٭ جاء في الخبر أن الأجهزة الشرطية المختصة بولاية نهر النيل أفلحت في إلقاء القبض على منتحل شخصية طبيب تمكن من ممارسة الطب فعلياً بمستشفى عطبرة التعليمي أحد أكبر المستشفيات الولائية بنهر النيل ولعدة سنوات دون كشف حقيقة أمره. ٭ ممثل بارع ومبدع ذلك الرجل (كبّ) العلم بعيداً وعرف طريق المستشفى وباشر عمله ......... ولمدة ستة اعوام والاطباء الحقيقيون حفيت اقدامهم من الجري وراء وزارة الصحة ولجنة الاختيار وغيرهم ترك كل هذا خلفه ومارس العمل الطبي بلا عناء وفي اكبر مستشفى في ولاية نهر النيل وفي يده (سماعة) وعلى جسده (الكوت) وربما ردد سراً ( جاهل صغير وحمامة يوم لبسوا الكمامة نقلوه خشم القربة يا ربي عودة سلامة للعاصمة) رحم الله عائشة الفلاتية. ٭ ما الذي هداه هذا الرجل لهذه المهنة؟ لماذا اختار ان يكون طبيباً؟ لماذا لم يحاول (الانزلاق) داخل مهنة اخرى غير الطب الذي زاوله لمدة ستة اعوام ( يعاين) المريض ويكتب له الدواء مع الدعوات الصالحات بالشفاء العاجل (مستتراً) خلف المهنة التي مارسها ولم ينكشف امره.. و(ياهو دا السودان).. ٭ ستة من الاعوام مرت سريعاً و(م...ي) يدخل برجله اليمنى مستشفى عطبرة يجلس على كرسيه يتناول قهوته الصباحية ويهدينا (مسرحية درامية) انطلت على إدارة المستشفى طيلة الفترة الماضية مما يدلل على غياب الرقابة والاهمال وعدم الالمام بمنسوبي المستشفى من أطباء وموظفين وغيرهم وربما هناك اكثر من طبيب بهذه (المواصفات) واكثر من موظف والادارة (نايمة في العسل) وغير مبالية بالمواطن المريض الذي يرتاد المستشفى للتداوي والاستشفاء فيتلقى العلاج من طبيب يده خالية من المؤهل الاكاديمي ولا يملك غير (فهلوة) جعلته يمارس المهنة (على عينك يا إدارة) بل ويمر من امامها يومياً وربما يلقي تحيته الصباحية. ٭ صورة مقلوبة تماماً في ولاية استمدت حاضرتها قديماً اسم (الحديد والنار) من انجازاتها الثرة ومكانتها وقوتها ورجالها العمال الاشاوس الذين تسربلوا بحب المدينة فصنعوا مجدها وصنعت اسمهم وظلت تعطي بصفاء ونقاء مشهود لها ولهم واليوم نرى صرحها الطبي يلج فيه من ليس مكانه المستشفى لمزاولة عمله. ٭ نفت إدارة المستشفى مزاولة (الزول) للعمليات الجراحية ولكن هل المعضلة الآن فعلها او لم يفعلها؟ لب المشكلة قطعاً ليس كذلك فالحقيقة التي غابت شمسها على المواطن المريض وإدارة المستشفى ستة أعوام وهو ينتحل صفة الطبيب هى المشكلة التي كان من الممكن تداركها قبل وقوعها بتطبيق نظام رقابي صارم يقود الى تمريض راق يعرف فيه المريض لمن اشتكى اوجاعه وكيف تعافى! ٭ المخرج من المشكلة لن يكون سهلاً ولن ينتهي بإيقاف (الطبيب المزور) لأن ما علق في نفس المريض الذي تلقى العلاج على يد الطبيب المذكور لا يمكن محوه وسيظل اثره النفسي باق داخل المريض ب(وسواس) يعاوده من حين لآخر حتى لو (ضرب معه الحظ) وتعافى بعد العلاج الذي قدمه الطبيب - الذي تم القبض عليه- وكان خبطة عشواء جيدة! ٭ ان المريض يزور طبيبه وفي النفس (أمل) و(أمنية) لكن ما حدث في مستشفى عطبرة والذي يمكن ان يحدث في أى مستشفى آخر قلب موازين الثقة عند المريض (العطبراوي) الذي يفكر الآن آلاف المرات وبصوت مسموع كيف حدث هذا! همسة: ليت أيامي كعصفور مسافر.. ينام على خد الزمن الجميل.. ويصحو على زقزقة قريبة.. من (وليف)...