٭ الموسيقي حسام عبد السلام من الشباب الذين يتكئون على قدرات عزفية عالية، وبرع في العزف على آلة الكمان مع نجاحه في جانب التأليف الموسيقي، بالاضافة الى أنه من المؤسسين للفرقة القومية للموسيقى، والمجموعة الموسيقية للفنان الكبير أبو عركي البخيت، ومؤسس أوركسترا جامعة الأحفاد للبنات مع الموسيقي ممدوح طاهر فريد، وأستاذ آلة الكمان بقصر الشباب والأطفال.. هذا الشاب يحمل هموم الارتقاء بالموسيقى السودانية، حيث نجح في عام 2008م في تنظيم أول مهرجان للموسيقى البحتة بالسودان حمل اسم «مهرجان العقل والروح»، ويستعد حالياً لتنظيم المهرجان في دورته الثانية.. «الصحافة» جلست إليه للوقوف على آخر استعداداته لتنظيم المهرجان.. فمعاً لمضابط الحوار: ٭ في البدء نسأل عن فكرة وأهداف مهرجان العقل والروح؟ - فكرة المهرجان نبعت من حرصنا بصفتنا موسيقيين على التعريف بالانماط والضروب الموسيقية السودانية، لذا جاءت النسخة الاولى من المهرجان عن الموسيقى البحتة، في محاولة لانتشال الناس من التردي الذي حدث في الأغنية السودانية، فكان التفكير في إرجاع المستمع السوداني لزمان الموسيقى البحتة، حيث يذكرنا التاريخ القريب بأن السمندل نجحت في الثمانينيات في جذب الجمهور لمتابعة عروض موسيقية غير غنائية. ولذلك حرصنا في ميوزيكولوجي على ضرورة أن تنتظم الساحة مهرجانات موسيقية مثل التي تحدث في الاطار الاقليمي والدولي التي عادة ما تضيف لها المشاركات السودانية نكهة مغايرة ومختلفة. ونهدف من خلال هذا المهرجان إلى خلق بيئة يستطيع الفنان السوداني من خلالها ان يتواصل مع المجتمع، ويقوم بدوره في جانب البناء والتحول السلمي والاجتماعي والثقافي، بالاضافة إلى المحاولة للارتقاء بالذوق السوداني، والتواصل المباشر معه بعيداً عن المنابر التقليدية المتمثلة في «بيوت الافراح». ٭ نود الوقوف على دلالة التوقيت والبلاد تلفها حمى الانتخابات.. ألا يؤثر ذلك على الفعالية؟ - على العكس من ذلك، ففي الوقت الذي بدأت فيه حمى الانتخابات تستشري بين الناس واضحت الانتماءات الايديولوجية الضيقة تفرق بين الناس، كان لا بد للموسيقي السوداني في هذا التوقيت أن يبذل أدواراً أكثر إيجابية، لذا تأتي النسخة الثانية من المهرجان للتنبيه إلى ضرورة النظر إلى الوطن بعين محايدة وحريصة وبمنظار تفاؤلي، بعد ان انتهى أوان الحرب وأتى زمان السلم والتآخي.. فالمهرجان دعوة محبة للاحتفاء بالفن السوداني وخصائصه المتنوعة والمتباينة، وجعل هذا التنوع أساساً للوحدة والقوة لا مصدراً للشتات. ٭ نود أن نتوقف على أهم البرامج المصاحبة للمهرجان؟ - تأتي فكرة المهرجان في هذه الدورة من خلال ثلاث ليالٍ فنية متنوعة، الأولى منها باسم «ليلة العودة» بمشاركة البلابل، عقد الجلاد، حمد الريح وسيف الجامعة، وستقدم الليلة بمصاحبة آلة العود فقط، والليلة الثانية باسم «ليلة المدائح النبوية» بمشاركة عدد من المادحين بالأسلوب التقليدي والحديث، فيما خصصت الليلة الثالثة للموسيقى البحتة بمشاركة عدد من الفرق الموسيقية السودانية والأجنبية. وستصاحب المهرجان ندوات فكرية عن دور الفنون في ترسيخ معاني ودلالات الوحدة والتعايش السلمي، بالاضافة لندوة أخرى عن الموسيقى السودانية بين الأصالة والتجديد. ٭ في الختام هل أنت واثق من نجاح الفعالية في نسختها الثانية؟ - النجاح الذي حققه المهرجان الأول هو الدافع الحقيقي لقيام هذه النسخة. ومن خلال هذا المنبر أتقدم بشكري لمولانا أبو كساوي معتمد أم درمان لتفاعله مع فكرة المهرجان، مع شكرنا للأستاذ حسن فضل المولى والشفيع عبد العزيز والمخرج لؤى بابكر صديق من قناة «النيل الأزرق»، لتبنيهم رعاية المهرجان إعلامياً.