اسعافي ووقف اندفاع دمي بواسطتها هي ووالدتها.. والطريف لعبنا معهم بعد الحادث في منزلهم ثم تغير الموقف وانهلنا عليهم ضربا وخرجنا وسط ضحكات الأم والشقيقة.. وصرنا أعز أصدقاء حتى هذه اللحظة. * مواقفك مع الراحل جعفر نميري؟ - كنا يومياً حضور في الاتحاد الاشتراكي ومرات يرسل عربة يقول جيبوا لي اولادي وهو من رعى مجموعتنا وسافرنا بواسطته الى غالبية الدول العربية وجهزنا كل المطلوبات من اجل انتاج فيلم اطفال وكان سيكون الأول في الوطن العربي وخاماته تم احضارها من سوريا ولكن حدثت الانتفاضة فتوقف العمل. * وماذا عن ذكريات المسرح؟ - في مسرحية أمي العزيزة والعرض كان في الفنون الشعبية حشد محمد شريف علي كل الدبلوماسيين الموجودين في الخرطوم فأحضر ناس السفارات العربية والسفارة الأمريكية وكنت ساعتها في المسرح وكنت في انتظار دخول محمود عبد العزيز ودوره دور بهلوان وعندما دخل بأغنيته ووجد الجمهور «كلو عقال وحُمر» نسى الحوار وقال لهم مساكم الله بالخير.. وخرج.. ولحقت بالمطرب محمود عبد العزيز وطلبت منه الرجوع لاتمام المسرحية.. * مبدعون رحلوا عن دنيانا وتركوا اثرا داخل الاستاذ يوسف عبد القادر؟! - كثيرون.. على رأسهم الفكي عبد الرحمن والراحل المقيم الشاعر والكاتب المسرحي حسن أمين واجد حسن أمين دائما عندما اقرأ لعفاف التي تشربت والدها حتى النخاع وبالمناسبة فقد بدأنا التلفزيون معاً واستمررنا في كل الاعمال معاً.. بل حتى ان العلاقة الأسرية ممتازة.. ومن الذين حزنت ايضا لرحيلهم المربي الفاضل عبد العزيز عبد اللطيف الذي علمني كيف أكون أنا.. وحسن عبد المجيد وهذا اعطاني الثقة في النفس.. والراحل عوض صديق الذي علمني حب الاخلاص في العمل.. المحررة: أرى ان نتوقف عن الحديث عن الذين رحلوا عن دنيانا اذ ان الاستاذ يوسف عبد القادر قد ظهر التأثر عليه فنزلت دموعه وهو يبكي أشخاصا اعزاء على قلبه.. * كلمة أخيرة: - التحية ليك يا نهى وانت تنتزعي مني الدموع..