من الواضح أن حكومة ولاية الخرطوم فشلت في كبح جماح جشع التجار وجنون الأسعار وبالتالي تبدو خطواتها لتخفيف أعباء المعيشة عن المواطنين بدعم بعض السلع مثل الحرث في البحر لان هذه السلع بدلاً من أن تذهب للمواطنين تشق طريقها بسهولة نحو جيوب التجار الجشعين - الذين غالباً ما يكونون الداعمين الأساسيين لبرامج حزب المؤتمر الوطني - وبالتالي تصعب محاربتهم ، نعم الحكومة بدلاً من دعم المواطن تقوم بدعم تجارها وضخ المزيد من الأموال في شرايينهم وفي ذات الوقت تستخدم بوقها الإعلامي للزعم أنها اتخذت خطوات وإجراءات لتخفيف أسعار الضروريات على المواطن !!!. إن الدعم الذي تصبه الحكومة - خصماً من الخزينة العامة - تحت ستار دعم الضروريات يذهب للتماسيح والخاسر الأول بالطبع هو المواطن وهذا الوطن الجريح ولذلك حتى توقف حكومة ولاية الخرطوم العبث باسم دعم المواطن فإن المطلوب العودة إلى نظام الجمعيات التعاونية في الأحياء لتقوم الحكومة فعلاً بدعم المواطن مباشرة عبر توفير السلع الضرورية بأسعار معقولة ومدعومة توزع على السكان في الأحياء وفق حصص معلومة ، أن العودة إلى نظام الجمعيات التعاونية هي عودة إلى الخلف ، نحن لا نريد تكرار تجربة اللجان الشعبية في التلاعب بالسكر ويكفينا أن التجارب المريرة التي عانى منها الكثيرون ما تزال ماثلة واسألوا سكان أحياء محلية بحري عن عضو اللجان الشعبية الذي وجد بحوزته عشرات جولات السكر مخبئة في منزله تمهيداً لبيعها في السوق السوداء . إن الشعب المصري عاش تجربة الجمعيات التعاونية التي توفر السكر والفراخ حينما كان يرزح تحت حكم الفرعون المخلوع محمد حسني السيد مبارك وكان الفساد وقتها يطغى عليى كل شئ وبرأي ان الشركات التي اختارتها حكومة ولاية الخرطوم او الوالي ذات نفسه - لافرق - ليست بأفضل حال من الحكومة والجهاز الرسمي فهؤلاء لا يمكن ان يكونوا بدعاً عن الظلام الطاغي الذي نعيشه فالفساد أصبح اخطبوطاً متعدد الأذرع لا يرحم المواطن لا في الشهر الفضيل ولا في أي شهر من شهور الله ، انه نظام متحرك لا يعبأ بالأخلاق بل يسحقهم بلا رحمة انظروا الى السياسة الرسمية حينما تضع رسماً على السكر بحيث يصبح ما بين يوم وليلة من سعر ألف ومائتي قرش الى سعر ألف وخمسمائة او ستمائة ثم لا تمر يومان حتى يرفع التجار سعر الرطل الواحد الى جنيهين كاملين وكل هذا حدث في كسرٍ من الايام !!!!. وانظروا الى أسعار اللحمة والأسعار التي يفرضها أصحاب مزارع الدواجن - هل مزارع الدواجن يملكها أشخاص عاديون ؟ - إن الفوضى تعم كافة الأرجاء فيما يواصل الرسميون إطلاق الأكاذيب والتهكم على الجماهير عبر الإعلان عن عزم حكومة ولاية الخرطوم إفراغ ميدان - كركر - المرتبط بقضية شهيرة لإتاحة الفرصة للجماهير لممارسة ( الكواريك ) فالسيف موجود والبندقية والغاز المسيل للدموع وكافة أدوات السلطة القمعية. ان المخرج الوحيد - الصادق - لإنهاء جشع الجشعين وتغيير السياسات العقيمة هو العودة الى نظام الجمعيات التعاونية ..نعم ما تزال امة محمد بخير والشرفاء موجودون وسط سكان الأحياء يمكن التعويل عليهم في حفظ المواد التموينية وضمان وصولها للسكان بأسعار مدعومة وبالتالي يتم القضاء على السوق السوداء وأساطينها بكل سهولة لان التجارة تقوم على العرض والطلب وحينما يكتفي المواطن من السلع الضرورية تسقط هنالك دولة الجشع والطمع .