طرح في الندوة الاسبوعية للجمعية السودانية لحماية البيئة يوم السبت الموافق 2011/6/4 برئاسة رئيس الجمعية د.شلقامي، مختصون ومهتمون عن البيئة. ركز الطرح والنقاش على الغابات في السودان، فهي محميات هامة جدا ومؤثرة على البيئة والحيوان والانسان حتى المناخ كما لها مردودها الاقتصادي الهام. طرح د.صديق معلومات وبيانات هامة جدا عن تاريخ الغابات في السودان وركز على أهمية اشجار الصمغ العربي وشجرة التبلدي لما لها من انتاج اثبتت البحوث اهميته الغذائية المباشرة للانسان وتاريخياً كانت تنتج غابات السودان أكثر من ألف طن سنوياً من الصمغ العربي الذي انخفض الى أقل من مائة طن سنوياً. واشار من المتوقع زيادة الطلب حسب البحوث التي اثبتت اهمية الصمغ العربي للانسان ودخوله في صناعة الدواء والغذاءات فطالب بالتركيز القومي على زراعة الغابات وحمايتها. طرح موضوع غابة الفيل وما لبسها من اعتداء عليها من قبل المشرفين على تنفيذ خزانات الستيت واعالي عطبرة من الشروع في تشييد مطار جوي للطائرات داخل غابة الفيل خصما على مساحة الغابة وتواجد الحيوانات والإنسان داخلها وهي محمية قومية ولقد وصل الامر للقضاء الآن. وقد ناشد المجتمعون في الندوة المسؤولين بايقاف هذا الاعتداء على غابة الفيل فورا. وقدر الحاضرون موقف مدير الغابات الذي استقال بسبب تنفيذ هذا المطار بالاعتداء على المحمية الغابية الاكبر بالبلاد. في الوقت الذي فقد فيه شمال السودان المحميات الغابية ونسبة الغابات به بعد انفصال جنوب السودان الاخضر، عليه ان يحتفظ بما هو باق في شمال السودان وعليه تنفيذ برنامج قومي بيئي واقتصادي كبير في استزراع ملايين الافدنة في منطقة السافنا وشمالا بأشجار ذات قيمة اقتصادية مثل اشجار الصمغ والتبلدي وغيرها من الاشجار المنتجة للأخشاب الجيدة ذات القيمة الاقتصادية العالية. هذه الغابات لها اهميتها في تربية الحيوانات الأليفة والبرية والطيور المختلفة، وتفتح مجالاً واسعاً لمواقع سياحية عصرية. في اليوم العالمي للبيئة ورد في جريدة الصحافة الصادرة يوم 2011/6/2م في الصفحة الاولى بان مختصين في مجال امراض السرطان اشاروا الى الارتفاع الكبير في عدد المصابين المسجلين يوميا في مستشفى الذرة بالخرطوم وود مدني وان نسبة الاصابات العالية في ولايات الخرطوم الجزيرة دارفور وخاصة الشمالية حيث نسبة الإصابة بلغت بين النساء 30% سرطان ثدي والأطفال 8% وهي نسبة عالية جداً وخطيرة. د.كمال أحمد اخصائي الأورام والطب النووي بمستشفى الذرة بالخرطوم نسب تعاطي التبغ بأنواعه سجائر تمباك شيشة هو سبب اساسي للاصابة بالسرطانات. للأسف الشديد عدد المصابين بالسرطانات المختلفة غير محصور على نطاق الولايات، حيث يمكن ان يساعد في الوصول الى أسبابه. حسب نوعية السرطانات وموقع الاقامة والبيئة المحيطة به. الأسباب التي تؤدي للاصابة بالأمراض السرطانية متوفرة على الشبكة العنقودية النت بالتفصيل من مراكز الابحاث العالمية والمتخصصة وفي السودان توجد مراكز أبحاث بالجامعات ومركز أبحاث الطاقة النووية رغم محدودية إمكانياته. يجب الاستفادة من الأبحاث العالمية ومتابعة نتائجها وتطبيقها في السودان للحد من هذا المرض الخطير. أثبتت الأبحاث العالمية بأن المجال