* وصل الحال فى الإعلام الرياضى ومن خلال ما يكتب فى الصحف يوميا «أخبار وآراء» إلى مرحلة يمكن وصفها بالخطورة خصوصا وأنها تعنى الفساد وتقود إليه وتشجعه وحتى لا نظلم المجتمع الرياضى كله ولنبرئه فلا بد من أن نحدد موقع الخلل ومكامنه ومن هم الذين يشنون هذه الحملات المدمرة والتى يمكن أن تتسبب فى إشعال فتنة لا تطفئها مياه كل محيطات العالم . فالأزمة التى تعيشها كرة القدم فى السودان تنتجها الصحافة الرياضية الملونة والأقلام المتعصبة المحسوبة على فريقى المريخ والهلال والتى أصبحت تمارس الممنوع علنا وبكل جرأة وبطريقة يمكن وصفها بالمخجلة أما الأغرب والذى يدعو للحيرة فهو أن هذه الممارسات تتم فى وضح النهار و«على عينك ياتاجر» برغم أن هناك مؤسسات رقابية مهمتها الأولى وواجبها الأساسى هو حماية المجتمع من شرور «المنفلتين والمتفلتين» أما المدهش فهو صمت هذه الجهات ولا ندرى السبب فهل هو رضا منهم عما يحدث أم خوف من إصدار القرارات الصحيحة والحاسمة التى من شأنها أن تفرض الإنضباط فى هذه المهنة أم أنهم لا يعلمون خطورة الأمر أم أنهم يسرحون فى واد آخر؟. * فقد أصبح من العادى جدا أن يتعرض أى ناد أو إدارى أو مدرب أو لاعب لإتهام قاس وصريح فى شرفه أو نزاهته أو أخلاقه من أى قلم ولا أحد يتحرك وهنا لا بد لى أن أشير إلى طلب من شخص تمت مهاجمته من إحد الصحافيين الرياضيين ووصل هذا الإتهام إلى الطعن فى أخلاقه فقد إتصل بى طالبا منى مساعدته فى أن أكتب شكوى إنابة عنه ليقدمها هو للجهات المختصة على أن يرفق الصحيفة المعنية كدليل إثبات وسألنى عن العقوبة المتوقعة على ذاك الصحفى وتلك الصحيقة فقلت له أنها لن تتجاوز لفت النظر أو التوبيخ أو الإيقاف ليوم على أكثر تقدير وهذه أقصى عقوبة ونادرا ما تفرض فما كان منه إلا أن صفق يدا بأخرى وقال لى الأفضل أن أتصدى «بعضلي لرفع الظلم عن نفسى» مادام أن عقوبة الطعن فى النزاهة والكرامة المتوقعة لن ترد لى حقى وأنها أقل بكثير من حجم الجرم فقلت له: على كيفك ولك أن تختار الطريقة التى تسترد بها نزاهتك. فقال يعنى نلجأ لاسلوب الغابة واللا أيه !! وهنا نحول هذه النوعية من المشاكل للسادة فى المجلس القومى للصحافة وللشعبة المعنية برقابة ما يكتب فى الصحف بجهاز الأمن والمخابرات . أما الاستفسار الثانى فقد جاء من أحد المظلومين ونوجه سؤاله للإخوة فى المجلس القومى للصحافة ويقول سؤاله إذا تعرض مواطن لأساءة واضحة أو إتهام وظلم بأئن صريح أو تعد من صحفى فهل بالضرورة ان يشتكى للمجلس حتى يتم النظر فى الظلم الذى تعرض له وسأل عن مهمة لجنة الرصد * الأخ جمال حسن سعيد رئيس نادى الأمل العطبراوى و عندما كثر السلبى عن فريقه فى الصحافة الرياضية صرح قائلا أن هناك فاقدا تربويا فيها ووصف أحد الزملاء الحالة التى تمر بها الصحافة الرياضية ب «الانحطاط» وظل كثير من الصحافيين الرياضيين يرفعون شكواهم يوميا للجهات الرقابية مطالبين بتدخلها من أجل إيقاف التدهور الذى أصابها ومن هؤلاء الزملاء «محمد احمد دسوقى رئيس تحرير صحيفة المشاهد عبدالمجيد عبدالرازق رئيس القسم الرياضى بصحيفة السودانى إسماعيل حسن» ونحن بدورنا نسأل المجلس القومى للصحافة عن الأسباب التى تجعله يتفرج على هذا الحال «المايل» و متى يتحرك من أجل حماية هذه المهنة الرسالية وماهى المبررات التى تجعله يتمسك بالصمت؟ * ما أن ينتصر المريخ فى مباراة إلا وتطالع ضحية جديدة واتهام خطير يوجه لحكم أو لاعب بأنه «باع المبارة أو تواطأ» ونفس الحال يتكرر عندما يفوز الهلال ويظل الضحايا يعانون ويعيشون الألم جراء اتهامهم بما ليس فيهم ولا يدرون الجهة التى يرفعون إليها شكواهم . لقد أصبح توجيه الأتهام للأبرياء وأذية الناس أمرا عاديا وسلوكا ثابتا فى بعض الصحف يمارس بطريقة واضحة ولا أحد يتحرك وبالطبع فالمتوقع هو أن يقنع البعض من «خيرا فيها» ويلجأون لنيل حقوقهم «بعضلاتهم ورد ثأرهم بإمكانياتهم الذاتية» وإن فعلوا فسيكون الحق معهم وعندها يجب أن لا يسألهم أحد لأنهم وجدوا أنفسهم مضطرين. * نقول ذلك من باب التذكير والتحذير للإخوة فى المجلس القومى للصحافة بعد أن «بلغ سيل البعض الزبى» فالآن نعيش وضعا يستحق أن نصفه بعهد الفوضى وإختلاط المفاهيم «حيث أصبح النقد هو توجيه الإساءة والاتهام وشتيمة الناس وبات البعض يخلط مابين حرية التعبير والفوضى» * هل من تحرك جاد من الرقابة تجاه مايحدث؟ نرجو ونتمنى ذلك