في أول أبحاثه التي يجريها عن مصر بعد الثورة بعنوان «مصر من ميدان التحرير إلى التغيير»، كشف مركز جالوب أبو ظبي عن العديد من المفاجآت بشأن الثورة المصرية، وأول المفاجآت أن الحزب الوطني المنحل مازالت له شعبيته في الشارع المصري التي تصل إلى 10% متفوقاً على حزبي الوفد 9% والوسط 5% ومقترباً من نسبة الدعم الشعبي لجماعة الإخوان المسلمين التي تصل إلى 15%. ومن بين المفاجآت الأخرى التي كشفتها الدراسة ما يتعلق بدور مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك وتويتر في الثورة، حيث أظهرت الدراسة أن الثورة المصرية لم تكن ثورة فيس بوك كما كان يطلق عليها، والدليل أن 8% فقط من الشعب المصري كانوا يستقون أخبار الثورة من الفيس بوك وتويتر، كما أن 17% فقط من المتظاهرين لديهم إنترنت في منازلهم، أما التلفزيون المصري فكان من أكثر المصادر التي اعتمد عليها الشعب المصري لمعرفة أخبار المتظاهرين، ووصلت النسبة إلى 81%، وتراجعت الجزيرة إلى المركز الثاني بنسبة 63%. وأوضحت الدراسة أن 83% من الشعب المصري دعموا المحتجين الذين دعوا إلى إقالة مبارك، وشارك 11% من المصريين في المظاهرات أي تقريباً 6.3 ملايين شخص، وكان المحتجون على الأرجح شبابا ومتعلمين وذكوراً. وأكدت الدراسة أن المصريين حالياً أقل رضاءً بمستوى معيشتهم، وتوفر الضرورات مثل الرعاية الصحية الممتازة والإسكان بأسعار مناسبة والوظائف، ويشعرون أن مجتمعاتهم أصبحت أقل سلامةً وأقل تسامحاً، ولم يعد الكثيرون منهم يثقون بالشرطة. وأكدت الدراسة أن المصريين يتوقعون مستقبلاً سياسياً واقتصادياً لامعاً لبلادهم، ويبدون ملتزمين بالعمل من أجله، ويريدون حكومة تمثلهم، والدليل أن 90% من الشعب المصري سيشارك في الانتخابات القادمة، كما أن 91% يرون أن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون نزيهة وعادلة، إلى جانب أن 94% يثقون في المجلس العسكري، و80% يثقون في نزاهة القضاء، و68% يثقون في الحكومة الحالية. و67% يرحبون بالتعايش الديني. وفي ما يتعلق برغبة المصريين في الهجرة، أظهرت الدراسة أن المصريين أكثر رغبةً الآن في مواصلة العيش في بلدهم، على الرغم من الانخفاض في مستوى معيشتهم. وفي ما يتعلق بالولاياتالمتحدة، فعلى الرغم من تعاطف 82% من الشعب الأمريكي مع المتظاهرين المصريين، إلا أن 20% فقط من الشعب المصري راضٍ عن الإدارة الأمريكية، ويرى 68% من المصريين أن الولاياتالمتحدة ستحاول ممارسة تأثير مباشر على مستقبل مصر السياسي، معارضين بقوة أي دعم امريكي للجماعات السياسية في مصر، ورغم أن المصريين لا يرفضون النموذج الأمريكي القائم على الحرية والمساواة، إلا أن رفضهم للتدخل الأمريكي لدعم أية جماعة سياسية في مصر يشير إلى أشواق المصريين لتقرير مصيرهم واستقلال الإرادة الوطنية، بعد العزة التي اكتسبها المصريون بثورتهم التي أذهلت العالم.