الخطوبة هي الخطوة التي تسبق الزواج الحلال، ويرى الكثيرون أن فترة الخطوبة تعد بمثابة التجربة الحقيقية التي تتيح التعرف عن كثب على الطرف الآخر، فيما ينظر اليها آخرون على أنها من أجمل لحظات العمر، وذلك لما فيها من عواطف وشجون، ولكن أخيراً طفت على السطح مظاهر يعتبرها أولياء أمور وباحثون اجتماعيون سالبة، تتمثل في المقابلات الكثيرة بين المخطوبين، وخروجهم لقضاء الأوقات في الحدائق والمتنزهات وغيرها من أماكن عامه وخاصة، ويعتبرون ذلك مخالفةً للشرع وفتحاً لأبواب ربما تفسد العلاقة. وما بين هذا وذاك الرأي سألت «الصحافة» عدداً من الشباب حول هذا الأمر، حيث تقول الطالبة رهام تاج السر إن فترة الخطوبة من أجمل الفترات، وذلك لأنها تتيح وقتاً جيداً لتقارب الأفكار والقلوب، وأنها بداية حتمية لكل مشروع زواج، وتشير إلى أن خروج الفتاة مع خطيبها يأتي من أجل التعارف ومعرفة الصفات، ورأت ألا مانع في الخروج والجلوس في الحدائق والاماكن العامة، وأكدت أن الزواج من غير فترة خطوبة مصيره الفشل. فاطمة عبد الرحيم متزوجة بعد خطوبة دامت سنتين، قالت: هذه الفترة من أخصب أيام حياتي لما تحمله من ذكريات فى الأماكن الاثرية والحدائق العامة، وحتى المشروبات التى تناولناها سويا لها صدى فى نفسى. وأضافت قائلة إن هذه الفترة ساعدتها في تجنب المشكلات وكل منا بات يعرف طباع الآخر. محمد أحمد ابتدر حديثه قائلاً إن فترة الخطوبة فترة جميلة، لكن كل شىء لا بد أن يكون واضحا بدلا من الخفاء، وتساءل: «كيف تخصص الأسرة غرفة للحديث لهما، ونحن نعرف أنه ما اجتمع شخصان الا كان الشيطان ثالثهما»، وهذا الامر قال إنه لا يرضاه لاخته. ويرفض محمد احمد اجتماعهما في الاماكن العامة بدعوى التفاهم والتعارف، والرجل يعتبر أجنبياً عنها حتى يتم العقد، ولا يصح لها السفور، وينبغى ألا نتساهل فى مثل هذه المواضيع. ومن جانبها تقول لينا خضر إنها ضد الخطوبة والذهاب الى الحدائق والماكن العامة، لأن أغلب تجارب الخطوبة باءت بالفشل، وقد يصل كل من الطرفين مرحلة الملل. وبالرغم من فوائدها فى التعرف على الأسر وطباع الآخر، لكن سلبياتها أكثر من إيجابياتها، وكم من خطوبة انتهت بما لا تحمد عقباه. ومن جانبه أكد الشيخ عبد الفتاح الجعلي، أن المسلم ينبغي ألا يخطو خطوة حتى يعرف حكم الله سبحانه وتعالى فيها، والخطوبة شرعاً يجوز فيها أن ينظر الإنسان إلى مخطوبته، والعلماء حددوا الوجه والكفين، وبذلك انتهت الخطوبة، أما المهاتفة والخلوة والخروج إلى الأماكن العامة فتعتبر بداية سيئة لخطوة جديدة، لأن الزواج آية من آيات الله سبحانه وتعالى، وأثبتت التجارب أن أية زيجة تبدأ بالعلاقات المحرمة من ضحكات ومحادثات، فاشلة فى المستقبل. وختم عبد الفتاح حديثه بتوصية إلى الأسر بأن الخطيب نعمة من الله، ويجب أن نراعى الله فيه.