كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن سلعة السكر تلك السلعة الإستراتيجية المهمة الضرورية للحياة ذات الاستعمالات المختلفة كتب عنها الكثيرون كل حسب نظرته، وخاض في الكتابة أهل الاقتصاد والصناعة والتجارة والفن والسياسة وهذا يدل على أنها سلعة إستراتيجية كما أسلفت. إلا أننا كعاملين في قطاع السكر نأخذ على تلك المؤسسات المختلفة اهتمامهم بكميات السكر المنتج وحجم الفجوات المتوقعة ومؤشرات الأسعار دون الوقوف على الجوانب الايجابية في المسألة مثل طبيعة العمل في مصانع الإنتاج وكيفية أحوال العامل المنتج ،بالإضافة للجهد المبذول من اعلى قيادات السكر وكل العاملين وظروفهم المختلفة ، فحينما تصبح السلعة إستراتيجية فهذا يستوجب النظر لها من جميع الاتجاهات والزوايا. ومن هذا المبدأ وبالرغم من صمت إعلامنا في شركة السكر السودانية وهو صمت على ما يبدو من فقه «فعل بلاقول «سنكتب من تحت أنين التروس ما فتئت تئن، سنكتب ونحن نعمل في أوقات الناس فيها نيام ،سنكتب وعمالنا يحبون بلادهم بلاحدود،هم قمة سمقت،هم نخلة شهقت ،وهم نجمة بزغت في سماء الصناعة منذ أمد بعيد . ان العاملين في مصانع السكرمن أكثر عمال الصناعة جهدا وصبرا وإنتاجا فهم يعملون طوال الليل وكل النهار. ،فالعاملون في أقسام الزراعة يرعون قصب السكر كما ترعى الحامل جنينها تسعة أشهر وأكثر صبحا وعشية يوم بعد يوم يمشون على سرابات قصب السكر يسقونه عرقا يحفظون أطوار نموه كنمو أطفالهم هم قوم من الله عليهم بنعمة الصبر الجميل ،هم قوم أعطاهم الله قوة التحمل ونكران للذات. أما العاملون بوحدات الإنتاج فليتهم يحتاجون لقولنا يعرفهم جميع أهل السودان المترامي الأطراف فمن منا لم يقرأ تلك الديباجة المكتوب عليها «إنتاج شركة السكر السودانية»هؤلاء المنتجون شعب يعيش تحت الظلام ،يسافرون عكس قطار الحياة فحينما يخرج الناس باكرا من منازلهم يأتون إلى بيوتهم بحثا عن النوم ،ذلك النوم المرهون بدوران التروس وكميات البخار وسلامة «السكاكين»ونبض الغلايات ومؤشرات القيزان على كل حال هو نوم كنوم»الدجاج»لاستحالة سلامة ألف موتور من التوقف طوال اليوم،أما أحلامهم الوردية فقد تغيرت الى بلورة السكر وضبط نسب استخلاص السكر في البقاس والمولاص. أما العاملون في أقسام الورش المختلفة فيكفيهم فخرا أنهم أول من مزق فاتورة استيراد الآليات الزراعية من الخارج قبل ميلاد جياد وغيرها وطوروا كثيرا من الآليات لتتناسب مع البيئة المحلية ولهم كثير فضل في العمليات الزراعية الحديثة التي تساهم في الحصاد الأخضر وغيره. .ويطول الحديث عن كل العاملين في الإدارات المختلفة كالإدارة العامة والري والمالية. ان الحديث المتكرر عن السكر يصيبنا برشاش الكلام المر ونحن نعلم اننا لم تتناقص قلتنا بعد ،فإذا قمنا بمقارنة للإنتاج مع السنين الماضية نجد ان هناك زيادة واضحة قد طرأت في كميات الإنتاج كما لاننسى الزيادات المتضاعفة في مصانع الحلوى والمشروبات وتغيير سلوك المستهلك. فالحديث عن العجز في كميات السكر يأتي طبيعيا في ظل ثبات الوحدات المنتجة وزيادة المستهلكين بشرا كانوا أومصانع تستخدم سلعة السكر في منتوجاتها المتزايدة كل يوم ممايؤدي لاختلال في الميزان وبالتالي تظهر الفجوات في السكر كل حين. نتمنى ان ينصب الحديث عن السكر في الحفاظ على العامل المنتج أولا وتشجيعه وتحسين قدراته ثم الإسراع في تشغيل مصانع إنتاج أخرى تدعم الناتج المحلى ونحن مقبلون على واقع اقتصادي مغاير. سكر سنار