* لن أتحدث في هذا المقال عن برنامج قناة النيل الأزرق الشهير.. ولا أشاطر الأستاذ كمال رزق رأيه الحاد في البرنامج من منبر جامع الخرطوم الكبير.. ولا يستحق الأمر برمته كثير عناء.. إن هو إلا مشاهد من حفلات الزفاف وسؤال واحد للعروسين وذويهما وإجابة واحده لنفس السؤال!! شعورك شنو؟ والله سعيد جداً جداً وبشكر قناة النيل الأزرق وكل من شاركوني!! ومذيعة الربط تتحدث وتثرثر مع زميلتها عن أسرار السعادة في الحياة الزوجية وهما لم تجرباها حتى الآن!! * لكن أفراح النجاح في الشهادة السودانية أمرٌ مختلف ويحق للناجحين والناجحات أن يفرحوا بإنجازاتهم.. ويحق لذويهم أن يفرحوا كذلك.. ولما كانت السعادة مسألة نسبية فأنا أنظر لما بعد هذه السعادة العارمة والفرحة الغامرة والمستقبل الذي ينتظر هؤلاء الطلاب وقد ولجوا الجامعات من أوسع أبوابها ،كما أن ثورة التعليم العالي وسَّعت المجال ليتمكن أي ناجح من الدراسة الجامعية وما فوقها.. والمكاتب والبيوت والشوارع تغص بالخريجين من جامعات السودان المختلفة وهم يحملون شهاداتهم ولا يجدون عملاً.. وان وُجد العمل ففي غير التخصص الذي درسوه!! وتزداد نسبة البطالة بين الخريجين باضطراد كلما تخرج فوج سألهم من سبقهم ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم؟ هاهم متبطلون . لأن مخرجات التعليم العالي غير مرتبطة بسوق العمل.. وعندما تنطفئ هذه الأفراح ويبدأ «إبراهيم الطائر»رحلته.. يقال عن العاطلين عن العمل «إنهم شغالين في الطيران المدني» يعني طائر بدون عمل.. حيَّا الله هيئة الطيران المدني بقيادة محمد عبد العزيز .. * وستمتلئ الشاشات وصفحات الجرائد بأسماء المدارس المتفوقة والنسبة العالية التي أحرزتها المدرسة الخاصة الفلانية ومع الأسف الشديد فإن الأمر فيه تدليس إذ تعمد المدرسة إلى إجراء امتحانات تصفية تسبق امتحانات الشهادة بوقت مناسب أي قبل توزيع أرقام الجلوس والغرض من التصفية هو اختيار الطلاب المتفوقين ليمنحوا أرقام جلوس باسم المدرسة والطلاب الأقل تفوقاً يجلسون للامتحانات بأرقام جلوس تتبع لاتحاد المعلمين وكأنهم «من منازلهم» وفي هذا عدم أمانه وتنكر للطلاب المنتسبين للمدرسة المسددين للرسوم المقيدين في سجلاتها لكن من أجل المال كل شئ يهون !! ويطرد الطلاب آخر السنة إلى فصول اتحاد المعلمين حتى لا تتدنى نسبة نجاح المدرسة.. وقد شكوت هذا الأمر إلى الأستاذ المربي محمد الشيخ مدني عندما كان وزيراً للتربية والتعليم بولاية الخرطوم « ولقيت الموضوع فايت قعر أضانو» وقد غِلِب حيلة مع هذه المدارس!! وما زال التدليس مستمراً. والتدريس مُستثمراً.. من اجل المادة فقط .. * ومن غرائب التعليم في بلادنا وعجائبه سأورد مثالاً واحداً عن الدكتورة تغريد محمد عثمان محمود يوسف.. معلمة بالمرحلة الثانوية.. تخصص كيمياء.. تاريخ التعيين عام 1995م حيث تخرجت ببكالوريوس كيمياء تربية وبعدها نالت دبلوم عالي في التربية عام 2000م ثم حصلت على ماجستير تربية مناهج وطرق تدريس عام 2003م وبعدها نالت شهادة الدكتوراه مناهج وطرق تدريس الكيمياء عام 2007م .. وبالرغم من كل هذه السلسلة من الانجازات الأكاديمية لم تحركها الوزارة قيد أنملة من وظيفة معلم بمدارس الموهوبين.. وحفيت قدماها منذ عام 2007م وحتى الآن وهي تسعى لتحسين وضعها الوظيفي من ناحية.. والاستفادة من إمكانياتها العلمية من ناحية أخرى فموقعها الطبيعي هو في إدارة التدريب بالوزارة لتؤهل أعداداً كبيره من معلمي مادة الكيمياء بدلاً من هذا الشح الذي جعل المدارس الخاصة مثل الأندية في موسم فك التسجيلات.. فهل يجد لنا الدكتور فرح مصطفى.. أو الصديق الدكتور المعتصم عبد الرحيم حلاً لهذا اللغز؟ وهذا قليل من كثير. ومثل دكتورة تغريد يحبط كل أفراح النجاح لان مصيراً مجهولاً ينتظر الناجحين. * مبروك لكسلا نجاحها في إحراز المركز الأول بإحراز الطالب طه يعقوب إبراهيم ميرغني المركز الأول على مستوى السودان .. والمركز الأول يصل كسلا للمرة الثانية بعد مرور أربعين سنة على حصول البرفسير محمد صديق على من كسلا على المركز الأول.. ويا حليل كسلا الوريفة الشاربة من الطيبة ديمه.. * أدروب قطع الطريق على واحد وقال له بلهجة آمرة القروش تدينا فقال له ما عندي فقال أدروب خلاص السجائر الصعوط تدينا فقال له ما عندي فقال أدروب انتو اصلوا شغال شنو؟ فرد عليه قائلاً شغال مدرس.. فقال أدروب .. خلاص الإملاء تدينا!! وهذا هو المفروض