الكهرمقناطيسي Electromagnetic التي تنتشر مع مرور التيار الكهربائي على الاسلاك الحاملة للكهرباء على مستوياته المختلفة من خطوط الضغط العالي والمتوسط والمنخفض تصيب بعض من جاورها مدة طويلة بأنواع مختلفة من السرطانات. (يمكن الرجوع الى نتائج الابحاث المنشورة على النت في هذا المجال) تجدر الاشارة بان الابحاث في هذا المجال بدأت في مطلع التسعينيات من القرن الماضي. معظم دول العالم أخذت بنتائج هذه الابحاث ووضعت الضوابط اللازمة لنشر شبكات الكهرباء متوسطة ومنخفضة الضغط الى كوابل ارضية. وبعض الدول وضعت شرطاً لخطوط الضغط العالي متر واحد بعد كل كيلوفولت أي لخطوط 110kv تكون على بعد 110m ودول اخرى اخذت بمعيار نصف متر لكل كيلوفولت من المناطق السكنية هنا في السودان لم يأخذ بهذا المعيار. سبق أن اعترضت لجنة فنية متخصصة على انشاء خط الضغط العالي كيلو عشرة مقابر الخرطوم لانه مجاور الى المناطق السكنية ويصل في بعض المواقع الى حدود 10 أمتار فقط. فرفض تقريرها ونفذ المشروع ولم تتابع افرازاته السرطانية وغيرها على المواطنين المجاورين هذا الخط. ايضا توجد مئات الخطوط ذات الضغط المتوسط 11kv, 33kv حتى المنخفض 0.4kv قريبة جدا من المنازل السكنية يجب تقييم الاحوال الصحية للمواطنين المجاورين لهذه الخطوط ومتابعة احوالهم وتأثير هذه الخطوط الكهربائية على صحتهم. كما يجب أن تأخذ الشركة السودانية لنقل الكهرباء والشركة السودانية لتوزيع الكهرباء بالمعايير العالمية والمستجدات في هذا المجال، اقترح ان تضع برنامجاً طموحاً في انزال جميع خطوط الكهرباء وخاصة متوسطة الجهد والجهد المنخفض الى كوابل ارضية لتفادي تأثيرها الصحي على المواطنين وايضا مخاطرها المتكررة من تلامس الاسلاك وعمل شرار وحريق ووفق الامداد للمنطقة وحوادث تصادم بعض المركبات بعمدان الكهرباء. في حالة تنفيذ الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء ابدال الخطوط الهوائية الحالية الى كوابل سوف تكون هي الرابحة، حيث تنخفض حوادث قطوعات الكهرباء وزيادة مبيوعاتها، بالاضافة الى المساعدة في توسيع واستقلال الطرق بدل الحجز الحالي لخطوط الكهرباء للطرق. ايضا سوف تساهم مباشرة في جمال المدينة وإصلاح البيئة. تجدر الاشارة هنا الى ابراج الاتصالات التي انتشرت في الاحياء السكنية والتجارية على قمة بعض المباني، لقد أثبتت البحوث العلمية عن مضار هذه الابراج للانسان. أطالب الهيئة القومية للاتصالات ان تأخذ في اعتبارها هذا الجانب القومي وتضع الضوابط اللازمة له، من اجل سلامة المواطن والبيئة. حسب ما هو مطبق الآن عالمياً كمحاذير لهذه الابراج. المراكز والمواقع النووية المختلفة في العالم صغيرها وكبيرها يعاني من مشكلة التخلص من الأجهزة والمعدات والملابس التي يستخدمها وتكون غالبا مشبعة بالاشعاع النووي. حرقها او دفنها غير مجدي. لذلك يصدرونها الى الدول الفقيرة بحوافز مالية. لعدم وجود الامكانيات والرقابة الفنية على هذه الواردات المشبعة، تدخل البلاد لتباع او تدفن فيها. لقد عاصرت عدة محاولات لدفن النفايات بالسودان اذكر منها التالي: 1 - مشروع F.G.GATY الالماني وهو عالم ذرة مشهور عرض في اواخر عهد الرئيس نميري مشروع دفن النفايات النووية بالسودان حسب تكنولوجيا مسجلة باسمه تتمثل في فرم النفايات النووية وتغطيتها بطبقة من الاسمنت لتصبح مثل البيضة وبحجمها. على ان تدفن في منطقة نائية بالسودان مقابل دفع الألف من ملايين الدولارات لمشروعات البنية التحتية كهرباء وسكة حديد وتعليم وصحة لولا سقوط نظام نميري لنفذ هذا المشروع. 2 - وانا مدير للتخطيط والمشروعات بالهيئة القومية للكهرباء بعد وصول الانقاذ للسلطة مباشرة وصل عرض من شركة أجنبية لبناء محطة توليد كهرباء حرارية تستخدم المخلفات الصناعية. والعرض به تحمل الشركة تكلفة بناء محطة التوليد وتشييد طريق بري مسفلت من بورتسودان ولمسافة ألف كيلومتر لتستخدمه الناقلات حاملة المخلفات الصناعية مشيرة الى انها على استعداد لبيع منتج الكهرباء بسعر رمزي للهيئة القومية للكهرباء. حسب معرفتي السابقة لمشروع F.G.GATY تحفظت على هذا العرض وأوصيت برفضه اذ به شبه حرق مواد صناعية مشبعة بالاشعاع النووي والهدف واضح من المشروع للتخلص من النفايات النووية. 3 - اطلعت على عرض تجاري مرسل من شركة أوروبية بأنهم على استعداد لارسال حاويات بها ملابس جاهزة صالحة للاستخدام او ان تدفن في المناطق النائية ومقابل كل حاوية يدفع المستورد بالخارج مبلغ 10.000 دولار بمجرد استلامه للحاوية الواحدة. واضح من هذا العرض بان هذه الملابس الجاهزة مضروبة، توجد بالاسواق وبعض المواقع التجارية كميات كبيرة من الاجهزة الالكترونية والملابس والمعدات تباع بأسعار زهيدة، يوجد احتمال كبير لتسرب هذه البضائع الملوثة الى الأسواق المحلية، فيجب على المختصين والجمارك الكشف على جميع الواردات وخاصة المستخدمة. 4 - الهاتف الجوال كثر استخدامه وخاصة على مستوى الطلبة والاطفال، بعض الابحاث حذرت من استخدام الاطفال للموبايلات بكثرة اذ له تأثير عليهم، ويجب ان يصحب ذلك حملة اعلامية قومية عن مضار استخدام الاطفال للموبايلات وبكثرة. في هذا اليوم الخاص بحماية البيئة والمواطن اناشد المسؤولين بتكوين لجنة قومية متخصصة من الكفاءات السودانية واقترح ان يرأسها الدكتور اسماعيل الجزولي لخبرته السابقة في البيئة وتشترك فيها الوزارات والهيئات ومراكز البحوث المختصة وذات الصلة للأخذ بنتائج البحوث العالمية عن اسباب انتشار الامراض السرطانية وامكانيات تسرب دفن النفايات في بعض المواقع بالسودان وايضا مراجعة بعض المعدات والملابس المستخدمة التي تسربت الى الاسواق وقد تكون مضروبة بالاشعاع النووي وايضا ابراج الاتصالات وتأثيرها على الانسان والبيئة، ايضا علاقة التباكو على السرطانات. آمل ان تخرج هذه اللجنة بعد حظر المعلومات والتوصيات التي خرجت بها وطبقت في معظم دول العالم ان توصي بأن يأخذ بها في السودان لتطبق حتى لا نفاجأ بأن يصبح السودان منطقة مضروبة وموبوءة بالاشعاع النووي الذي من الصعب التخلص منه. يجب على الولاة في ولاياتهم المختلفة ان يقوموا بمسح كامل لحصر عدد المصابين بالامراض السرطانية المختلفة مع تحديد كثافة وجود المرضى في بعض المواقع الجغرافية وتقديم المعلومات اللازمة عن هذه المناطق لتساعد في اعداد دراسة علمية متكاملة والخروج بضوابط ومواصفات لحماية الإنسان في السودان من الامراض السرطانية المتفشية والمتزايدة. اللهم اني أخطرت..